فياض وكوشنر وبلير خلال مؤتمر صحفي في مؤتمر المانحين
باريس/ وكالات:تعهدت الدول المانحة بدفع 7.4 مليارات دولار للفلسطينيين خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، وهو رقم يتجاوز قيمة المساعدات التي طلبتها السلطة الفلسطينية والبالغة 5.6 مليارات دولار.وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر في مؤتمر صحفي في ختام مؤتمر الدول المانحة في باريس إن هذه الدول تعهدت بدفع 3.4 مليارات دولار في عام 2008 لوحده، مشيرا إلى أن الرابح الحقيقي من ذلك هو الدولة الفلسطينية.وأشاد رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية سلام فياض بتعهدات الدول المانحة، وقال إن ذلك تصويت بالثقة من جانب المجتمع الدولي على دعم إقامة الدولة الفلسطينية.أما موفد اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط توني بلير فأكد أن الأموال المخصصة في المؤتمر ستستخدم لبناء وتعزيز مؤسسات الدولة الفلسطينية، مؤكدا أهمية مشاهدة الفلسطينيين الاختلاف الذي سيحدث على الأرض في الأشهر القادمة.وقال دبلوماسيون إن المفوضية الأوروبية تعهدت بمنح 650 مليون دولار من المساعدات للفلسطينيين خلال العام 2008، في حين تعهدت بريطانيا بمنح 490 مليونا خلال ثلاثة أعوام، وتعهدت الولايات المتحدة بمنح 555 مليونا في العام 2008 والسعودية 500 مليون على مدى ثلاثة أعوام.وتعهدت فرنسا بتقديم مساعدات بقيمة 300 مليون دولار للسلطة الفلسطينية، في حين تعهدت ألمانيا بمنح 200 مليون بحلول العام 2010 والسويد 300 مليون في عامي 2007 و2008.كما أعلنت اليابان رسميا أنها ستقدم إلى الفلسطينيين مساعدة بقيمة 150 مليون دولار إسهاما منها في جهود السلام في الشرق الأوسط.من جهتها اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن المؤتمر يشكل "الأمل الأخير" لتفادي إفلاس السلطة الفلسطينية.وأكدت رايس أمام نحو تسعين وفدا مشاركا في المؤتمر أن السلطة الفلسطينية تعاني أزمة مالية خطيرة، وحثت المجتمع الدولي على تقديم مساعدات فورية وسخية لمواجهة هذه الأزمة.وشددت على أن هذا المؤتمر يعد فرصة واعدة لتحقيق السلام الذي بدأ الإعداد له قبل نحو سبع سنوات، ودعت إلى انتهاز هذه الفرصة.وقبل ذلك دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تقديم 5.6 مليارات دولار من المساعدات للفلسطينيين على وجه السرعة لتجنب ما وصفها بكارثة شاملة في الأراضي الفلسطينية.وأوضح عباس أنه بدون استمرار هذا الدعم وتوفير السيولة المالية للخزينة الفلسطينية للقيام بدورها، فستنشب الكارثة في غزة والضفة بشكل شامل.ودعا إلى "وقف كل النشاطات الاستيطانية بدون استثناء وإزالة 127 بؤرة استيطانية أقيمت منذ عام 2001 وإعادة فتح مؤسسات القدس الفلسطينية وكلها مؤسسات للمجتمع المدني، ورفع الحواجز العسكرية والعوائق ووقف بناء جدار الفصل العنصري وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين بشكل فعلي وليس عبر خطوات رمزية فقط".ولم ترد وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في كلمتها بشكل مباشر على مطالبات عباس، ولكنها كررت رغبة إسرائيل في إحلال السلام ونيتها الوفاء بمتطلبات خطة خارطة الطريق التي تطالب إسرائيل بتجميد نشاطها الاستيطاني.أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقد دعا الدول المانحة إلى الرقي بمستوى الرهان وتقديم مساعدات سخية للفلسطينيين، واقترح تشكيل قوة دولية لضمان الأمن في الدولة الفلسطينية المقبلة، كما اقترح تشكيل قوة دولية تكلف "في الوقت المناسب وعند توافر الظروف الملائمة بمساندة أجهزة الأمن الفلسطينية" في مهمة حفظ الأمن.من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي إلى تحريك النشاط الاقتصادي في قطاع غزة الذي يعيش ظروفا وصفها بالرهيبة.وتعليقا على تعهدات المؤتمر قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة فوزي برهوم إن الحركة ترحب بدعم الشعب الفلسطيني، ولكنها تعارض أي دعم يستلزم أن تتخذ السلطة الفلسطينية أي تحركات أمنية ضد الشعب الفلسطيني وضد مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.ورفض برهوم مقترح الرئيس الفرنسي بتشكيل قوة دولية لمساندة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ووصفه بأنه تدخل سافر في الشأن الداخلي الفلسطيني.وبدوره اعتبر الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري المؤتمر بمثابة إعلان حرب عليها وعلى المقاومة الفلسطينية، وقال للجزيرة إن حماس ترفض أموالا مشروطة بالحرب عليها.وشارك نحو تسعين وفدا في المؤتمر الذي انعقد من أجل تعزيز آمال تحقيق السلام التي أحياها مؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة حيث تعهد الإسرائيليون والفلسطينيون بالعمل من أجل قيام دولة فلسطينية بحلول نهاية عام 2008