العراق يتوعد «بسحق الإرهاب» بعد سقوط 99 قتيلا في بغداد
توابيت قتلى الانفجارات في اسواق العراق
بغداد/14 أكتوبر/مايكل هولدن: قال الميجر جنرال جيفري هاموند قائد القوات الأمريكية في بغداد أمس السبت إن تنظيم القاعدة استخدم على الأرجح إمرأتين متخلفتين عقليا لم تعلما بأنهما ستنفذان هجومين انتحاريين أسفرا عن سقوط 99 قتيلا في أعنف هجومين في بغداد منذ شهور. وأضاف أن استخدام إمرأتين متخلفتين عقليا في تنفيذ هجومي أمس الأول الجمعة يشير إلى أن المتشددين الإسلاميين ربما يستخدمون أساليب جديدة للتحايل على الإجراءات الأمنية التي أدت إلى خفض كبير في أعمال العنف في العراق. وقال هاموند للصحفيين دون ذكر تفاصيل «هناك بعض المؤشرات بأن المرأتين كانتا متخلفتين عقليا» مشيرا إلى أن لديه صورا لهما.، وتابع أن المرأتين لم تنفذا فيما يبدو الهجومين بإرادتهما «وإنما استخدمهما تنظيم القاعدة لشن هذين الهجومين المروعين. استخدمت هاتان المرأتان على الأرجح لأنهما لم تفهما ما يحدث ومن غير المرجح أن يجرى تفتيشهما.» وقالت الشرطة إنه جرى ربط المتفجرات بالمرأتين وتفجيرهما في سوقين للحيوانات الأليفة مما أسفر عن سقوط 99 قتيلا وإصابة أكثر من 150 ليصبح أمس الأول الجمعة أكثر الأيام دموية في بغداد منذ إبريل نيسان. وذكر الجيش الأمريكي عددا أقل لقتلى الهجومين. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد تعهد أمس السبت بألا يخرج تحسن الأوضاع الأمنية عن مساره بعد أن قتلت مهاجمتان انتحاريتان 99 شخصا في أعنف هجومين في بغداد منذ إبريل. وقال المالكي إن هجومي أمس الأول الجمعة في سوقين للحيوانات الأليفة في العاصمة العراقية لن يكونا إشارة إلى العودة لأعمال العنف التي دفعت العراق إلى شفا حرب أهلية طائفية. وألقى الجيش الأمريكي باللوم في الهجومين على تنظيم القاعدة.، وقال المالكي في بيان «عهدا لدماء الأبرياء إننا لن نتراجع عن تحقيق كامل أهدافنا في عراق آمن ومستقر.»، وأضاف «ان بشاعة هذه الجريمة المدانة والمستنكرة لن تفت في عضد أبناء قواتنا المسلحة ولن تزيدنا إلا إصرارا على المضي في طريق تحقيق الأمن وسحق الإرهاب ودك أوكاره.» ولكن في الوقت الذي دفن فيه أقارب قتلاهم قال سكان غاضبون إن الحكومة عليها بذل المزيد من الجهود لحمايتهم. وقال أبو جاسم البالغ من العمر 42 عاما والذي يبيع أسماك الزينة في سوق الغزل للحيوانات الأليفة في وسط بغداد حيث سقط 62 قتيلا وأصيب 88 شخصا إن قوات الأمن فشلت في تأمين هذا المكان ولم تتوصل لأي حل بالنسبة لأسواق بغداد الكبيرة. وذكرت الشرطة أن الهجوم في سوق الغزل إحدى أشهر أماكن التجمع في بغداد والتي استهدفت من قبل وقع بعد دقائق من هجوم انتحاري آخر شنته إمرأة أيضا مما أسفر عن سقوط 37 قتيلا وإصابة 57 في سوق للطيور في جنوب بغداد. وقال الجيش العراقي إن المهاجمتين متخلفتان عقليا وإن العبوتين الناسفتين جرى تفجيرهما بجهاز للتحكم عن بعد. وقال المالكي «كشف استخدام الإرهابيين في هذه الجريمة إمرأة مختلة عقليا الانحطاط الأخلاقي لهذه العصابات المجرمة وهزيمتهم وعداءهم للإنسانية.» وزاد استخدام تنظيم القاعدة في العراق الذي يلقي الجيش الأمريكي باللوم عليه في العديد من الانفجارات لمهاجمات ترتدين سترات ناسفة لشن هجمات انتحارية بعد أن أصبح استخدام السيارات الملغومة أكثر صعوبة من جراء الإجراءات الأمنية المتزايدة والجدران الخرسانية الواقية. والعدد الإجمالي للقتلى في هجومي أمس الأول الجمعة هو أكبر عدد للقتلى في بغداد منذ 18 إبريل نيسان عندما تسبب انفجار سيارات ملغومة في سقوط 191 قتيلا في شتى أنحاء العاصمة. وقد يضر حجم هجومي أمس الأول بالثقة المتزايدة وسط العراقيين بأن شوارعهم أصبحت أكثر أمانا وهو الأمر الذي شجعهم على الخروج للأسواق والمطاعم. ويأخذ رائد حسين (34 عاما) ابنه الصغير كل يوم جمعة إلى سوق الغزل ولكنه لم يذهب أمس الأول لأنه كان مريضا. وقال إنه لن يذهب ثانية للسوق إلا إذا تحسنت الأوضاع الأمنية.، وأضاف أنه يتحتم أن يكون هناك تفتيش دقيق خاصة للنساء اللائي ترتدين العباءات الفضفاضة سوداء اللون التي يمكن إخفاء أي شيء تحتها. ويثير هجوما أمس أيضا تساؤلات للجيش الأمريكي الذي بدأ خفض عدد قواته في العراق بعد تراجع كبير في أعمال العنف. وتراجعت الهجمات بنسبة 60 بالمائة في شتى أنحاء العراق منذ يونيو عندما جرى نشر 30 ألف جندي أمريكي إضافي. وسينخفض عدد القوات إلى نحو 135 ألفا بمنتصف العام الحالي عندما يجرى سحب أكثر من 20 ألف جندي. ويوجد حاليا في العراق نحو 150 ألف جندي أمريكي. ويقول قادة أمريكيون إن سيكون لديهم عدد كاف من الجنود للحفاظ على الأمن. ولكنهم حذروا مرارا من أن تنظيم القاعدة ما زال خصما خطيرا. ونسب فضل تراجع أعمال العنف إلى مجالس الصحوة العراقية التي تضم أساسا أعضاء من العشائر السنية التي تحولت ضد تنظيم القاعدة وإلى إعلان ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وقفا لإطلاق النار.