فيلنيوس / رويترز/ مارك جون وباتريك لانين :زادت الانقسامات بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بشأن أفغانستان أمس الخميس بعد أن عبر وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس عن القلق من أن بعض الحلفاء غير مستعدين «للقتال والموت» في المعركة ضد مسلحي طالبان.جاءت تصريحاته قبل اجتماع حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا حيث تواجه ألمانيا وفرنسا وحلفاء أوروبيون آخرون دعوة تقودها الولايات المتحدة لإرسال قوات إلى جنوب البلاد الذي يشهد أعمال عنف.ووجهت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس نداء منفصلا للحلفاء المترددين لتحمل عبء أكبر من القتال أثناء زيارة مشتركة لأفغانستان يوم أمس الخميس مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الذي أرسلت بلاده أكثر من 7000 جندي إلى الجنوب.وسعى ياب دي هوب شيفر الأمين العام لحلف الأطلسي إلى التغطية على التوترات بعد أن قال جيتس لأعضاء الكونجرس الأمريكي يوم الأربعاء الماضي انه يخشى أن يصبح الحلف فريقان احدهما لديه استعداد للقتال والموت والاخر ليس لديه هذا الاستعداد.وقال دي هوب شيفر للصحفيين قبل الاجتماع في تكرار لندائه السابق لجيتس أن يبقي نداءاته لإرسال تعزيزات داخل مناقشات الحلف التي تدور داخل غرف مغلقة «أنني لا أرى حلفا منقسما الى فريقين. هناك حلف واحد.»وقال «ونحن عادة لا نفعل هذا علانية.»غير انه فيما يؤكد الإحساس المتزايد بالانقسام داخل الحزب تلقى جيتس ردود فعل قوية من دول أخرى لها قوات في أفغانستان وجهت على مدى عدة أشهر دون نجاح نداءات إلى الأعضاء الآخرين لتحمل عبء في القتال.وقال وزير الدفاع الكندي بيتر ماكاي للصحفيين فيما يؤكد المطالبة بإرسال تعزيزات لقواته التي يبلغ قوامها 2500 جندي في إقليم قندهار «نريد أن نرى المزيد من الأسلوب الجماعي.»وقال ماكاي عن الطلب الذي أكدت اوتاوا بأنه يجب ان يلبى لكي تمد مهمتها في أفغانستان بعد العام القادم «هذا (مطلب) غير قابل للتفاوض».وقال وزير الدفاع الهولندي ايميرت فان ميديلكوب ان جيتس يتحرك «في أطار حقوقه».وقال ميديلكوب الذي مددت حكومته في العام الماضي عمل القوة الهولندية التي يبلغ قوامها 1500 رجل في الجنوب رغم المعارضة القوية للرأي العام «يجب أن ندرك جميعا إننا قدمنا وعدا للسلطات الأفغانية بأنه يجب أن نقوم بالمهمة بطريقة مناسبة.»ورفض وزير الدفاع الألماني فرانتس يوزيف يونج الضغط المتزايد على بلاده لإرسال قوات إلى الجنوب وأصر على أن الأمر يتدهور في الشمال الهادئ نسبيا حيث يتمركز 3200 جندي ألماني.وقال يونج وهو يشير إلى أن ألمانيا وافقت يوم الأربعاء الماضي على نشر 200 جندي لتولي مهمة قوة عمل سريعة في الشمال من النرويج «أعتقد إننا نقوم بنصيبنا على أكمل وجه في أفغانستان.»ولا يتوقع عدد يذكر من المسؤولين بالحلف مساهمات جديدة كبيرة للقوة التي يبلغ قوامها 43 ألف جندي أثناء الاجتماع الذي يستمر يومين لكن الولايات المتحدة مصممة على إثارة القضية خلال الأسابيع القادمة.وتريد واشنطن على وجه التحديد تأكيدات بأن الحلفاء سيكملون النقص عندما يغادر نحو 3200 جندي أمريكي من مشاة البحرية جنوب أفغانستان بعد نشرهم بصفة مؤقتة هناك في وقت لاحق هذا العام.وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في ديسمبر أن فرنسا ستعزز وجودها في أفغانستان لمساعدة الجيش والشرطة الأفغانيين. وبالإضافة إلى اسبانيا وايطاليا أصرت فرنسا منذ فترة طويلة على أن جيشها يتحمل التزامات تفوق قدرته في أماكن أخرى.
أخبار متعلقة