صقر عبدالله أبو حسن/ ذمار : كم هو الحلم جميل ، لكنه تبدد شيئاً فشيئاً حتى بدأ يختفي ! انتهى الحلم ! وبدأ الكابوس " اصبحنا وسيلة متعة .. مجرد متعة « لعل هذه العبارة التي قالتها احدى ضحايا الزواج السياحي قد احتوت في مضمونها كل التساؤلات وكذلك كل الاجوبة .. متعة بوجه شرعي صحيح لكنه وجه مستعار فالاسلام لم يكن يوماً بهذه الاخلاق التي جردت من ادنى قيمة للإنسان .. ( الزواج السياحي ) برزهذا المصطلح كواحد من مصطلحات تسميات الزواج .. فبعد زواج المتعة جاء الزواج العرقي ثم زواج المسيار ، ثم زواج الفريند ، بعدها جاءت موضة الزواج الصيفي او الزواج السياحي والذي يتفاوت عمره الزمني بدء من اسبوعين وينتهي غالباً بعد انتهاء الصيف واحياناً عديدة هذا الزواج قبل أن ينتهي فصل الصيف .. فستكون ظاهرة الزواج السياحي نوع من انواع الظواهر السلبية التي برزت خلال السنوات القليلة السابقة ، لكنها ظلت هي الاكثر مساساً بسمعة المجتمع اليمني الذي عرف منذ فترة طويلة بحكمته ورويته وكرمه وايضاً محافظته على قيم الحق والاخلاق التي وثقها الاسلام في نفوس ابناء المجتمع . [c1]قصص [/c]حكايات وصفت بأنها من حكايات ألف ليلة وليله ، ومشاهد درامية اعتبرت بأنها مشاهد ضمن افلام ( هوليود ) .. قصص كان مسرح تمثيلها الوحيد هو الحياة .. والواقع هو المشاهد الوحيد الذي ظل بعد ان رحل باقي المشاهدين .. من ضمن قصص كثيرة جميعها في المضمون واختلفت في التفاصيل .. اردنا ان نختار قصتين كنموذج وعلى بشاعة الزواج السياحي وسباته وخلوه من المعنى الحقيقي للزواج .. هاتان القصتان نشرتا في صحيفة المرأة العدد (79) .1- بعد اغراءات لاسرتها تزوجت من ذلك الرجل القادم من الجوار .. حلمت كغيرها من فتيات القرية بأن يكون لها فارس احلام ينتشلها من البيئة الفقيرة التي تعيش فيها .. كان ذلك الزوج هو فارس الاحلام وبه سوف تحل مشاكل الاسرة وسوف ترحل إلى النجوم .. حلمت بأن تشاهد عدن فتحقق لها الحلم . سكنت بفندق اقل مايمكن وصفة بأنه فخم .. بدأت الاحلام تتحقق تباعاً .. وبدأت الوعود ترمى جزافاً .. وبدأت مشاهد رمي الاقنعة .. دخل اليها زوجها وهي ترتدي ملابس النوم ليلحق به اصدقائه حاولت ان تختفي من عيونهم الزانغة مفاتن جسدها .. منعها روجها وهو يقول .. هؤلاء شركائي فقد دفعوا معي لوالدك المهر ولهم نصيب فيك .. لم تردعه كلمات العطف ولم توخز ضميره او رجولته عبارات معنى الشرف ومعنى الزوجة وحرمة الزواج .. كانت رائحة الخمر تنبعث من افواههم .. لم تفيد اظافرها من ابعادهم عنها .. حاولت لكنها فشلت .. صرخت لكن صرخاتها تختفي عند حدود غرفة النوم .. رميت كثوب استعمل طويلاً حتى حان الاستغتاء عنه .. اذا كان هذا حال الزوج في مدينة بعيدة عن الاهل والمعارف فكيف يكون الشكاء !؟ رحل ذلك الزوج القادم من الجوار مع اصدقائه - شركاءه - إلى بلده تاركاً خلفه زوجته - الضحية - تلاقي مصير مجهول .. أتي والدها اليها .. وفوق ذلك كله تحمل تكاليف اقامة العريسان في الفندق بعد تيقنه بأن الزوج رحل ولن يعود .. لن يعود . 2- تركت خلفها مقاعد المدرسة واصدقاء الدراسة التي لك تكمل فيها سنتها الثالثة من المرحلة الاعدادية .. تركت القرية لتلحق خلف زوج جهلت شخصيته وايضاً مقصدة الحقيقي .. زوج أتي ايضاً من الجوار يحمل في يديه المصباح السحري .. كل اوامرها واوامر عائلتها مجابة وان كانت اغلب الاجابات وعوداً .. ظل يردد على مسامعهم كلمة ( سوف ) .. وعدها بعالم آخر تعيش فيه فكان صادقاً فقد حقق رغباتها وطاف معها عدن الوطن لتقضي معه اجما ايام العمر .. كان الزوج هو كل الحلم وايضاً كل الاحلام في حياتها وبه تحققت كل الاحلام التي ظلت تحلم بها طويلاً .. عادت معه إلى القرية ليكون هو آخر لقاء يجمعها باسرتها وصديقاتها وجيرانها .. كانت لحظات الوداع صعبه اوهمهم ذلك الزوج بأن الفراق لن يطول .. رحلت معه تكتم الاحزان وتسترجي السعادة .. عند منفرد حرض الحدودي .. كانت الزحمة خانقة والجو حاراً .. امرها ان تنتظره حتى يكمل معاملة دخولها إلى بلدة .. غاب طويلاً تأخر .. بدأت الزحمة تختفي والشمس تعلن غروبها وشروقها في الجهة الاخرى من الارض في نفس الوقت .. لتكشف بعد دقائق انها الوحيدة الباقية وقد اختفى الجميع .. ولتتيقن بعدها انها خدعت وان رجوع زوجها اصبح مستحيلاً ليأخذها معه . [c1]وللأرقام لغة [/c]الحقيقة بطعمها " المر " دائماً قاسية ولكنها تذاق بطعم " العلقم " اذا قيلت من جهات رسمية لديها من الحقائق والارقام مايكفي .ويقنع بأن البلاء قد حل ، فقد كشفت احصائية صادرة عن وزارة العدل تفيد من ان عدد موافقات حالات الزواج بأجانب بلغت في عام 2004م (780) حالة منها (686) موافقة زواج اجانب بيمنيات و (184) موافقة زواج يمنيين بأجنبيات ، واشارت الاحصائيات التي نشرها موقع ( رأي نيوز ) ، إلى ان عدد موافقات الزواج المختلط للفترة من 1 يناير حتى اغسطس 2005م بلغ (651) حالة منها (508) موافقات زواج اجانب من يمنيات و (143) يمنيين بأجنبيات .. وقالت الاحصائية نفسها ان عدد عقود اثبات الزواج المختلط لعام 2004م بلغ (467) حالة منها (403) عقود اثبات زواج اجانب بيمنيات و(64) عقد واثبات زواج يمنيين بأجتبيات ، واشارت الاحصائيات ان عدد عقود اثبات الزواج المختلط للفترة من يناير إلى اغسطس 2005م بلغ (457) حالة منها (285) عقد واثات زواج اجانب بيمنيات و (72) عقد واثبات زواج يمنيين بأجنبيات ، هذا وقد احتلت السعودية المدينة الاولى ، تليها دولة الامارات ، لتحتل البحرين المرتبة الثالثة وتوزعت بقية الحالات على الجنسيات الأخرى .مايجدر لااشارة اليه ان الفارق بين موافقة الزواج المختلط وعقود اثبات الزواج هي حالات لم تمر عبر المحاكم .. وتتركز معظم مشاكل الزواج فيها لون الطالب للزواج بعد حصوله على الموافقة لا يمر عبر الجهات الرسمية لاثبات الحالة .. وفي صعيد متصل قالت وزارة الداخلية : أن الزواج السياحي زواجاً شرعياً يتم بأركانه وشروطة الشرعية معترفاً بحدوث تجاوزات من قبل بعض الامناء ، ملتزمة في نفس الوقت بمحاسبة المخالفين ، وقالت الرسالة الموجهة من الداخلية لوزارة العدل" رأينا حول ماتنشره الصحافة ، نفيدكم بأن الحالات التي تم علينا هي حالات زواج شرعي لا ما تسمية الصحافة بالزواج السياحي ، حيث وان الزواج يات بأركانه وشروطه الشرعية ، ولا يتم الا بعد أخذ موافقة وزارة الداخلية ، وبعض الدول لابد من موافقة سفاراتهم ولديهم اجراءات بدولهم "، واعترفت الوزارة : ان هناك حالات زواج يتم دون استكمال الاجراءات الرسمية المتبعة ويقوم باجراء هذه العقود اولياء الامور امام بعض الاشخاص الذين ليس لهم علاقة بالمحاكم .. واضافت ( تم تحرير عدة منشورات بهذا الخصوص إلى المحاكم بضرورة التقيد والالتزام بالتعليمات الصادرة من الوزارة والتزام الامناء بعدم التجاوب ومحاسبة المخالفين وعدم التصديق على اي وثيقة زواج مختلط يصورها الأمن بدون مرورها على الجهات المختصة وآخذ الموافقة واستكمال جميع الاجراءات اللازمة .انتهت لغة الارقام لتبدأ لغة اكثر حرقة الم .. لغة الواقع الذي لايجد بدقائقة سوط اشد من سوط نظرات العيون تجاه من اصبحت " مطلقة " بعد الزواج بأيام قليلة . [c1]الاضرار بكل انواعها[/c]وعن الاضرار من الناحية الامنية والناتجة عن الزواج السياحي قال العميد : يحيى القديمي لملحق الاسرة لصحيفة الثورة اليمنية العدد (208) الاضرار من الناحية الامنية كزيادة جرائم الاداب والشرف التي اثبتت الدراسات انها ترتبط تصاعدياً مع عدد المطلقات وما يرتبط بهذه الجرائم من مخاطر تهدد المجتمع .. واضاف ارتفاع نسبة المطلقات يؤدي إلى انتشار الاخلاقي وبالتالي إلى تفسخ للمبادئ والقيم والترابط الاسري .. كما ان الضحية من الزواج السياحي يعزف الرجال عنها لانها اصبحت ثيباً اما اذا كانت قد حملت خلال مدة الزواج فإن مصير الجنين اما الاجهاض وهو غالباً .. او الاستمرار لتتحمل اسرتها اعباء اضافية . وفي دراسة اخرى - حسب ماذكر في الملحق الاسبوعي لصحيفة الثورة اليمنية ( الاسرة ) ان الاضرار التي تلحق بالطفل الناتج من هذا الزواج الذي يترتب عليه تنشأت طفل يعاني من عقد نفسيه وانفصام في الشخصية وعداء وكراهية للجميع ومن كان سبباً في واقعة الذي يعيشه والطفل الذي جاء ابوه وغادر راجعاً إلى بلاده لايتمكن اهل اسرته من ملاحقة الاب حتى يرجع لابنه وزوجته لذا تتحمل الزواج السياحي بالنظر إلى عدم تطبيق الحكومة اليمنية لأي احترازات وقائية تحول دون انتشار هذا المرض عبر الوافدين إلى اليمن ( المتعة ) .كتب الشيخ محمد المهدي بصحيفة الرشد العدد (41) تحت عنوان " ايها الفتيات انتبهن " ، وتحت عنوان فرعي " زواج المتعة " كتب : المذاهب الاربعة والظاهرية واهل الحديث والزيدية والهادوية وجميع الأئمة متفقون على تحريمه ( زواج المتعة ) كونه حكماً منسوخاً ونكاحاً فاقد الشروط ويحل بأهداف ومقاصد الزواج ، واضاف : وجميع الفقهاء يشرطون التأييد في الزواج .[c1]وعن الأسباب [/c]كتبت مجلة معين في عددها (279) موضوعاً معنون بـ ( الفقر والجهل وراء انتشار الزواج السياحي ) ومع انه وجد اسباب عديدة آخرى إلى أن الفقر هو المسيطر على مثل هذه النوعيات من الزواج .. وايضاً الجهل كان له دور مهم في مثل هذه الحالات .. ومن هذه الاسباب : 1- غلاء المهور .2- المشاكل الاسرية 3- الخوف من العنوسة 4- حالة الاسرة ومستواها الاقتصادي5- جهل ولي الامر بمقاصد الزوج ونواياه 6- امل الاسرة على حصول الاخوان او الوالد على فرصة عمل في بلد الزوج 7- عدم رغبة الشباب بزواج من تزوجت من قبل . 8- الحصول على مبلغ كبير ومغري.[c1]دور الجهات الرسمية[/c]حيال تفشي ظاهرة الزواج السياحي اتخذت الجهات المختصة اجراءات تمثلت في منع مايسمون بـ ( الامناء الشرعيين ) من تحرير عقود زواج بغير اليمنيين دون موافقة وزارة الخارجية التي تقوم بدورها بالتنسيق مع سفارة بلاد الراغب في الزواج بما يضمن الحقوق الزوجية والاجتماعية للطرفين ، حيث لاتتم الموافقة على الزواج من قبل وزارة الداخلية ومن ثم وزارة العدل التي تتولى تعميد عقد النكاح الا بعد موافقة سفارة الدول التي يحمل الزوج جنسيتها وبناءاً على طلب رسمي منها . [c1]دور وسائل الإعلام وخطباء المساجد [/c]الواجب على مثل هذه الوسائل المتصلة بالفرد في المجتمع ان تقف على حقائق وسلبيات مثل هذا الزواج ان تقف على حقائق وسلبيات مثل هذا الزواج على المستوى الاجتماعي او الاقتصادي وما قد تخلفة من اضرار تطفوا في السطح عند اقرب تساؤل عن مصير هذه الزوجة بعد رحيل زوجها .. كما يجب توعية اولياء الامور بحسن اختيارهم لازواج بناتهم ومراعاة كل الجوانب وليس الجانب المالي فقط .. كما يجب على اولياء الامور تقصي الحقائق عن شخصية طالب الزواج واتباع الاجراءات الرسمية في اتمام الزواج .. كل هذا يرمى على اعتاق كثيرة ، رسمية ، او شعبية ، او اهلية تختفي هذه الظاهرة التي خدشت شيء من كرامة الانسان اليمني تجاه الاشقاء في الجوار .[c1]إذا كان [/c]الزواج السياحي قد شغل النخبة فقد احتل في تفاصيل حياة الانسان العادي مساحة كافية للحوار اولاً : ولتفهم عواقب الظاهرة ثانياً ، فقد انتجت ( تسجيلات الوجيه بذمار ) شريط شعبي يتحدث عن الزواج السياحي وسلبياته قام بتسجيله الفنان / رضوان المقدشي .. هذا الشريط هو عبارة عن بدأ من الشاعر علي محمد الجندلي موجه الشاعر محمد حسين الهروجي .. قال الجندلي في بدايته : الجندلي قال يا بلقيس يا أم المصائب يا بنت عبدالرقيب نسيت الحب ذي عشناه يا أغلى الحبايب عجيب والله عجيب قالت نسيتك وحبك في السماء نجم غايب وأنت لديا غريب مالك وللحب وحنا في زمان العجايب في كل ليلة حبيب عصر الزواج السياحي والبياس والمكاسب وأنت منين لك تجيب والفقر خيم على رأسك وفوق المناقبواعطاك رتبة نقيب ما غير أبي حملك مليون وأن انت هارب وقلت ماشي نصيب ليأتي الجواب مقتعاً ومعقماً ومفهوم ايضاً جواب يحمل في طياته كل معاني الحب للمرأة كإنسانية يجب إحترامها وتقدير كيانها .. حيث قال الشاعر : محمد حسين الهروجي :يا جندلي لا تقول بلقيس أم المصايب ذي ما غلبها غليب ملكت سبأ ذي سقت صرواح من سد مأرب بريّ من دون قصيب اروى وبلقيس ذي تاريخهن في المكاتب والبحث عنه تعيب الدهر قلبه بقلبه والحياة هي تجارب في الماضية والقريب اما الزواج السياحي ذي في ارض العجايب او الطين ذي هو خصيب وكل من حر في زرعه ودفع الضرائب لصلح والا لطيب ونشي غنم سايبه مالك ومال السوايب والحر بابه مغلق والغنم في الزرايب محصنه بالرتيب اما اذا كان الحديث لمجرد الحديث فخيراً هو الصمت [c1]وأخيراً [/c]الزواج السياحي بكافة معطياته وأسبابه وبكل اضراره داء اصاب المجتمع اليمني حتى بدأ ينشر فيه انواع عديدة من الظواهر السلبية .. الزواج هو البنية الاولى والاساس الذي بموجبها يبنى المجتمع بكافة شرائحة وتكويناته فبالزواج تتكون الاسرة .. وبالاسرة يبنى المجتمع .. لكنه اذا اختل الاساس اختل معه كل البناء .. الدراسات كشفت مدى بشاعة الواقع المحيط بمن كانت ضحية لـ ( الزواج السياحي ) ومدى مأساوية الحال الذي صارت أليه .. الكل مسؤول عن التخلص من هذا الداء ، ومعالجة ضحاياه اولاً وحل اسبابه ثانياً .واذا كانت مجاميع النساء في احد مؤتمراتهن رفعن شعاراً يقول ( من الاقوال إلى الافعال ) .. فمتى يصبح الحديث عن الزواج السياحي وغيره من الظواهر الغريبة على المجتمع اليمني هذه الظواهر التي كان الفقير يرافقه الجهل هو القاسم المشترك بين اغلب الظواهر إلى حديث الافعال ومردود هذه الافعال.
الزواج السياحي شيء من الحقيقة !
أخبار متعلقة