محمد عبدالجليلجوهر الصراع الحقيقي في عالمنا كان ولازال بين قلة تستأثر وتستحوذ على كل شيء ، وكثرة لا تملك أي شيء غير قوة عملها الرخيص ، وهذا هو القانون الرئيسي الذي ظل لقرون يتحكم في حياة البشر ، ومن جرائه حدث التفاوت بين مستويات حياة الناس ، وظهرت من جرائه ، كل صور الاستعباد والاستغلال والاحتكار ، والظلم والاستبداد والطغيان ، ونزعات الهيمنة والسيطرة من قبل الاقليات المتسلطة والمتحكمة برقاب الناس على الاكثريات السكانية في كل انحاء المعمورة .جرى ذلك كله منذ ان تضخمت بعض العائلات في ملكياتها وثرواتها ، وأخذت في سيطرتها شكل الدولة الراعية لشؤون الناس وهماً ، تارة باسم الاديان وتارة أخرى باسم المثل والقيم الانسانية العامة.وحملت وسائل الاعلام والصحافة في مختلف المراحل على عاتقها الترويج لتلك الاوهام من الصراعات الهامشية والثانوية ، وتجنب ملامسة جوهر الصراع الحقيقي واطرافه الحقيقية ، وهذا هو سر القطيعة القائمة بين هذه الوسائط وبين عامة الناس ، لعلمها في كثير من الاحيان بانها لا تقدم الحقيقة وتسبر اغوارها بما فيه الكفاية ، وبدلاً عن ذلك تمارس التضليل والزيف وخداع الناس دائماً .وفي لوحة الصراع العالمي القائم ، كانت ولازالت الدول الكبرى تسعى في صراعاتها الى نهب ثروات الدول الصغرى من مواد خام هي أكثر احتياجاً لها في صناعاتها وفي حياتها ، وهي لا تنظر الى هذه البلدان الا كونها مجرد أسواق لمنتجاتها ، ومناطق نفوذ وقواعد عسكرية ، تمكنها من ديمومة هذه السيطرة والنفوذ وممارسة الوصاية على حكامها قبل شعوبها ، بعد ان ضمنت ولاءهم لها ، وبعد ان سلبوا حريتهم واستقلالهم وسيادتهم على أراضيهم وثرواتهم ، وصاروا عاجزين عن تقرير مصيرهم ومستقبلهم كشعوب وكأوطان .فعالمنا اذاً عالم غير عادل وينبغي لكل شعوب العالم من تغييره لصالح كل شعوب الأرض ، ليسود عالمنا السلام والأمن والاستقرار ، ولن يتحقق ذلك إلا بعدم انجرارنا الى أي من الصراعات الهامشية والوهمية والثانوية ولنبقى على جوهر الصراع الحقيقي بين طرفي المعادلة الرئيسية في عالمنا : اقلية وأكثرية لتسود العدالة الاجتماعية والمساواة ولينتزع الجميع حقوقهم كاملة دون استثناء .
|
تقرير
الصراع الحقيقي
أخبار متعلقة