سطور
نزار طه فارع :كلمة وفاء لابد أن أتقدم بها إلى أستاذي محمد سعد عبدالله وأقولها صادقاً من كل قلبي أنك أعطيت كل شيء ولم تأخذ كغيرك كل شيء ولم تقدم فواتير عطائك طوال حياتك الفنية بل كنت تقدم الجديد والجديد في الكلمة واللحن والأداء رحمك الله... قدمت في كل مرحلة من مسيرة حياتك الفنية الشيء الجديد ما يناسب العصر الذي تعيشه مع كل جيل جديد من أجيال هذا البلد الطيب وأهله الطيبين ولا يختلف اثنان أنك فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى لأنك كنت ومازلت تجمع جميع الأذواق وليس في عدن وضواحيها فقط بل في كل أرجاء الوطن اليمني الكبير حاملاً لقب (مطرب الأجيال) بكل جدارة ولم اسمع أغنية من أغانيك تكرر بها نفسك في أسلوب تلحينك وقصائدك وأدائك ولم تعتمد يوماً على اسمك (محمد سعد عبدالله) وتقدم لجمهورك أي شيء وتقول في قرارة نفسك يكفي أن أقدم لأنني (محمد سعد عبدالله) وكنت تحاسب نفسك قبل أن يحاسبك الآخرون والتاريخ رغم اسمك الكبير والمشهور داخل وخارج اليمن الحبيبة ورغم الهجوم الذي كان يشن عليك من قبل بعض الأقلام المأجورة بين الفينة والأخرى عندما كنت تقوم بتأليف أغانيك لنفسك قال الحاقدون لنجاح أغانيك إنها لغيرك وليست من تأليفك وأثبتت لهم الأيام والسنين أنك أنت ولا احد سواك المؤلف والملحن لأغانيك التي قمت بتأليفها لنفسك ولغيرك من زملائك الفنانين وأنا أعود بالله من كلمة (أنا) أول الشاهدين بذلك عن قرب واذكر على سبيل المثال أنك طلبت مني المشاركة في الحفلة التي أقمتها في مدينة التواهي بأغنيتك المعروفة والمشهورة بصوتك (قلي ليش الجفاء) وقلت لك حينها أنني أريد أن أغني لك لحناً جديداً وشرحت لك الأسباب وعندما عرفت السبب قلت لي ولا يهمك يا طه لك أغنية جديدة وفوجئت في اليوم الثاني بأستاذي محمد سعد عبدالله يسمعني أغنية جديدة من كلماته وألحانه بعنوان (من نساك أنساه) وشاركت بها في الحفلة واعتبرها من روائع ما غنيت من ألحان غيري من زملائي الفنانين قبل أن ألحن لنفسي.ومن ذكرياتي الخاصة بفناننا الكبير محمد سعد عبدالله إنني ذهبت إلى منزله عام 1964م في الشيخ عثمان عندما بدأت ألحن لنفسي وأسمعته لحناً جديداً موسيقى بدون كلام لأخذ رأيه فيه فأعجبه اللحن بعد أن أخبرته بأنه أول لحن لي وطلبت منه أن يضع على وزنه الكلمات وتشجيعاً منه لي لم يمانع ابن سعد وعلى الفور ونحن في تلك الجلسة القاتية اخذ القلم والدفتر وبدأ يكتب حتى أكمل كلمات الأغنية وعندما انتهى منها طلب مني أن أغنيها أمامه حتى يتأكد من مخارج الألفاظ ويتأكد من وزن الكلمات على اللحن الذي وضعته لأول مرة في حياتي الفنية.وصدقنا عزيزي القارئ هكذا كانت جلسات القات بين المبدعين وخرجت من تلك الجلسة المفيدة مع من سبقونا في مجال الموسيقى والطرب بأغنية جديدة وهي (ما شنفعك إلا أنا) كلمات أستاذي محمد سعد عبدالله لحن وغناء طه فارع ولا أنكر أن هذه الأغنية كانت سبب شهرتي في مجال التلحين والغناء بفضل الله وبفضل تعاون وتشجيع أستاذي الكبير محمد سعد عبدالله.وصادف بعد أن اكتملت الأغنية (ما شنفعك إلا أنا) من جميع عناصرها اشتركت بها في إحدى الحفلات التي كان يقيمها أستاذي محمد مرشد ناجي وهذه للأمانة التاريخية فقد كان الفضل في تقديمي على خشبة المسرح وكنت القاسم المشترك في جميع حفلاته الموسيقية في الجمهورية اليمنية وخارجها وبعد نجاح أغنية (ما شنفعك إلا أنا) جماهيرياً خرجت لي الأقلام المأجورة تهاجمنا معترضة بشدة لماذا طه فارع يقوم بالتلحين لنفسه وهي نفس الأقلام التي هاجمت بن سعد تصور عزيزي القارئ من رد على هذه الهجمات ضدي رغم ارتباطي الوثيق بفناننا محمد مرشد ناجي حينها والذي كان يعرفه الجميع قام بالرد عليهم فناننا محمد سعد عبدالله وقالها صراحة في مقابلة تلفزيونية مع عبدالقادر خضر قال بن سعد هذه الحكاية ومازلت محتفظاً بهذه المقابلة حتى اليوم وأن نسيت لن أنسى هذا الموقف الشجاع من فناننا محمد سعد عبدالله ولا أنسى أيضاً تشجيعه لي ويكفينا أن من كان يهاجمنا جاء إلينا واعترف من كان وراء تلك الهجمات إلى وقت قريب وبأسماء مستعارة.الجدير بالذكر أن فناننا القدير محمد سعد عبدالله لم يجرحنا بكلمة منذ أن تعرفت عليه في الخمسينيات وحتى اليوم ولم اسمع في حياتي إن بن سعد قد جرح احد الزملاء بل كان نعم الأخ ونعم الصديق الصدوق ونعم الأستاذ الذي تعلمت منه الكثير ومهما قلت وكتبت عنه فلن أفيه حقه أقول للأستاذ محمد سعد عبدالله رحمة الله عليك (إنا لله وإنا إليه راجعون)