سطور
ماذا يحدث للشاعر الغنائي الذي قضى مشوار حياته في تقديم أروع الكلمات الغنائية التي نالت إعجاب الجمهور وتغنى بها؟ ماذا يحدث لهذا الفنان الغنائي الذي يبقى يتحسر على زمن العطاء، عندما تقسو عليه الظروف الاجتماعية والمادية والصحية وتعزله عن الساحة الفنية، وتبعده عن مكانته القديمة التي أحتلها في الساحة الفنية، طبيعي أن تنطوي العلاقة بين هذا الشاعر الغنائي وساحة الفن إذا أجبرته الظروف الصعبة أن يغادرها لينعزل في منزله مهموماً متحسراً.الشاعر الغنائي عبدالله عبدالكريم جدير بالاحترام والتقدير والتكريم والدعم المادي الذي يستحقه من أجل العيش الشريف بعد العطاء الكبير الذي قدمه للأغنية اليمنية.لقد امتلك الشاعر الغنائي عبدالله عبدالكريم القدرة على تقديم الكلمات الغنائية التي تحمل المشاعر الإنسانية التي تهز كيان المستمع، هذه الكلمات الغنائية التي راحت تتأجج في نفسية المستمع إليها وتحرك مشاعر الوطنية والجمال والحرية ويقول الشاعر الغنائي عبدالله عبدالكريم في قصيدته الغنائية التي غناها الفنان أحمد علي قاسم بعنوان (فرحة ياشعب):فرحة ياشعب هلت بالأغاني ابتسامة حلوه مليانة أماني فرحتك بالفجر تكبر[c1] *** [/c]لما عيد الثورة نورلما أكتوبر علينا علينا[c1] *** [/c]هل من ثانيإلى آخر هذه القصيدة الغنائية المملوءة بشحنات عاطفية للشاعر عبدالله عبدالكريم التي تحتوي على الإحساسات والمشاعر والظروف القاسية التي أحاطته من كل جانب، فالشاعر في قصيدته الغنائية هذه يحرص على أن ينقل إلينا المواقف على علاتها، لا يعنيه أن يبدو من خلالها غالباً أو مغلوباً، قوياً أو ضعيفاً، فيحملنا على الإصغاء، وهو بصدقه لا يصور نفسه فحسب، بل يوحي إلينا بأنه يعبر عن خلجات نفوسنا، وما يعتمل فيها، مما نعجز عن التعبير عنها. ويقدم هذه الكلمات الغنائية ببساطة، ويصف فيها حالته الوجدانية.إن الفنان والشاعر الغنائي عبدالله عبدالكريم واحد من رواد الشعر الغنائي في اليمن الذين لم تنحصر أحلامهم وطموحاتهم وإنجازاتهم في مجال الأغنية داخل حدود اليمن، بل امتدت إلى الدول الشقيقة المجاورة، وأخذت هذه الأغاني أفقاً رحباً يأخذ في الاعتبار قضايا وهموم الشعب اليمني وهموم الأمة العربية بأسرها.