عالم الصحافة
كتب المفكر اليهودي أنطوني ليرمان مقالا في صحيفة ذي إندبندنت البريطانية يقول فيه إن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق ما لم يتخلص اليهود من عقدة الاضطهاد.ويتساءل الكاتب عن مدى صحة الصورة الكئيبة التي رسمتها بعض الأصوات عقب الهجوم الإسرائيلي على غزة وارتفاع نسبة معاداة السامية والمعاناة التي يرزح تحتها اليهود حتى قبل ذلك، واضطهادهم من قبل العالم.ويمضي قائلا «إذا ما لجأت للتشكيك في تلك الرواية فإنك تخلق مشاعر العداوة والتكفير ضدك»، ولكن الكاتب يجد ضالته في تبرير المؤرخ اليهودي المعروف سالو بارون الذي تحدث بسخط حول ما سماه بـ»المفهوم المحزن للتاريخ اليهودي» الذي يضع المعاناة في صلب الحياة اليهودية.وذكر الكاتب أن بعض الباحثين أجروا دراسة نشرت عقب الهجوم على غزة تشير إلى وجود علاقة وثيقة بين الذاكرة الجماعية لدى الإسرائيليين وبين ذاكرة «الاضطهاد السابق لليهود» وما يسمى بالمحرقة اليهودية، وأن العالم جميعا «ضدنا».وقال إن رؤية اليهود لأنفسهم على هذا النحو يمكن تفهمها ولكنها تشويه وتدمير بشكل كبير، مشيرا إلى ما صرح به معد الدراسة البروفسور دانيال بار تال من جامعة تل أبيب من أن تلك النظرة اعتمدت أساسا على التلقين العقائدي الطويل الأمد الذي اعتمد على التجاهل والتربية.وتساءل المفكر اليهودي ليرمان قائلا «إذا عرفنا أنفسنا بالاضطهاد السابق وبكوننا الضحية، فهل يمكن لنا أن نفكر بشكل واضح في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومشكلة مناهضة السامية؟».وبعد أن تحدث عن تبرير إسرائيل لهجومها على غزة بعدم وجود بديل آخر، واستعرض بعض الأصوات التي اعتبرت الخيارات الإسرائيلية غير منطقية، أشار الكاتب إلى أن الحراك الدبلوماسي في الآونة الأخيرة يؤكد ما ذهبت إليه تلك الأصوات.ونبه الكاتب إلى ضرورة أخذ معاداة السامية على محمل الجد، ولكنه انتقد شهية الإسرائيليين غير المحدودة للتقييم غير الدقيق لهذا التهديد، مبديا استياءه من السبل المستخدمة في حل المشكلة.ودعا إلى فتح الحوار حول السبل البديلة التي تفسر ما يحدث وما يجب فعله، غير أنه أعرب عن أسفه لكون المؤسسة اليهودية تعتبر ذلك خيانة وإنكارا لمناهضة السامية.واختتم بما أشار إليه المؤرخ بارون بقوله «إننا وقعنا في فخ التفكير القائم على أن المعاناة اليهودية فريدة من نوعها»، لكن الحقيقة غير ذلك.[c1]غضب إسرائيل على لا ينتهي[/c]عرضت صحيفة واشنطن بوست الأميركية لكتاب بعنوان «اقتلوا خالد» بشأن العملية الفاشلة التي نفذها الموساد الإسرائيلي في العاصمة الأردنية عمان، ودور إسرائيل في بروز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقصد أو بدون قصد.وقدمت واشنطن بوست عرضا للكتاب الذي ألفه الصحفي الأسترالي بول ماكغوف وتناول فيه مدى غضب إسرائيل ضد قادة حماس، ومحاولاتها اغتيالهم الواحد تلو الآخر.وأشارت إلى دور الموساد في استشهاد أشهر صانعي القنابل من بين قياديي حماس، من خلال تفجير هاتف نقال في العام 1996 (يحيى عياش)، واستشهاد مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين بالصواريخ الإسرائيلية، أثناء خروجه من المسجد على كرسيه في العام 2004.كما أشارت إلى إلقاء إسرائيل بقنبلة تزن طنا أثناء حربها على غزة مستهدفة منزل أحد قادة حماس العسكريين نزار ريان، ما أسفر عن استشهاده وزوجاته الأربع وأحد عشر من أطفالهم.وترى الصحيفة أن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل يعتبر محظوظا لنجاته من محاولة اغتيال عبر رش السم في أذنه من جانب الموساد في أحد شوارع العاصمة الأردنية عمان في العام 1997.وأوضحت كيف أن الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال طالب إسرائيل بتقديم الترياق المضاد للسم على وجه السرعة، في مقابل إطلاق سراح عناصر الموساد الذين ألقى الحراس الشخصيين لمشعل وبعض المارة القبض عليهم، وامتثلت إسرائيل بتردد لطلب الملك الأردني وتحت ضغط أميركي.وترى الصحيفة أن تلك الحادثة كانت من بين مجموعة الحوادث الإسرائيلية ضد الحركة، التي أسهمت إسرائيل بقصد أو بدون قصد في سرعة نهوض الحركة، وبروز مشعل كأسطورة للشهيد الحي.وربطت واشنطن بوست بين ماضي الحركة وحاضرها، مشيرة إلى مفاوضات السلام منذ اتفاق أوسلو في العام 1993 وإلى أن زعيم حزب الليكود الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان وراء محاولة اغتيال مشعل.وقارنت بين تدخل الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في العام 1997 لتهدئة الغضب الأردني واحتواء آثار الأزمة التي خلفتها عملية الاغتيال الفاشلة، وبين سعي وزيرة الخارجية الأميركية الحالية هيلاري كلينتون لاستئناف المفاوضات، مشيرة للفارق بأن حماس الآن أقوى من أي وقت مضى، مما قد يزيد من تعقيدات السلام.