شوقي عوض قليلون جداً من يرحلون ويتركون بصمات واضحة بعد رحيلهم / شكيب عوض واحد منهم ما زال بذاكرته الفنية يعيش بين ظهرانينا يسقينا جرعات الفن اليمني الاصيل . كلما أزددنا عطشاً فنياً وكانت حاجتنا إليه أكثر في البحث عن ذاكرة الفن وشؤون أهل الفن وقضاياهم ومتابعة آخر المستجدات في حياتهم الفنية والابداعية .هكذا ظل شكيب عوض إنساناً خدوماً ووفياً عاشقاً لمهنته لا يثنيه عنها شيء سوى مشيئة الله .فهو ناقد سينمائي وفني ومحاور لبق يمتعك عند الاستماع الى برامجه الفنية ويأسرك بشغف عندما نلتقي به فكلماته ومخارج ألفاظه الفنية بسيطة وعميقة تنم عن إحساس ناقد وفنان متميز في أخلاقه وعطائه وإبداعه .لهذا كانت برامجه الفنية ناجحة ومؤثرة في النفس وفيها من الذكاء والمنطق الفني السليم .يجعلك تحرص على المتابعة وتقرأ ما يكتبه بين حين وآخر فقد كان شكيب عوض نموذجاً فنياً فريداً خصباً وثرياً في مائدة ذاكرته الفنية وعطائه الفني الزاخر بالحيوية والنشاط .رحل عنا الناقد السينمائي والفني والمحاور الاعلامي اللبق شكيب عوض ونحن في أشد الحاجة إليه في زمن الجذب الفني والاسفاف والابتذال وحرق أعصاب المستمع .رحل عنا شكيبنا وتراثه وذاكرته الفنية معين لا ينضب تعترف منها ما نشاء عند حاجتنا إليها .فماذا يعني إذن شكيب عوض للصحافة الفنية وذاكرة الفن ؟أليس يعني الحراك الفني وهمزة الوصل الابداعية إعلامياً وفنياً ما بين المتلقي والمستمع والذائقة الفنية ؟يمكن للدارس أن يغوص في أعماق الناقد الفني والاعلامي الذاكرة شكيب عوض . النغم السلسبيل الهادر العذب المتدفق ، بجمال الطبيعة والفن والابداع .فحياة شكيب عوض تشكل سيرة جميلة فيها من الخصال الحميدة لكفاح إنسان مبدع عاش ومات شريفاً عفيف اليد واللسان .فهو وإن كان قد رحل عن هذه الدار الفانية فقد عرف من هم أصدقاؤه وإحباؤه وهو لم يزل يصارع المرض . فرحل مقتنعاً بما يكتبه الله له راضياً بمشيئته وقدره .موقناً بجزاء الله وغفرانه في الآخرة لهذا كرس قلمه الجميل وإبداعه وفتح قلبه ميداناً لقضاياهم وهمومهم وشكواهم وكلما استمع الى أنين شكواهم إزداد ألماً وحزناً فيهب مسارعاً قدر استطاعته لمساعدتهم ونجدتهم فهؤلاء كانوا مجتمعاً ووطناً .شكيب عوض الانسان المبدع المتفائل البشوش الودود المدرك قيمة الحياة وكرامة الانسان إبداعاً لا يشيخ في قلوبنا أعطى هذه التربة الطاهرة كل ما عنده وهوى صامتاً الى أبد الدهر - فلك الخلود والرحمة والمغفرة أيها الراحل شكيب عوض وستظل في ذاكرتنا ووجداننا .
|
ثقافة
شكيب عوض .. ذاكرة الفن والإبداع
أخبار متعلقة