صـباح الخـير
هي مهد حضاراتنا الشامخة التي يشهد التاريخ شموخها العظيم ، ويفرد لها الزمن صفحة مجيدة من صفحات الخلود والعطاء ، هي رمز يمن الأصالة والعروبة ، وأرض المآثر والبطولات والأمجاد ، وصروح الحضارة العربية والإسلامية على مدار القرون ، وهي نبع الحب والخير والجمال الأخاذ .كثيرون هم المغرمون باليمن حباً ، وبسحرها شغفوا ، وبجمالها تعلقوا ، وإلى ربوعها تقاطر الرحالة والباحثون من كل بقاع الأرض عبر مئات السنين ، جاءوا إليها ليشاهدوا حصونها التي نحتت في الصخور وقصورها الضخمة ، وتصوروا أن مخلوقاتٍ أخرى هي التي شيدتها بتلك الفتنة والروعة والجمال من الفن المعماري البديع والأخاذ، جاءوا ليشاهدوا سدودها ومروجها ومدرجاتها الخضراء وليستمتعوا بنسمات باردة من هوائها النقي المنعش للروح والجسد معاً ، وليشاهدوا ذلك النشاط البشري المتميز في أرض اليمن المعطاء ووديانها وموانئها النابضة بالحياة ، صنعاء التي ذكرها الهمداني بقوله : (هي أم اليمن ، ومن المدن اليمنية وأعرقها) ، كان اسمها (آزال) ، وصنعاء هي أقدم مدن الأرض لأن (سام بن نوح) هو الذي أسسها ، وقد ورد أول ذكر لصنعاء في النقوش اليمنية سنة (70 ميلادية) ، يحاط بها سور ضخم وتشرف عليها القلاع الحصينة التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث للهجرة ، وقد شيد جامعها الشهير في نهاية القرن الثالث للهجرة ، وهو نموذج فريد ومتميز للهندسة المعمارية اليمنية ويعدُّ مركزاً هاماً من مراكز العلم منذ حقب تاريخية .عرفت صنعاء بمدينة القصور الشاهقة كما عرفت بسمو مآذنها المرتفعة والرشيقة ويوجد في صنعاء أكثر من مائة وأربعين مسجداً أشهرها الجامع الكبير الذي يعتبر من المساجد الثلاثة الأوائل في أرض اليمن السعيد وقد بُني في العام السادس للهجرة .لصنعاء الخير والجمال آيات الحب والوفاء والعرفان والوان العشق الإنساني الغامر في النفس البشرية مدى الحياة .