الغزو الثقافي .. يهدد عربيتنا
[c1]* نجوى عبد السلام : يجب توطيد العلاقة بين الإعلاميين والمثقفين[/c]القاهرة / 14اكتوبر / وكالة الصحافة العربيةفي إطار العلاقة بين أجهزة الإعلام والأنظمة الثقافية في مجتمعاتنا العربية، وفي إطار التأثير المتبادل بينهما بات التنسيق بينهما ضرورة ملحة، وذلك من أجل تطوير مجتمعاتنا ودعم قدراتها ، لكي تكون قادرة على متابعة ما يواجهه العالم من تطورات سياسية واقتصادية وثورة تكنولوجية هائلة، وفي وقت استطاعت فيه الدول الغربية فرضت سيطرتها وهيمنتها علي مجريات الأمور، مماجعلها المتحكم الرئيسي في المصائر الثقافية عن طريق عمليات الغزو الثقافي الموجه ، نستطيع القول بأن الاختراق الثقافي ماهو إلا مجموعة من الأنشطة الثقافية والإعلامية والفكرية، التي توجهها جهة ما نحو المجتمعات المقصودة "العربية تحديداً" بهدف تكوين أنساق وأنماط وأساليب في التفكير تهدف إلى الميل نحو تلك المجتمعات التي قامت بالتوجيه بما يخدم مصالحها وأهدافها·ومع التطورات التي يشهدها عالمنا المعاصرفي ظل الثورة العلمية التكنولوجية وظهور العولمة كتحدي كبير لمحو ثقافتنا واندماجها في الثقافة العالمية بشكل يفقدها خصوصيتها، لذا فقد أصبح الاختراق الثقافي من أهم القضايا، التي يجب أن تشغل بالنا .. ومحاولة البحث عن طرق لمواجهتها ، كل هذا يضع أمامنا تساؤل هل استطاعت وسائلنا الإعلامية تحصين المشاهد العربي ضد محاولات الإعلام الغربي؟ هذا ما أفردنا له هذا التحقيق مع الخبراء الإعلاميين ..· يؤكد محمد علي الخبير الإعلامي علي أهمية الدور، الذي تقوم به وسائل الإعلام في الدول العربية لتحقيق التنمية الثقافية ، مشيراً إلى أوجه القصور الذي يشوب هذا الأداء، حيث إنها لا تعطي مساحة للحديث عن الانجازات والإبداعات الثقافية والفنية الجادة - كالمسرح والأوبرا والفنون التشكيلية- أيضا هناك وسائل إعلامية تحاول فرض نماذج سلوكية وتربوية ومباديء لاتتوافق مع التربية الوطنية التي نسعي إليها، إلي جانب الحيز الضيق الذي تخصصه للموضوعات العلمية والتقنية، في وقت أصبحت فيه هذه الأشياء تشكل الجانب الأكبر من الاهتمام البشري، أيضا هناك ملاحظة أن عدد ساعات البث أقل بكثير من الامكانيات المتاحة، وهو ما يجعلها تتجه إلى الإنتاج الجاهز من خلال المعروض الأجنبي، والذي يحمل قيم وأخلاقيات وسلوكيات لاتتناسب مع مكونات الشخصية العربية المتدنية وهو ما نوصفه على أن هذه القنوات تساعد دون إدراك فيما يسمي بالاختراق الثقافي لنا·ثم يضيف بأنه لإنجاز التنمية الثقافية، فيجب أن تركز وسائل الإعلام العربية على جعل العلم والتكنولوجيا جزءاً من تكوين المجتمع وأن تعمل جاهدة على الحفاظ على هويتنا العربية مع وجود تنوع ثقافي إلى جانب العمل علي قيام التقنيات الثقافية وتخصيص إمكانيات لها والاستفادة من الطاقات الموجودة في مجتمعاتنا وعدم إهدارها·[c1]خطراً حقيقياً[/c]أما مني الحديدي الخبيرة الإعلامية، فتؤكد أن الإعلام العربي يواجه تحديات حقيقية وخطراً كبيراً اسمه "الغزو الثقافي "وهو العائق أمام النهضة الثقافية في المجتمعات العربية، ولنا العظة في المشاهد العربي الذي وقع بين براثن الإعلام الغربي يزرع فيه ما يشاء من قيم يحددها هو، فيجب علي وسائل الإعلام أن تبسط العلوم وتقوم بعرضها بطريقة جذابة ليستفيد منها ويتابعها المشاهد العربي أيضاً يجب تطوير التشريعات المنظمة للعمل الثقافي والتربوي كحقوق التأليف وحقوق النشر والتوزيع، ويجب العمل على نشر الوعي الثقافي بزيادة المطبوعات الإعلامية والاستفادة من خدمات الاتصال الحديثة، التي أفرزتها التكنولوجيا المعاصرة على أوسع نطاق بما تخدم القطاع العريض في الاستفادة من محتواها الثقافي .. إلى جانب إتاحة الفرصة أمام الموهوبين من الإعلاميين الشباب في الدول النامية والاستفادة من مواهبهم .. أيضاً يجب تطوير المناهج الإعلامية وإدخال الأساليب الحديثة فيها·وتقول نجوي عبدالسلام الخبيرة الإعلامية: إنه لابد من توطيد العلاقة بين الإعلاميين والمخططين في المجال الثقافي، وذلك لكي نحقق تنمية ثقافية في مجتمعنا العربي باعتباره كياناً واحداً لايتجزأ في عاداته وقيمه، وسلوكياته .. إلى جانب ذلك يجب مواجهة الغزو الثقافي الأجنبي من خلال تطوير الإنتاج الداخلي ودعمه وتشجيع الإبداع والفن في قطاعات المجتمعات العربية من خلال فلسفة عربية خالصة تقوم بتقديم هذه الخدمات·هذا إلى جانب وضع بعض المعايير، التي تنظم الإنتاج الإعلامي العربي، وذلك بدعم القيم الدينية والروحية إنطلاقاً من دور الدين ولابد من الاهتمام بالتراث الوطني ونشر الوعي العلمي والمعاونة في العملية التربوية·وطالب د· محمود علم الدين الخبير الإعلامي بضرورة أن تقوم وسائل الإعلام بمواجهة المشكلات الخطيرة التي تضر المجتمع، مثل: "الأمية" لكي يكون المجتمع مهيئاً لتقبل ما يتم بثه وغرسه فيه من قيم تنمي قدراته، وأكد وضع سياسات ثقافية تخدم العملية التربوية مع الوضع في الاعتبار عدة اعتبارات منها التخطيط لمواجهة الغزو الثقافي وأضراره للحفاظ علي هويتنا الثقافية، التمسك بالذاتية الثقافية بما لا يعني التجميد في تلك التراث فقط بل من خلال التفاعل والتلاحم بين الأصالة والتجدد، والانفتاح على الثقافات الأخري للاستفادة منها.. إلى جانب توفير الفرصة للجميع في الحق التعليمي وعلاج مشكلة عدم تكافؤ الفرص·خدمة "وكالة الصحافة العربية"