شبام كوكبان.. من أجمل المناطق السياحية في بلادنا.. تقع على بعد ثلاثة وأربعين كيلو متراً شمال غرب صنعاء.. هناك حيث الأطفال الباعة يلهثون وراء السياح الأجانب وكل من تطأ قدماه مرتفعات كوكبان الشامخة.. يتنافسون في انتزاع فضول السياح وإعجابهم بمقتنياتهم من الحلي والزخارف والتحف التقليدية المصنوعة من العقيق اليماني- كما يقولون- المرتبة على عربات يدفعونها أمامهم.. انهم يكسبون رزقهم من بيع ماتنتجه أياديهم أو أيادي أمهاتهم.. ويتحدثون بطلاقة بلغات أجنبية مختلفة تدهش الأجانب أنفسهم.. تعلموها بالممارسة.. هم لايذهبون إلى المدارس ولايعرفون القراءة والكتابة.. لكنهم أذكياء بالفطرة.. وهي سمة اليمانيين.لنذهب إلى مطعم حميدةارتبطت بدايتها ببداية فجر 26سبتمبر 1962م.. عانت الكثير هي وزوجها من ضنك العيش.. ولم تملك حينها إلا وظيفتها الأساسية كامرأة.. وهي فن المطبخ.. فهي وزوجها كانا نتاج العفن الإمامي.. لا علم ولا عمل.وبدأت حميدة التي لم يتعدَّ سنها حينذاك السادسة عشرة عملها في الطبخ.. مأكولات خفيفة وشاي لعلها تسد الرمق.. وكانت الساحة الصغيرة أمام عشهما العتيق الصغير مطعماً مفتوحاً تحت السماء.اليوم تملك حميدة، ذات العقد السادس، مطعماً فخماً وفندقاً واسعاً في منخفض شبام كوكبان، الذي يأوي مع مرتفعاته ستة آلاف نسمة، وأبناءها العشرة سواعدها »خمسة ذكور وخمس إناث«، وقد كانوا خمسة عشر.. لولا مداهمة الموت.اسم عادي: حميدة حسن غادر، لامرأة غير عادية.. قالت: »أنا أذبح الشياه وأطبخ مختلف المأكولات الصنعانية.. بناتي وزوجات أولادي يساعدنني!! تتحدث بفخر وكبرياء.. امرأة تتجلى فيها عزة النفس.. وسعة القلب.. ترحب بضيوفها ونزلاء مطعمها الفاخر بمأكولاته الرخيصة الثمن.. تقول حميدة:" لا تهمني الفلوس ولكن تهمني النفوس".. يؤم مطعمها يومياً ما يربو على ستين نزيلاً.
|
فكر
حميدة وأطفال كوكبان
أخبار متعلقة