اللقاء التشاوري لواقع الأطفال في محافظة عدن 13/11/2007م
سلوى صنعاني:الأوضاع الثقافية للأطفال والتحديات التي تواجههم في عدن ذلك عنوان ورقة قدمت ووضعت على طاولة اللقاء التشاوري لواقع الأطفال في م/ عدن بتاريخ 13/11/2007م ضمن (17) ورقة عمل مقدمة من جمعيات شتى كانت تتناول واقع الطفولة ورغم تعدد العناوين المقدمة فقد لفتت إنتباهي هذه الورقة المقدمة من قبل الاستاذ عبدالله باكدادة المدير العام لمكتب الثقافة بعدن على صدر صحيفة 14 أكتوبر استعرض بعض منها لنقف على ماجاء فيها ربما لأن الثقافة مثلما هو العلم عنصران مهمان لبناء جيل المستقبل وكلاهما يخاطبان فكرة ووجدانه ويؤثران عليها.[c1]خصوصية الطفولة في عدن[/c] الاهتمام بواقع الاطفال عموماً هو سمة طبيعية للإنسان اليمني من خلال نشأته وتربيته وإخلاقياته وموروثه الديني الذي حث فيه على النشأة الحميدة والمستقيمة ناهيك عن إلتزام اليمن بالمواثيق الدولية والاعراف واشتراك ابنائه في الكثير من المحافل والمهرجانات المستمرة لكل ما هو ثقافي وإنساني يتعلق بالطفل وقد أصبحت الدولة ملزمة بما تضمنته تلك الاتفاقيات الدولية .فالاهتمام بالطفل في عدن الثغر الباسم لليمن مواجهة اقتصادية وثقافية وبوابة اعلامية لها وتأتي أهمية عدن بهذه الاتفاقية من خلال موقعها الجغرافي الهام الذي جعل منها مدينة متعددة الثقافات وذلك بإطلالها على بحرين مهمين البحر الأحمر بحر العرب المطلين على محيطات تستقبل من خلالها الوافد من العلوم والثقافات على مر التاريخ مما زاد من أهمية هذه المحافظة وجعل منها بوابة يمكن نقل ثقافات العالم الى اليمن من خلالها مثلما يتم نقل القضايا الاقتصادية بيسر وسهولة .[c1]بنود الإتفاقية والمعوقات[/c]ويسرد الأستاذ باكدادة أهم بندين أوليين من نص الإتفاقية الدولية لحقوق الإنسان لإستقامة الأمر ويتم تعريف القاعدة التي يبني عليها الحديث حيث ورد في الجزء الأول منها ما يلي :المادة (1): لأغراض هذه الإتفاقية يعني الطفل حمل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه .المادة (2) : أ) تحترم الدول الأطراف الحقوق الموضحة في هذه الاتفاقية وتضمنها لكل طفل يخضع لولايتها دون أي نوع من أنواع التمييز بغض النظر عن عنصر الطفل أو والديه أو الوصي القانوني عليه أو لونهم أو جنسهم أو لغتهم أو دينهم أو رأيهم السياسي أو غيره أو أصلهم القومي أو الاجتماعي أو ثروتهم أو عجزهم أو مولدهم أو أي وضع آخر .ب) تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة لتكفل للطفل الحماية من جميع أشكال التمييز أو العقاب القائمة على أساس مركز والدي الطفل أو الأوصياء القانونيين عليه أو أعضاء الأسرة أو أنشطتهم أو آرائهم المعبرة عنها أو معتقداتهم .بجميع ماورد من المواد التي وضعت بين ذمتي المطبوع من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وبسجية الانسان اليمني القائمة على الاهتمام بأبناءه كمسؤولية مباشرة وبالطفل بشكل عام سواء من خلال نشاطه العملي والحكومي منه والمدني أو شعوره الانساني تأتي قضية الاهتمام الفطري بالطفل في اليمن بيد أن قضايا أخرى كثيرة تقف عائقاً أمام تنفيذ قضايا جسيمة ومهمة أو أن الناتج عن المتغيرات الاجتماعية والسياسية والدورات المتلاحقة التي شهدتها اليمن قد جعلت من السلطات على الدوام أن تهتم بالتأمين الغذائي والأمني أولاً ويأتي ذلك على حساب متطلبات الطفل في اليمن وقضاياه الملحة والاهتمام بها ونورد هنا بعض الوقائع ذات العلاقة المباشرة بثقافة الطفل والتي أزدهرت في أوقات وتراجعت في أوقات أخرى تبعاً للمتغير السياسي ولكن حالة الاستقرار اليوم تجعلنا نشعر بشيء من الاطمئنان بأن القادم ثقافي وسيعكس بظلاله لا محالة على ثقافة الطفل في اليمن عموماً وفي عدن كمحافظة على وجه الخصوص .نأتي أولاً على الكتاب بإعتباره القاعدة الاولى التي يستند عليها الطفل في ثقافته أو تأسيس معارفه ويأتي الكتاب من خلال تداوله في المدرسة أو المكتبات العامة أو الخاصة في البيوت أو مراكز بيع الكتاب من مكاتب ومعارض فكيف هو واقعها في عدن ؟؟تساؤل طرحه الاستاذ باكدادة وتطرق الى بعض الاجابات عليه مستعرضاً الواقع بجلية قائلاً :المكتبات في صفوف المدارس الذي يأتي حسب رؤية المربي أو المدير إلاّ أنها مهمة تقع على إدارة التربية في عدن وفقاً لموازنات معروفة ومحددة لكل مدرسة يمكن من خلالها تهيئة الطفل للتعامل مع الكتاب .المكتبات العامة : في عدن مكتبات فقط تعنيان بتقديم الخدمة المكتبية للرواد المثقفين أو المهتمين والباحثين والمكتبة العامة في عدن قديمة على قلتها وقد تركت خيراً للطفل نوضحه كالتالي :أولاً : مكتبة مسواط أول (Leak) : أنشأت من قبل قائد المحميات البريطانية روبرت ليك عام 1930م تقدم خدماتها لتثقيف الجنود البريطانيين وفي الخمسينات من القرن الماضي ثم انتقلت الى مبنى بلدية كريتر لتقدم خدماتها لسائر المناطق المحيطة بكريتر وكانت تثقل بالكتب وفق برنامج أسبوعي بسيارة الى مناطق المعلا والتواهي والشيخ عثمان وغيرها واستمرت تقدم خدماتها الى عام 1980م وكانت أمينة المكتبة ميسز جين وهي زوجة رئيس البلدية آنذاك ثم آلت كتبها الى المكتبة الوطنية علماً أنها كانت تقدم نسبة بسيطة من الخدمة للأطفال .في العام 2002م تم إعادة ترميمها وإفتتاحها من قبل صندوق التنمية الاجتماعية ورفدها كأول مكتبة متخصصة في عدن بالكتب وقد بلغ احصاء كتبها بـ (2346) كتاب وكان مخصصاً لها عدد (6) كمبيوترات إلاّ أنها لم تصل للمكتبة لأسباب إدارية حينها وكانت تعاني من عدم إرتياد الأطفال لنقص الترويج لها حتى عام 2005م لم يتم إضافة أي كتاب إلاّ أن روادها 5717 طفلاً كما بلغ عدد كتبها الى (4900) كتاب .ثانياً : المكتبة الوطنية : تم إفتتاحها في 14 أكتوبر عام 1980م على أنقاض مكتبة مسواط ومكتبة الجيش البريطاني ومكتبة البلدية بكريتر وقد أسست على سبعة أقسام مفندة .إلاّ أن الملاحظ أن نصيب الطفل كان محدوداً فيها كما تم إنشاء قسم الطفل عام 92م بكتب قليلة وهي عبارة عن قصص ومحلات ولعب للأطفال بلغت في مجملها (500عنواناً) (1000نسمة) كانت عرضة للتلف لرداءة ورفها المنقول من مستودعات مؤسسة 14 أكتوبر للإستيراد والتوزيع ومعظمها قصص روسية والرصيد الحالي في المكتبة يبين (1207 عنون / 4688) نسمة ومن حيث الرواد في عام 2007م فإن عددهم بلغ (8890) قارئ منهم 1700 أصل .ثالثاً : مراكز بيع الكتاب : وعددها ستة مركز هي الأخرى محدودة بشكل عام ناهيك عن ما يخص الطفل حيث لا يوجد مركز مخصص لبيع كتب الاطفال وهي مكتبة دار الفكر وأم القرى ومكتبة الثقافية ومكتبة عبادي ومكتبة الأكليل وجميعها في كريتر ومكتبة الجيل الجديد في الشيخ عثمان ومعظمها تحوي كتب دينية وثقافية وجزء يسير للأطفال .محلات الأتاري : الأخرى بدأت تنتشر في عدن لتفرد حياة الاطفال حيث جاء إنتشارها بفعل عدم توافر البديل لها فأنتشرت كالنار في الهشيم عبر سنوات تزايدت فيها وتوضح الاحصائية التالية ذلك :- عام 2002م منحت التراخيص لإفتتاح (11) محل .- عام 2003م منحت التراخيص لإفتتاح (48) محل .- عام 2004م منحت التراخيص لإفتتاح (60) محل .- عام 2005م منحت التراخيص لإفتتاح (5) محل . - عام 2006م منحت التراخيص لافتتاح 57 محل.عام2007م فتحت التراخيص لافتتاح (76) محل.هذه المحلات تتماشى مع روح العصر ولكنها لاتضيف معارف وثقافات صحيحة في اليمنمعارض الكتاب مسألة تسويق الكتاب من القضايا الكبيرة التي تحظى باهتمام المجتمعات وقد سعت الامم إلى إقامة المعارض الكبيرة بكبار رموزها وفي اليمن سعت الدولة من خلال وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب إلى إعطاء هذا الجانب أهمية، حظيت صنعاء بها دوناً عن غيرها من المحافظات وفي عدن اقيمت معارض كتاب محلية متفرقة هنا وهناك ومعرضاً واحداً في المكتبة الوطنية بالاشتراك مع القطاع الخاص وباحصائية سريعة للمعارض الدولية التي اقيمت في عدن خلال نشاط مؤسسة الغانم لان معرض الكتاب الأول في مبنى المؤسسة الاقتصادية بالمعلا عام 2004م شارك فيه (45) دار نشر فيها (7) للأطفال ومعرض عدن الثاني للكتاب الذي أقيم في صالة شركة الأدوية بالمعلا عام 2005م شارك فيه (53) دار نشر منها (13) دار نشر خصصت للأطفال.معرض عدن الثالث للكتاب الذي أقيم في (عدن مول) بكريتر عام 2006م شارك فيه (100) دار نشر منها (35) دار للأطفال.والملاحظ ان اقسام الاطفال فيها تنوعت في اصداراتها (ثقافية/ دينية/ تعليمية/ أفلام (1) وقد أبدعت دور النشر الخاصة لانتاج للاطفال في تقديم كل مايلفت نظرهم وحاكت أعمارهم إلا ان الموضوع يحتاج إلى الرعاية أكبر لما للاطفال من أهمية في رسم المستقبل.وأشار الأستاذ باكدادة إلى دور مؤسسات المجتمع المدني المشتغلة في مجال حقوق ورعاية الطفولة بأنها تستطيع ان تقدم الكثير لتنمية مدارك الطفل. ولكنها على كثرتها والتي بلغت في عددها سبعة عشر جمعية يظل دورها قادر في هذا المجال وجمعيات أخرى فلو عملت الجزء اليسير من هذه الجمعيات والاتحادات لأحدثوا ثورة عارمة في نشاط ثقافة الطفل.وأعطى الأستاذ باكدادة موجزة عن الصحف والدوريات في عدن إذا كانت عدن رائدة في إصدار المطبوعات والتي ازدهرت في أربعينات وخمسينات القرن الماضي بمجموعة هائلة من الإصدارات مثل (قناة الجزيرة/ النهضة/اليقطة/ القلم/ العدني/الأيام/الطريق/ الجنية) إلا ان القضايا السياسية والحركات التحررية آنذاك قد جاءت على حساب الأطفال وعند نشؤ السلطة الوطنية أصدرت صحيفة 14 أكتوبر وصحيفة 14 أكتوبر وصحيفة الثوري وصحيفة عدن وغيرها من الإصدارات مجموعة من الصحف المتخصصة بالأطفال وذلك مطلع الثمانينات من القرن الماضي منها (مجلة وضاح/ مجلة نشوان/ مجلة الداعم) ثم صدرت مجلة وضاح الموحدة ثم تلاشت وقد كان السبق لصحيفة 14 أكتوبر في تخصيص صفحة بالأطفال أسبوعية أشرفت عليها الصحفية نهلة عبدالله ثم انقطعت وبذلك يكون نصيب الطفل اليمني من الإصدارات الصحفية صفراً.[c1]المسرح [/c]حظى المسرح بمساحة في ورقة الأستاذ باكدادة باعتبار ان المسرح من أهم أشكال ووسائل الثقافة منوهاً إلى ان مسرح الطفل في الثمانينات من القرن الماضي قد حظي باهتماماً محلوظاً وتطوراً ملموساً من خلال الأعمال الدرامية المقدمة في خشبة المسرح أو التلفاز وتخصص أناس في الكتابة للطفل ومنهم الأستاذ عبدالمجيد القاضي وأديب قاسم ونهلة عبدالله وعبدالرحمن عبدالخالق والقرشي عبدالرحيم سلام وابراهيم الشاش وكذلك مخرجون مثل أبوبكر القيسي ونرجس عباد وعبدالله شرف ومحمد عبدالرحمن وذكرى أحمد علي وملحنون أمثال أحمد محمد ناجي وفريد مثنى وغيرهم.وكان يوم المسرح العالمي من كل عام يمثل تظاهرة فنية يتم فيها تكريم رموز المسرح المساهمون في نشاط الأطفال في عدن لحثهم على تقديم أعمال أخرى وكانت معظم الأعمال تقدم على خشبة مسرح (الجيب)بالشيخ عثمان الذي يحتاج إلى احياءه اليوم.لقد مثلت ورقة الأستاذ عبدالله باكدادة استقراء للواقع الثقافي للطفل وتشخيصاً لجوانب القصور فيه وقد ذيلها بعدد من الحلول هدفاً للارتقاء بمستواه الثقافي والفكري تتمثل في تأكيده على:ضرورة الاهتمام بكتاب الطفل وتأهيل مسرحه مسرح الجيب في الشيخ عثمان وبناء مسارح أخرى للأطفال وافتتاح مكتبات متخصصة بكتاب الطفل ومخاطبة سنه ووجدانه، ووضع إستراتيجية واضحة للانتقال بثقافة الطفل من الاجتهادات الفردية والنشاطات الآنية إلى عمل مؤسسي متكامل يشمل تفكير عقلاني واضح يسير بثقافة الطفل إلى هدف واضح ومضمون النتائج والاهتمام بالمراكز الثقافية للأطفال والحدائق المؤهلة لاستقبالهم وإشباع رغباتهم المادية والروحية واستقبال إبداعاته وتنميتها منذ الصغر والتوجه إلى إصدار مجلات للأطفال متخصصة وتشكيل مجلس مستقل لثقافة الطفل على غرار ماهو موجود في بعض البلدان العربية والمجلس الأعلى لثقافة الطفل.وإقامة المهرجانات الخاصة بالطفل والتي تستوعب ابداعاته وحمايته من الثقافات المدمرة والمتطرفة بجهود كل المؤسسات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني من خلال ملتقيات دورية تجمعهم بالمحافظة يدلي فيها كل جانب بدلوه لما فيه حماية وسلامة نفسية الطفل.والاهتمام بفرقة الاكروبات والالعاب والبلياتشو التي تميزت بها عدن دونا عن محافظات الجمهورية وتكاد هذه الفرقة التي تأهلت في الصين ان تصبح اثراً بعد عين والاهتمام بإعادة صياغة أعمال الرواد الذي كتبوا للأطفال في اليمن واحتفظوا بخصوصية أخلاقية وتراث هذا البلد مثل: أحمد شريف الرفاعي/ عبدالمجيد القاضي/ حسين سالم باصديق/ لطفي جعفر أمان/ إدريس حنبلة/ شفيقة زوقري/ كمال الدين محمد/ اعتدال ديرية/ جميل محمد أحمد/ أحمد السعيد/ نهلة عبدالله/ ناصر بحاح/ نجيبة حداد/ القرشي عبدالرحيم سلام/ ابراهيم الشاش/ أحمد الحامد/ عدنان جمن/ إيمان أحمد قاسم/ عبدالرحمن عبدالخالق/ عبدالله باكدادة وأحياء الموروث من الألعاب الشعبية التي كانت سائدة في عدن والتي تراجعت بغزو الفضائيات واللالكترونيات وذلك من خلال احياء مهرجانات شعبية في الأعياد والمناسبات وإنتاج الدراما المحلية في الإذاعة والتلفزيون وإقامة المعارض للموروث الخاص في المدينة، وإقامة حديقة للحيوانات على غرار تلك التي كانت موجودة في مطلع السبعينات في القرن الماضي في منطقة الشيخ الدويل، ولكن بشكل متطور يحمل روح العصر هذا المشروع الذي وجد تجاوباً من قبل الأخ أحمد الكحلاني محافظ محافظة عدن.