قصة قصيرة
أمل حزام مدحجيدخلت سهى غرفة الجلوس تبحث عن حقيبة يدها التي وضعتها عندما دخلت مسرعة إلى البيت، حين رن جلس التلفون استعجلت سهى خطواتها وهي تطير طيراناً من غرفة نومها وهي تغير ملابس العمل اليومي لتلحق عرس صديقة طفولتها الوحيدة(سميحة) والتي تعيش في مدينة أخرى تبعد عن بيتها بيوم واحد ولذا استعجلت سهى في تجميع ملابسها بعد انتهاء أسبوع العمل الشاق والذي كان يشكل جزءاً كبيراً من حياتها حيث لم تعد هناك حياة أخرى غير تفكيرها اليومي بعملها المرهق والمزعج والذي كانت دائما تصرخ وتشتكي من عدم وجود وقت كافٍ للاختلاء بنفسها. وبالرغم من شكاويها الكثيرة إلا أنها حققت حلمها الذي كانت تحلم به منذ الصغر، أن تصبح صحفية مشهورة.بينما كانت تبحر في أفكارها استيقظت، وهي تنظر إلى مرآة السيارة وتقول للسائق بسرعة سأتأخر على القطار وغدا صباحاً عرس سميحة، تنفست الصعداء حين استقليت قطاري وتحرك القطار، حينها غافلني النوم من كثرة إرهاقي ونمت نوماً عميقاً، و حين فتحت عيناي شعرت بدفئ ومعطف غريب يحتويني، فتحت عيوني، لأرى رجلاً ينظر لي بابتسامة وهو يقول من أرهقك إلى هذا الحد أيتها الشابة.لم اصدق ما اسمعه ولكني كنت ما زالت في حالة سكون وهدوء وإرهاق لم استطع معها خوض حرب الكلام مع هذا الرجل الغريب. أفقت وأنا أشم رائحة الكوفي ولم استطع مقاومتها فأخذتها منه وأنا أقول كوب ساخن لذيذ، اعتدلت في جلستي، وشكرته تلقائياً.نظرت عبر النافذة وأنا اتامل القطار يمشي بكل سرعته وهو يقطع مسافة كبيرة عبر الحقول .قال: اسمي احمد قلت: سهى دون إن انظر إليه لأشبع فضوله ونظرت مرة أخرى إلى الطبيعة وهي قد بدأت بتوديع شهر الربيع لتبدأ جميع الأوراق بتغير لونها إلى الأصفر وتسقط على الأرض لتغطيها بلوحة خلابة رائعة، تعلن دخول فصل الخريف وقد بدأت الرياح الخريفية تتلاعب بها لتندمج تلك اللوحة وتصبح نوتة موسيقية تسحر النفوس وترفعني معها من ارض الواقع إلى عالم السكينة والهدوء وحينها أرجعني صوت احمد ليخبرني: احمد : أن الأعمال الشاقة يجب على الرجل تحملها وليست بفتاة مثلك، يبدو لي انه يريد التحدث لا أكثر، ما عملك الشاق.سهى: صحفية ورأيت لهفته وهو يسال ما اسمك أيتها الصحفية أخبرته اسمي ثم بدا بالهجوم والذي كنت لا أريد سماعه، ثم بدا بالقول أنت قاسية على الرجال انك في جميع مقالاتك تهاجمين الرجال أليس كذلكسهى:لا ليس كذلك.وأردت إن أغفو مرة أخرى ولكن كيف وقد بدا بالثرثرة مرة آخرى وهو يحكي وكان لبقاً في الكلام وهو يحاول فتح باب الحوار حول المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغير ذلك من المشاكل الأخرى وحينها نظرت إليه لأخبره إني في عطلة من العمل وأريد إن ارتاح من السياسية والعمل الصحفي ليتركني وشأني، ورجعت لأنام مرة أخرى وهكذا مر الوقت وقمت على إعلان وصول القطار وانشرح صدري لأنني سأتخلص من هذا الثرثار، وسألتقي بصديقتي والتي بدا لي إن صوتها حزين جدا وهي تدعوني إلى أن أكون بالقرب منها في هذا اليوم وإلا ستلغي الزفاف ولذا عملت المستحيل للوصول إلى هناخرجت من القطار متوجهة إلى بيت صديقتي وأنا متجاهلة ذلك الرجل الغريب لأركب التاكسي وها أنا أقف على باب صديقتي أدق الجرس وأعود إلى الخلف بذكرياتي، فهذه المدينة لها اثر كبير على حياتي وما أنا عليه اليوم كوني صحفية وكان آخر لقاء لنا مع صديقتي حين أخبرتها إنني سأذهب إلى العمل في إحدى الصحف المشهورة في مدينة أخرى بعيدة عن رأس موطني. فتح الباب وألقت سميحة بنفسها على صدري تحتضنني وهي تقول الحمد لله انك جئت ادخلي سهى كما أنا مشتاقة لك.سميحة:رتبت ثيابي وأنا أتكلم معها واسألها هل كل شيء على ما يرام وحينها بدأت تذرف الدموع وهي تخبرني بأنها خائفة من الزواج ثم سألتني هل اختياري صح وهل هذا قدري وغيرها من الأسئلة الكثيرة وحينها قلت يكفي اهدئي دعينا نذهب للتنزه واخبريني بتمهل ما الذي يزعجك ابتسمت وهي تقول أحب فيك هدوءك وأنا سعيدة انك هنا.ذهبنا إلى التنزه وتكلمنا عن أشياء كثيرة ما عدا الزفاف ثم سألتها سميحة: هل ما زالت تحبه.