رحم الله أديبنا اليمني الكبير القاص والشاعر علي أحمد با كثير مؤلف مسرحية "مسمار جحا" التي على قدم صدورها - مازالت تعتبر من أهم مفردات منهج اللغة العربية المقرر على طلاب السنة النهائية من المرحلة الثانوية .لقد ذكرتنا أحداثها الرمزية بالأحداث الواقعية والجارية حالياً في وطننا العربي وخاصة تلك المتمثلة بالحروب الظالمة التي يشنها مغول العصر الحديث كالولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الإسرائيلي والدول الحليفة لها على كل من فلسطين والعراق ولبنان لقد ذكرتنا تماماً بأحداث مسرحيته المشهورة والتي أصدرها في عام 1951م في الوقت الذي كان فيه معظم الوطن العربي ومنه شطرنا الجنوبي من الوطن سابقاً يرزح تحت وطأة الاستعمار البريطاني.وبالرغم من أن عنوان المسرحية قد تم استيحاؤه من قصص التراث الشعبي القديم إلا أن رؤية المؤلف المستمدة من الواقع المعاش قد مكنته من حسن توظيفه بمضمون معاصر حينما جعل من "جحا" رمزاً للاستعمار الجديد و "المسمار" رمزاً للذريعة التي يلجأ إليها في كل مرة للتدخل في شؤون البلدان الأخرى بهدف العودة بها إلى عهود الاحتلال أي العودة من الشباك بعد أن كان قد أخرج منها مطروداً ومهزوماً من الباب كما تحاول حالياً الدول الاستعمارية بحجة محاربة الإرهاب الدولي من خلال حروبها الإستباقية.لقد كشفت الحروب الظالمة على كل من الشعبين العراقي واللبناني إضافة إلى ما يعانيه إخواننا الفلسطينيون في أراضيهم المحتلة من صنوف الحصار والتدمير لكل مقومات الحياة، زيف الحجج التي تبني على أساسها الدول الاستعمارية مشروعية حروبها على الدول العربية وبالذات الأهداف البعيدة التي تسعى إلى تحقيقها وفي مقدمتها إعادة صياغة أوضاع المنطقة العربية على نحو يضمن مصالحها التوسعية.ومع ذلك فإن المقاومة الوطنية المتنامية في وطننا العربي كنتيجة حتمية لتداعيات هذه الحروب التي تشنها الدول الغازية على الدول العربية بهدف اخضاعها لهيمنتها وسلب خيراتها قد برهنت بالفعل بفضل صمودها ووحدة أدائها أنها الرد الصالح على ما تردده أبواق الهزيمة والتي ظلت تراهن على أن العرب في ظل وضعهم الراهن لم يعد في مقدورهم الدفاع عن استحقاقاتهم الوطنية والقومية ولذلك عليهم الامتثال للأمر الواقع.[c1]أحمد راجح سعيد[/c]
|
تقرير
على العرب أن يقرؤوا جيداً لكي يستوعبواحقيقة أوضاعهم المصيرية!
أخبار متعلقة