رحلتي مع المسرح
متابعة لنشاط مسرح التلفزيون : في الحلقة الماضية من هذه السلسلة رقم (198) المنشورة يوم السبت 21/1/2006م. ظهر العام (1985م. ) بدلاً من العام 1958م. عام تقديمي البرنامج الرمضاني (من عاداتنا) الذي استضفت فيه الممثل المشهور محمد عايش من تلفزيون عدن، وقدم بناء على طلبي أحد أدواره الغرامية التي اشتهربها قبل ثلاثين عاماً من عام 1958م.وقلت أنه أداها كأنمه في ليلة العرض الأولى ، وهذا ما يدل على ما كان يتمتع به ممثلونا القدماء من قوة ذاكرة وحفظ لما عشقوا ، ومن الحلقة ذاتها عرفنا كيف بدأ الأستاذ علوي السقاف برنامحه المشهور بـ ( مسرح التلفزيون ) الذي افتتحه يوم الأحد 9/10/1965م. بمسرحية (ست البيت ) التي كتبتها وأخرجتها ومثلتها الهيئة العربية للتمثيل على المسرح في كل من البريقة وعدن وأخرجهاعلوي السقاف للتلفزيون ، ثم أتبعها في الأسبوع الثاني بمسرحية ( البيت المسكون ) وهي من تأليف الأستاذ محمود لقمان ومثلتها هيئة الفنون والتمثيل .. وانتظم تقديم البرنامج المسرحي التلفزيوني مساء كل أحد بعد ذلك ، واشتهر وأعجب به الناس وكانوا يشيدون به في مجالسهم ، وكتب عنه المحررون الفنيون في الصحف ، وظهر كتاب مسرحيون ومخرجون وممثلون ومخرجون مساعدون ومدراء مسرح ، وتحفز كثير من الشباب من عشاق فن التمثيل الى تشكيل فرق خاصة للتمثيل المسرحي ولتمثيل المسرحيات في التلفزيون ، أذكر منها فرقة أبناء الجنوب للتمثيل أسسها عمر الرخم عام 1963م. واستمرت تقدم أعمالها على المسرح والتلفزيون، ومن أشهر أعمالها ( السيد حنبص ) للمؤلف المسرحي القاص عبدالمجيد القاضي ، و( أبو الويل ) ثم (بنت امربيع) ، و( سحبول في المحكمة ) لعمر الرخم ، وقد بلغت مسرحياتها تسعاً قبل توقفها عام 1966م. بعد استشهاد مؤسسها ، وقد عادت هذه الفرقة لمباشرة نشاطها المسرحي عام 1972م. على يد الأخ علي الرخم الذي كان ممثلاً ومخرجاً بارزاً ، واشتركنا والأخ عبدالله مسيبلي يرحمه الله في اقامة الدورة التدريبية لفنون المسرح عام 1976م. في محافظة حضرموت ، ثم فرقة أضواء المسرح التي تأسست عام 1966م. وقدمت عملين في نفس عام تأسيسها الأول (الأستاذ سرحان ) تأليف محمد قاسم مثنى ،واخراج محمد مدي ، والثانية (شقلبان ) لعلي عبدالله باصهي واخراج علوي السقاف . وانفرد بالإخراج التلفزيوني علوي السقاف وكان يساعده في الإخراج الأخ محمد مدي حتى تخلى السقاف عن الإخراج وتكفل بتحمل المسؤولية محمد المدي الذي كتب ومثل وأخرج عدداً من المسرحيات ، واستمر مسرح التلفزيون عاملاً بانتظام وقدم أكثر من عشرين مسرحية قبل توقفه منتصف عام 1969م.بالإضافة الى بعض المشاهد الدرامية والعروض الكوميدية ..عدم أرشفة أعمالنا المسرحية التلفزيونية: سبق أن قلت أن مسرح التلفزليون بدأ أعماله بعرض مسرحية ( ست البيت ) تمثيل الهيئة العربية للتمثيل بطريقة البث المباشر ، وتبعتها عدد من الفرق فقدمت عروضها بدون تصوير ، ثم جاءت المعدات اللازمة لتسجيل عروض مسرح التلفزيون على الأشرطة .وخلال شهر أغسطس وسبتمبر من عام 1996م. كنت في القاهرة ، وحين عدت كان برنامج (مسرح التلفزيون) قد توقف عن تقديم عروضه ، فسألت من أثق أنني سأجد الجواب لديه وأعرف السبب لم أجد سبباً معيناً ، ومضى أكثر من عام حتى أواخر العام 1970م. فكرت أن أقوم برصد للفرق التنمثيلية وأعمالها المسرحية والتلفزيونية ، وبكل أسف لم تكن ادارة التلفزيون تحتفظ بأشرطة الأعمال المسرحية ، ولا بسجل المؤلفين ومسرحياتهم ولا بأسماء الفرق التي تعاونت معها بجهودها وكتاباتها ، ولا بنصوص من كتبوا لها ، وضاع علينا تاريخ أدبي وفني ، وضاعت بضياعهما جهود لم تسجل وتؤرخ لتكون سجلاً تاريخياً ومنطلقاً لتأريخ نشاطنا في الفن والأدب المسرحي ، لن يعوضه اليوم الأسى والندم عليه. السجل العام ضرورة تاريخية لازمة: تعتني الحكومات في انشاء دائرة للسجل العام يرصد كل ما يصدر فيها من قوانين وقرارات دستورية وعامة محلية ، وما يصدر منها الى غيرها من الدول أو المؤسسات والهيئات العامة ، وما يصلها منها من مراسلات وعقود وعهود ، ليكون مرجعاً تاريخياً وملزماً قانونياً تلتزم به حكومات الأطراف المعنية مع استمرار القائمين عليها في زمن العقد أو من يأتي بعدها ، وترجع اليه في كل الظروف الحادثة التي لا بد لها معها من معرفة ما سبق من عهود أو التزامات مرتبطة بما استجد أو متفرعة عنه ، وكذا بتسجيل ما يأتي اليها من غيرها .. وتتبع هذا النهج في انشاء السجل العام المؤسسات الدولية والمؤسسات الإقتصادية والشركات العامة والخاصة وكذا دوائر كل دولة ، وتشكل الجرائد الرسمية للدول والصحافة جزءً مهماً من هذا السجل العام ، ومرجعاً قيماً للباحثين فيما يختص بالفنون والآداب والإقتصاد والأحداث العامة .. وان مؤلف البروفيسور يعقوب .أم . لنداو المعروف باسم ( دراسات في المسرح والسينما العربية ) والذي قام بترجمته الأستاذ أحمد المغازي لأكبر دليل على أهمية السجل العام لأي فن من فنون المعرفة ، وقد كانت دار الكتب المصرية والصحافة العربية بمصر ودور النشر هي مراجعه فيما جمع وألف في كتابه الذي بلغت صفحات النسخة المترجمة منه (506) صفحة، وبلغت صفحات ملاحق الكتاب (167) صفحة وهي التي ضمنها أسماء المسرحيات الأصلية المؤلفة والمترجمة والمقتبسة التي ظهرت على المسارح بمصر وغيرها من البلاد العربية ، واليك عزيزي القارئ أسوق ما أورده المترجم الأستاذ أحمد المغازي في صفحة 341 تحت ( قائمة ببعض المسرحيات العربية) من عام 1848الى 1956) : ساق المؤلف يروفسور لنداو هذه القائمة القيمة بجهد واخلاص كبيرين حقاً ، ورغم أنها تعد أكمل قائمة مسرحية عربية ظهرت حتى الآن عن نشاط التأليف المسرحي العربي .. رغم ما أسبغه عليها المؤلف من مراجع وتحليلات ، جديدة وقيمة ، الا أنه يحرص في العنوان أن يذكر كلمة " بعض " المسرحيات مراعات منه الى أن هناك بعض المسرحيات قد تحتفظ بها الفرق المسرحية في مخطوطاتها .. أو تكون قد نشرت مسلسلة في الصحف أو غير مسلسلة ، وهذا البعض من المحتمل أنه لم يعرف حتى الآن ) ... أود هنا أن ألفت نظر القارئ الى أن الخط المميز للعبارة الأخيرة هو من عندي لأذكره بما قلته في حلقة سابقة من هذه السلسلة من اهتمام الصحافة الغربية والمصرية بنشر نصوص المسرحيات أو مقتطفات من نصوصها خدمة للنقاد وكذا لمحبي الأدب المسرحي ، وهو ما عملت به صحيفة (14 أكتوبر ) الغراء قي الحلقات الخاصة باستعراضي لبعض المسرحيات ومسرحيتي (ست البيت ) والتعليق عليها ..