متابعة / عبدالله الضراسي: تصوير/ علي محمد فارع: شهد يوم الثلاثاء قبل الماضي بفرع اتحاد الادباء بخورمكسر فعالية أدبية احتفاء بالشاعر الكويتي سعد الجوير "بمعية" الشاعر المدحجي وفتحي أبو النصر بعد زيارة أدبية خاطفة لعدن قدم فيها الشاعر والناقد الكويتي الشاب قراءة شعرية ونقدية لفضاءات "منحى" من مناحي شعرنا اليمني وقد قدم الفعالية الشاعر المدحجي، وشارك في الفعالية الشاعر فتحي أبو النصر حيث قام الاخير بتقديم قراءات شعرية له، بينما ألقى الشاعر الكبير مبارك سالمين رئيس الفرع كلمة قال فيها : ان مجيء الشاعر الكويتي الشاب لهذه المدينة و"نثره" حبه الثقافي الصادق هنا على فضاءات هذه المدينة يكمل "بدوره" علائم حب الكويت شعباً ودولة، ووجود ثقافي كأمتداد لحبه بلاده لهذه المدينة اليمنية "عدن" وتمثل ذلكم الحب في المشاريع التربوية لبلده على ظهر المدينة منذ عشرات السنين.[c1]أوراق اعتماده الأدبية[/c]قام الشاعر والناقد الكويتي في مستهل فعاليته بتوزيع أوراق اعتماده الأدبية على الحضور وهما كتابان الأول بعنوان "باربار" وهو عمل روائي تمدد على "175" صفحة من الحجم المتوسط من اصدارات عام 2006م وجاء في مقدمة الرواية "هي حكايات تضرب في عمق التاريخ الإنساني لاتخلو من زيادات على مر العصور، بعضها لمصالح محددة وأغلبها للامتاع والمؤانسة، قلت لنفسي هي حكايا محضة، ولأنه ليس لها مؤلف أعدت النظر في الفترة الاخيرة من العمل على هذه الأوراق فوجدت انه من غير الضروري حصر ماورد في كتاب بعينه كمرجع او حتى مصدر للحكاية الاصلية مع ضرورة إسقاط الصفة الأخيرة طبعاً".وأما كتابه الثاني فجاء بعنوان "غريب على ضفة نائية" جان دمو : أخباره واشعاره في "155" صفحة من الحجم المتوسط صادر عام 2006م جاء في مقدمته "في ليلة شتوية جافة كنت قد جلست أستمع لاحدى محاضرات ملتقى الثلاثاء الثقافي في الكويت بيد أني لا أذكر عن المحاضرة شيئاً، ولا المحاضر ولا حتى الحضور، كل ما أذكره هو عندما دخل الشاعر الروائي محمد الاسعد قلت من هذه المرة؟[c1]- قال جان دمو- قلت لا أعرفه - قال لا أدري- قلت أحسن[/c] ولم يسترسل .. انتهت تلك الليلة ، وخرج الجميع وخرجت أنا حتى فاتحت صديقاً لي بموضوعه ..ما رأيك أن نكتب عنه شيئاً ..ولأن الكثيرين تنكروا له هذا ـ الفاقد ـ أو العائش في الفقد، كان هذا الكتاب علنياً كنت قد أفردت له مساحة ـ يستحقها جداً ـ بين مساحات بيضاء شاسعة خالية إلا من طبول معلقة على أشجار ميتة.[c1]قراءة الجوير النقدية [/c]وقد " أماط" سعد الجوير رؤيته النقدية إلى جانب كونه شاعراً وروائياً حيث صدر له حتى الآن :1 ) ظل لاترسمه نخلة وهو ديوان شعري صدر عام 2002م.2) ديوان طقوس صاخبة صدر عام 2002م .3 ) ديوان تم الكتاب صدر عام 2004م.4 ) ديوان خطيئة الكائن صدر عام 2004م.5) غريب على ضفة نائية قراءة نقدية صدر عام 2006م.6) رواية باربار صدر عام 2006م.[c1]الشاعر غيلان في ميزان الجويرخلال زيارته الأدبية لليمن قام الشاعر بقراءة نقدية لأدب الشاعر اليمني الشاب عبدالرحمن غيلان أسماها "غيلان وسيرة المرأة التي لن تكتمل" جاء فيها: ينتقل الشاعر عبدالرحمن غيلان في مجموعته الشعرية "سيرة أمرأة لن تكتمل" الصادرة عام 2006م بين حضور أنثاه وسيطرتها على القول لديه، فنجده مستلاً اياها من مستنقع النظرة العامة وما تحمله النفس من "مسلمات اجتماعية" ظالمة وغير قادرة على إعطاء صورة ولو شبه حقيقية لما يجب ان تكون عليه الأنثى في طبيعتها .. ومما لاشك فيه أن هذا كله عبارة عن تشرب لمفاهيم سابقة واتهامات مسبقة جاءت عن طريق السلطتين الدينية والسياسية اللتين ظلتا محاربتين لهذا الجنس من البشر محاربة تامة في خدمة اغراض لاينكرها أحد ولايغفل عن مؤداها أحد على جميع الأصعدة.أول ما يرى في طرحه غيلان من ضرورة قصوى هو الموقف المضاد والضدية الأزلية بين الأنثى "جنسها بعينه" والقبيلة " الذكوري والمجتمع بما يحمل من مفاهيم" إذ الأخير يجد في ابقاء الأمور جميعها كما هي عليه راحته التامة واستقراره الكامل فلا يود بدوره ان يفتح أبواباً جديدة قد تدخله في "معمعان المعاش" وجدلية اكتمال الدائرة في الحياة اليومية! وذلك في "نصه قبيلة" إذ يقول الشاعر اليمني الشاب عبدالرحمن غيلان:[c1]طاردتني القبيلةحين أودعتقبلة هذا الصباحعلى خدها المخملي [/c]وهكذا يعلن "الشاعر غيلان" اختياره بالانفتاح على الآخر والوقوف بجانب "الأنثى" خارجاً على مسار "ابعاده الازلية" التي تقف موقف الضد دائماً، باعتبار "اختيار" غيلان لايتماشى مع ما يرنو إليه المجتمع من تحفظ من شأنه استقراره على وضع منتهي وليس من صفاته التطور أو التغيير كما ذكرنا اعلاه و"غيلان الشاعر" يدرك ان المجتمع لن يكفيه مقاطعته بل ويصر عله ملاحقته ومطاردته اينما حل بافكاره وحبه الكبير لتغيير ما مضى أو الخروج عنه بأي شكل من الاشكال، حيث يظل هذا الشعور قاسياً في داخلية الشاعر حتى كأنه يلهث وراء سفر جديد ! وهو يقول : "كأن" كل الذين عارضوه مازالوا من ورائه يقتفون أثره ويسنون خناجرهم فقط بانتظار اطلالة وجهه من بعيد !!يقول "الشاعر غيلان":[c1]خاصمتني القبيلةومازلت أهفووما فتئت تنهش العرض[/c]ولهذا نجد اتضاح نوع من أنواع الفهم التام والغزير يتكون لدى "غيلان الشاعر" للأنثى وهذا نابع من محاولاته المتعددة "لسبر غور قواميسها" محاولاً الخروج لذاته أولاً بصورة جديدة ومختلفة عن سابقاتها كونها مجتمعاً بكامله ولنا ثانياً محاولات جديدة للتعامل مع هذا الكائن المختلف والمتجدد أبداً من "نصه" سيرة امرأة لن تكتمل حيث يقول بهذا الصدد :[c1]تقرأ فيه كل صباح حياناتها الفارهةوفي منتصف النهارتبحث عن قصة جائعة[/c]قد نلاحظ أنه لاجديد من حيث ان الأنثى ككائن في ذاكرة العوام من "خواصه الخيانة" واحتمال الاثم لكن "الشاعر غيلان" هنا إنما أراد التعامل مع هذا الكائن تعاملاً شخصياً بعيداً.أما في نصه " من مذكرات ضحية" فنجده يوافينا بصرخة جديدة من صرخات الأنثى المهزومة ابداً ذاكراً العلاقة الضد بين الجنسين وما يدور بينهما وعلى أي الوجوه والقراءات تفهم هذه العلاقة، إنها جدلية قديمة قدم الخلق العالم المادي، فيظل النصر دائماً حليف الذكر والهزيمة في المقابل للأنثى وحدها هذا النوع من الصراع باتت الانثى "تعيه" جيداً وعلى أساسه تتنفس يقول الشاعر:[c1]حين ضيعتُ وجدتوحين اضعتكلم أجدني[/c]خلاصة هذه القراءة النقدية لفضاءات الشاعر اليمني الشاب عبدالرحمن غيلان في مجموعة "حضور الأنثى وانتصافها الذات في سيرة امرأة لن تكتمل" تظل رغم هذا كله متمسكة بآخر الأشياء التي تهمه معترفة بأنها لاشيء بدونه وأن الاشياء جميعها "خاصته" هي منها حيث يقول على لسان الانثى :[c1]حتى منفضة سجائركتشبهني[/c]ويختتم الشاعر هذا كله بعد هذا الحضور الشائع لانثاه بالاعتراف بضرورة انصافها إياه!!!حيث يقول في "تأثيت لحظة"[c1]سيدتيلاشيء أملكهسوى انتظارك فابقيه سرمداًكي أؤثث روحي [/c]
|
ثقافة
الشاعر الكويتي سعد الجوير في فرع اتحاد الأدباء عدن
أخبار متعلقة