الصمصامة
د. زينب حزام:الصمصامة وهي كلمة تعني السيف القاطع, وهو أشهر السيوف اليمنية, وقد دخلت الصمصامة في قصص الخيال الشعبي وتذهب الروايات اليمنية الشعبية إلى أن الصمصامة مقبض السيف وهي مصنوعة من الحديد مدفون بقرب الكعبة وهو من زمن عاد أهدي من الملك سليمان إلى الملكة بلقيس, وظل عند بني مروان وظهر أخيراً في عهد هارون الرشيد.ومهما كانت الروايات الشعبية عن الصمصامة والذي يعد من أشهر السيوف اليمنية،إلا أن السيف اليمني له أهمية تاريخية في التراث اليمني،حيث أهتم اليمنيون منذ القدم بصناعة السيف والخنجر وتفننوا في زخرفة ونقوش مقبض السيف والخنجر،حيث زين بالنقوش الزاهية الألوان وتم رصعه بالذهب والفضة والمجوهرات الثمينة وأصبح من التقاليد الشعبية عند كل يمني،وتغنى به الشعراء والفنيون ودخل السيف والخنجر في الرقص الشعبي.[c1]صناعة السيوف في اليمن[/c]وهي من الصناعات القديمة التي تفوق بها اليمنيون، المطعمة بالذهب والفضة وزينوا مقبضها بكتابات وزخارف وتصاوير مطعمة بالذهب والفضة،فتزيد في جمالها وبهائها.صناعة السيوف قديمة في بلادنا منذ عهد الملكة بلقيس،فنمت في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية وأصبحت تزين كل المحلات التجارية وتعرض في المحافل الدولية،وصناع السيوف والخناجر لم يكونوا مقلدين لغيرهم بل أنهم جمعوا ماورثوه من العناصر الفنية،إلى ماورثوه من العادات والتقاليد اليمنية القديمة والتي أصبحت موروث شعبي،حتى دخل السيف والخنجر في الفن الشعبي اليمني،وأصبحت له مدارس تعمل على التدريب من رسم ورقص شعبي يمني أصيل.فطبعوا الفن بطابع يلائم طبيعتهم،وأخلاقهم فكان جميلاً قائماً بذاته وأصبح من صناعة السيف والخنجر الذي أحتل ركناً هاماً في الفن التشكيلي اليمني والرقص الشعبي اليمني- وكان ومازال الفنانين اليمنيين يحتذون ماتنتجه مدارس صناعة السيف والخنجر في اليمن،ويحاولون محاكاته والاقتباس منه،ولم تزل تحفة صناعة السيف والخنجر من الفنون الشعبية اليمنية الخالدة.كان الطابع اليمني يجمع بين الكتابة على مقبض بخطوط مختلفة جميلة وتصاوير تمثل مظاهر الحياة والنقوش اليمنية القديمة.وأختلف اليمنيون في صناعة السيوف والخناجر وأستخدموا في صناعة المقابض للسيوف العاج والمعادن والنحاس وأبتكروا في تطعيم المقابض بالذهب والفضة وتفوقوا في هذه الصناعة،وعنهم أخذ غيرهم،وهذا ماجعل علماء الأثار ان ينسبوا السيف والخنجر إلى الصناعة اليمنية القديمة.[c1]رقصة السيف[/c]تعتبر رقصة السيف من الفنون التقليدية في اليمن،أصيلة في اساسها يمنية في مبناها متميزة في النكهة والطعم مما يجعلها ذات شخصية منفردة في طابعها البيئي الخاص.أن رقصة السيف من الفنون التقليدية اليمنية التي تعكس أوجها من التراث الحضاري الانساني العربي في بعض المكونات وهذا بشأن التأثر الحضاري منذ الأزمنة العصور تعد رقصة السيف من التراث اليمني الذي أشتهرت في جميع محافظات اليمن مع الرقص بالخنجر،وتمثل اليوم أحد أوجه التنوع والتفاعل الأصيل في هيكل الفنون التقليدية في اليمن،أكان ذلك على شكل ابداع في وجدان أو عطاء علمي تطبيقي يمثل العادات والتقاليد وأوجه من أنماط الحياة الأخرى.ويمثل التراث الشعبي اليمني في معظم المناطق الشعبية،خاصة الريف اليمني الذي لم يتعرض بعد للغزو الثقافي الأوربي وتمثل رقصة السيف جزء اًهاماً في الفنون الشعبية اليمنية.والشيء الملفت للنظر،أننا نجد في الأونة الأخيرة عزوف البعض عن الرقص بالسيف والخنجر اليمني الذي كان ومازال أهم ملامح الرقص الشعبي اليمني،ولم ندرك نحن اليمنيين بعد القيمة التاريخية للسيف اليمني مع أننا نميل إلى تطوير حركات الرقص الشعبي بأستمرار على أنها عمل فني جدير مغاير للأصل المستوحي منه كلية،فالتطوير في الرقص الشعبي اليمني قد يمس في أغلب الجوانب ويبقى الروح أو الجوهر.وإذا كان ميلاد الفرق القومية اليمنية للفنون الشعبية والتراث انجازاً مفرحاً لوزارة الثقافة،فأن الأهتمام بفن صناعة السيف والخنجر من أهم الفنون الشعبية التي كانت ومازالت أهم التقاليد اليمنية منذ عهد الملكة بلقيس.[c1]الوحدة الفنية في زخرفة مقابض السيوف والخناجر اليمنية[/c]أهم الأسباب في الوحدة الفنية في فن الزخرفة اليمنية للمقابض السيوف والخناجر،تبدو اليوم واضحة في الأشكال الفنية في العصور الاسلامية،حيث كانت اليمن وماتزال تهتم بصناعة وزخرفة السيوف والخناجر لأنها من الأدوات الشعبية التي تستخدم في الاحتفالات الشعبية في اليمن ويهتم الفنانون اختيار الرسم والزخرفة على مقابض السيوف والخناجر،وأختيار الخط العربي في كتابة الآيات على مقابض السيوف والخناجر حتى تكون جزءاً من الحفاظ على التراث اليمني الاسلامي الأصيل.