- منذ أن شرع الإمام الخميني في ثورته على الشاه وفي كل المحطات التالية لجأ إلى الشعارات لإذكاء حماس أنصاره، ومنها الشعارات التي توحد الجبهة الداخلية عن طريق توهم قوة خارجية معادية، فكبروا الله ولعنوا ودعوا بالموت لأمريكا وإسرائيل بعد الشاه، ودعوا على آخرين حسب مقتضيات الحال، إذ هتفوا بالموت للاتحاد السوفيتي ولبريطانيا ولصدام حسين.. وقد ذكر الرئيس الأسبق ورئيس مصلحة تشخيص النظام حالياً أن الإمام الخميني كان ينوي في آخر أيامه منع استخدام شعار الموت لأمريكا.. ولم يقل رفسنجاني لماذا لم يحول الخميني نيته إلى عمل؟ وعلى أية حال فإن أي رشيد لا يحتاج إلى مبرر لرفض هذا الشعار أو هذه الشعارات المعادية وغير الإنسانية والمثيرة للكراهية، والتي لا قيمة لها إلا من حيث هي تعبر عن غوغائية وحماقة وقلة تقدير للمبادئ والمثل الإنسانية.- عندنا اتخذ قادة التمرد في صعدة من الخميني وخطباء الثورة الإيرانية قدوة أو أسوة وحاكوهم في شعار “الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام” والغريب أن الحوثيين يقولون إن الدولة تحاربهم بسبب هذا الشعار، والدولة تنفي ذلك، والذين يتعاطفون مع المتمردين يقولون: ما العيب في هذا الشعار؟ إنه شعار “سلمي”.. واعتقد أن الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري هو الوحيد الذي قال إنه لايحبذ هذا الشعار وانه لا لزوم له.. الأغرب من هؤلاء هم مسئولون كبار في الدولة والحزب الحاكم، عندما يأتون على هذا الشعار يقولون في تصريحاتهم إن المتمردين يستخدمون هذا الشعار للتضليل على الآخرين،ويتساءل غير واحد وفي حالات مكررة ومتشابهة: أين هم الأمريكيون الذين قتلهم رافعو الشعار؟ ويقول آخر: إنهم يكبرون ويدعون بالموت لإسرائيل بينما يقتلون اليمنيين؟ ويقول ثالث: إذا كانوا جادين في هذا الشعار فليذهبوا إلى هناك لاماتة اليهود وقتل الأمريكيين.. ومثل هذا المنطق نجده في مقالات لكتاب كبار، ونسمعه من رجال ونساء في المقابلات التلفزيونية.. دون أن ندرك خطورة هذا المنطق الذي لا يختلف من حيث بؤسه عن بؤس الشعار وأصحابه.- إن ذلك المنطق يعني أننا لسنا ضد الشعار إلا من حيث أن أصحابه يقتلون اليمنيين بدلاً من الأمريكيين والإسرائيليين، أو لأنهم غير صادقين ويستخدمون الشعار كغطاء لمشروعهم القذر.. كما يعني هذا المنطق أننا لا نتقاطع مع الشعار الذي يلعن الآخرين ويهددهم بالموت إذا كان ميدانه ميداناً آخر غير اليمن..وفي حقيقة الأمر أن هذا الشعار يجب رفضه ومعاداته ومخاصمة أصحابه لأنه يتعارض مع تعاليم ديننا ومع مبادئ الأخوة الإنسانية ويحرض على الكراهية والعنف ضد الآخرين.. وكون الشعار مقبولاً لدى البعض لأنه يشغب على إسرائيل بالموت ويلعن اليهود، فأن هذا لا يعني القبول به لأن مشكلتنا ليست مع شعب إسرائيل ؟لأنه شعب إسرائيلي ولا مع اليهود لأنهم يدينون باليهودية، بل مشكلتنا مع محتل ومغتصب وهو ليس كل إسرائيل ولا كل اليهود، ثم ماهي مصلحة اليمنيين والعرب والمسلمين والإسلام في الدعوة لأمريكا بالموت؟ إن هذا الشعار بغيض للغاية، ويجب أن نرفضه بغض النظر عن هوية وأهداف الذين يرفعونه.. ويجب أن يكون موقفنا منه موقف الرافض، ومن المعيب جداً أن نتعامل ضده بذاك المنطق الذي أشرنا إليه، وهو كما قلنا منطق يتصالح مع دعاة الكراهية والعنف ولا يتقاطع معهم إلا من حيث الصدق والجهة.
أخبار متعلقة