لا يعرفون كلمة مستحيل
صنعاء/ فريد محسن علي:عندما تتوفر الإرادة تقهر الإعاقة، وعندما تكون العزيمة تتولد القدرة ويتعمق الإصرار على مواصلة الحياة، فالعاهة لا تقف حجر عثرة أمام الإنسان خاصة إذا وظف المعاق ملكاته إيماناً منه بأحقيته في ممارسة حقوقه الدستورية مثله مثل غيره في هذا المجتمع، والمعاق اليوم أصبح عضواً فاعلاً ومشاركاً في كل الفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية، وأعظم المنجزات المحققة لشريحة المعاقين في بلادنا ارتبطت بأعظم منجز للشعب اليمني وهو قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م.[c1]معاقون يقتحمون الواقع بإرادة[/c]وبهذا الصدد يقول الأخ/ علي أحمد الوجيه رئيس جمعية رعاية وتأهيل المعاقين في الأمانة: في العام الأول لقيام دولة الوحدة 9 يناير 1991م صدر القرار الجمهوري رقم (5) لسنة 1991م بشأن تشكيل اللجنة الوطنية العليا لرعاية المعاقين برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية عدد من الوزراء والمسئولين المختصين وهذا تأكيد على اهتمام القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والذي قال في يوم من الأيام (إننا نوليكم كل الرعاية والاهتمام، وأريد أن أراكم بمعنويات عالية، وأنتم لا تحتاجون إلى أحد، فأنتم في عهد الثورة وعصر الوحدة الديمقراطية، تكلفكم الدولة وترعاكم في كل أنحاء الوطن، وليس مركزياً وحسب بل في كل عواصم المحافظات والمديريات). تلك الكلمات عكست عطاءات فخامة الرئيس ورعايته لهذه الشريحة، وفي عهده تحققت العديد من الإنجازات لشريحة المعاقين وشهد المجتمع تحولاً في النظرة إلى المعاق والتعامل معه وأنشئت العديد من مؤسسات المجتمع المدني التي تخصص لفئة المعاقين جزءاً هاماً من اهتمامها.[c1]الخروج من العزلة[/c]ويشير إلى أن جمعية رعاية وتأهيل المعاقين تأسست في عام 1988م لمتابعة احتياجاتهم من الخدمات ودمجهم في المجتمع، وقطعوا شوطاً لا بأس به وأقاموا العديد من الأنشطة، ولفتوا انتباه الآخرين حول الإعاقة والمعاقين، وتمكنوا من الخروج من عزلتهم من البيوت التي كانوا قابعين فيها، ثم قامت الجمعية بمسوحات ميدانية، ومحاضرات وندوات، وأخرجت المعاقين من وراء الأسوار.[c1]مركز السلام ثمرة[/c]أما مركز السلام فقد كان ثمرة نضال طويل تحقق ونعتبره الأول من نوعه لخدمة هذه الشريحة بمرافقة الحديثة وتجهيزاته الجديدة ويعلق عليه المعاقون الآمال الواسعة لتقديم الخدمة المتميزة وخاصة في مجال التأهيل، وقد افتتح المركز رسمياً في 2004م وبافتتاحه شكلت جهود المخلصين من نشطاء جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً الذين يعملون باخلاص وعزيمة وإصرار على تقديم هذا المنجز الهام لشريحة المعاقين حركياً، وتبدأ رحلة البناء والتأسيس منذ العام 2001م عندما حصلت الجمعية على قطعة أرض من فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تلتها رحلة كفاح لتثبيت هذا الحق وحمايته من السطو والضياع من الطامعين وضعفاء النفوس. فالمركز يقدم خدمات كبيرة وأهمها خدمة التعليم الأساسي في الفصول الدراسية الثلاثة التابعة للمركز والذي يدرس فيها أكثر من 180 تلميذاً وتلميذة من الأطفال جزء كبير منهم معاقون حركياً، وجزء من غير المعاقين، باتباع أسلوب الدمج الاجتماعي للأطفال المعاقين في التعليم مع أقرانهم من غير المعاقين، وذلك أسلوب تربوي حديث لتلافي عملية عزل المعاقين وتسهيل دمجهم في المجتمع وتقبله لهم. وقد وفرت وزارة التربية والتعليم المعلمين والمنهاج الدراسي وتتحمل الجمعية تكاليف نقل التلاميذ من وإلى المركز وتوفر المستلزمات الدراسية إضافة إلى الزي المدرسي، ونسعى جاهدين لتوسيع التعليم الأساسي في المركز حتى الصف السادس ليدمجوا فيما بعد في المدارس العامة.[c1]كمبيوتر وانترنت[/c]لدى الجمعية أنشطة عديدة مثل دورات التأهيل والتدريب في مجال الحاسوب والانترنت وصيانة الحاسب الآلي واللغة الانجليزية وتحفيظ القرآن الكريم والسيراميك والأشغال اليدوية وغيرها. وصار للجمعية (21) فرعاً في مختلف المحافظات وبلغ عدد أعضاء الجمعية في أمانة العاصمة وضواحيها أكثر من (5700) عضو ويتضاعف العدد يوماً عن يوم، حيث يتم يومياً تسجيل أعضاء جدد في سجل القيد لأعضاء الجمعية، ومعظم المسجلين يسعون إلى الاستفادة من خدمات الجمعية في جانب التوظيف، ونحن ننسق مع الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين لتوظيفهم أي المعاقين ويبذل الاتحاد جهوداً طيبة مع وزارة الخدمة المدنية والجهات المختصة لتوظيف المعاقين والاستفادة من النسبة المخصصة لشريحة المعاقين من إجمالي الوظائف والمحددة بنسبة (5%) أما ما يعترض جهودنا من صعوبات فناتجة عن عدم تفهم بعض الجهات وعدم التزامها بالنسبة المحددة قانوناً من الوظائف، رغم أن المعاقين أثبتوا خلال السنوات الماضية في كثير من المرافق مدى التزامهم وإجادتهم في العمل.[c1]لنا كلمة[/c]إن شريحة المعاقين، شريحة هامة، لهم نفس الحقوق التي لأعضاء المجتمع الآخرين، وعليها نفس الواجبات، وهي مكون مهم قادر على الإسهام الكبير في عملية التنمية والبناء، وهي في الوقت نفسه بحاجة إلى الرعاية الأكثر والعناية والالتفات لمتطلباتها. فالمطلوب من الجهات المعنية أن تولي اهتماماًوتركيزاً إلى مسألة الاحتياجات الخاصة بهم ومراعاتهما عند تعميم وبناء المباني العامة والمرافق الخدمية والطرقات، حيث ما تزال هناك الكثير من الحواجز الانشائية التي تحد من استفادة المعاق من الخدمات بيسر وسهولة ممكنة، والمعني بذلك وزارة الإنشاءات والتخطيط الحضري وغيرها.