كتاب ..الفتنة الكبرى جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر
قراءة وعرض/ نهله عبدالله في كتاب الفتنة الكبرى يكرس الدكتور( هشام جعيط) بحثة لاستجلاء العلاقة بين الدنيي والسياسي كما ترسمها خلفية الاحداث الدامية بعد مقتل الخليفة الراشدي الثالث (عثمان بن عفان) وترصد من خلال قراءة الأحداث قراءة جديدا تختلف عن ماكتبه الدكتور( طه حسين)؟»هشام جعيط« في كتابه ( الفتنة الكبرى جدلية الدين والسياسة في الاسلام المبكر) يقص احداث تلك الفترة بما لها من أهمية يمكن وصفها بالكبرى ،ولهذا وجب النظر اليها من الزاوية الروائية التي املت على »طه حسين« ان يأخذ من التاريخ ويتفحص رواياته ويخضعها للنقد والتشكيك الذهني من هنا تحولت المادة التاريخية الى حبكة روائية اي خضعت للصياغة الادبية او للضرورة الفنية .لذات السبب هناك فرق بين الرواية التاريخية وادب التاريخ لدى الدكتور» طه حسين« وفي السياق التاريخي العلمي الذي يختلف عن الرواية التاريخية في الصنيع الادبي ،كتب طه حسين (الفتنة الكبرى) يجزئية (عثمان) في 1947م و»علي وبنوه« في 1953م ولايساورنا الشك في ان الدكتور طه حسين بذل جهداً مضاعفاً في دراسة الرواية التاريخية كما وفق في كتابته للسيرة النبوية الشريفة ولأن هذا الجانب يتطلب جهداً آخر تحليليلاً مختلفاً وبشكل يثير الجدل اتسم عمل الدكتور (هشام جعيط) بتحليل ونقد التراكيب الجديدة مثل ولادة الاحزاب ومؤتمر التحكيم مثله مثل الثورات الكبرى حتي التنميطات التي وضعها »جعيط« تتناول المادة التاريخية المتوافرة من خلال حديثة عن مصادره الاساسية كالطبري والبلاذرى والواقدي والجاحظ ،والاسكافي ،وابي مخنف ،وبن ابي الحديد.واعتقد ان الدكتور الباحث قد تمكن من قراءة اومن اعادة قراءة المادة التاريخية على ضوء ماتوافر له من مصادر بشك نقدي فتعامل مع معطيات تلك النصوص من خلال توضيح المستويات المتداخلة للفتنه غير غافل عن دوافعها المتنوعة وقال بالتحديد (إنه يستبعد مثلاً ان تكون الفتنه مجرد صراع على السلطة لان قول كهذا يفرغ الثورة من ابعادها الروحية الانسانية الايدلوجيه حيث يأتي السياسي ليأخذ مكانة هناك في الفتنه بعد مستور استحق ان يكشف عنه) « ص 246 .»يتدرج (جعيط) في كتابة الفتنه الكبرى في تقصي اسرار الفتنه عن طريق النظر في كتب المؤرخين الذين عاشوا في فترات قريبة من الأحداث دون ان يغفل النظر في المراجع الحديثة وخصوصاً الاجنبية.ربما هناك حقيقة واضحة وراء بحث »جعيط« المكثف لان معظم الكتب التاريخية تصبغ على الاحداث هالة قدسية ربما لاتثفق مع الطبيعة الانسانية للحكام الذين توالوا على مسرح الفتنه المضطرب.بين الفتنه لهشام جعيط ،والفتنه الكبرى »لطه حسين« هموم مشتركة ومع هذا »فطه حسين« لغته سلسلة لانه يسوق الاحداث في قالب قصصي يقوم على التشويق والمتعه وهذا ماتنبه له جعيط في مقدمة كتابة عندما قال: ( إن كتاب طه حسين طابعة ادبي اكثر مما هو تاريخي« واعتقد انه يشير هنا الى اللغة والاسلوب،وهذا ايضاً لايعني ان الدكتور طه حسين قد خلط بين التاريخية والتاريخ وانما قرأ التاريخ على هدى المنهج من حيث التدقيق والموضوعية كما ان كتاب جعيط لايخلو من التحليل المغرق بالهم الفكري على حد تعبير الشاعر والناقد» جودة فخر الدين« الذي قدم شرحاً مفصلاً عن القيمة البحثية عند هشام جعيط عندما قام بدراسة مؤلفة دراسة نقدية وافية تقول : » انه لاعيب في النسخه المعربة سوى الترجمة المتواضعة«.علماً بأن الكتاب فعلاً وضعة مؤلفة بالفرنسية ثم ترجمة الدكتور طه احمد طه الى اللغه العربية.خلاصة القول حتى لاندخل في حديث آخر يخرج عن النص الاصلي.نقول ان طريقة جعيط تختلف كثيراً عن الصيغة التي قدمها الدكتور طه حسين ( حرب صفين) مؤتمر التحكيم،الصلح بين الحسن ومعاوية.وان كتاب جعيط يعد خطوة على طريق ترجمة البحوث الفكرية التاريخية الجادة التي من شأنها تنوير العقل العربي.