من الحياة
- .. "اعتقلني بين ضلوعك، وحاكمني أمام محكمة قلبك. فإذا كنتُ مخطئة أسجني في عينيك، وإذا ظهرت براءتي، فأفرج عن هواك المكتوم"[c1] حوار بلا تعليق[/c]- . هي : اعترف لك أنني أحبه!! هو : لكنه أكبر منك..هي : لهذا أنا أحبه!!هو : يكبرك بنحو عقدين من الزمن.هي : ليس للعاطفة زمن أو سن محددة.. هناك نبض يدق بعنف عبر فهم عميق، يولد تقارباً مكثفاً يختصر كل المسافات، ويجعل الشوق متأججاً.هو : ستندمين يوماً!!هي : نعم .. سأندم لو اخترت شاباً في عمري أو يكبرني قليلاً.هو : هذا جنون!!هي : الجنون هو أن لا أحب..هو : هل جربت الحب من قبل؟!هي : سأكون كاذبة لو أنكرت هذه الحقيقة، فأنا في أواخر العقد الثاني من العمر.. وأحببت شاباً قريباً من عمري.. يعني (مراهق) فكانت النتيجة حباً من دون حنان.. كلانا كان يبحث عن الحنان، لم يستطع فهمي.. ولا أنا .. هو يبحث عن الجسد، وأنا أبحث عن الحنان.. دأب الحب في هذا التناقض، افترقنا وعندما فكرت بعد أيام قلائل أن أسأل عنه كان الجواب أنّه يعيش قصة حب جديدة.هو : أعتقد أنّ ذلك شيء طبيعي..!هي : ما هو الطبيعي أن أعطيه جسدي؟!..هو : عفواً لا أقصد ذلك، بل طبيعي أن يحب أخرى بعد فراقكما..هي : أسمع يا صديقي.. أنت خرجت عن الموضوع الرئيس.هو : ما هو الموضوع الرئيس؟هي : لماذا أنا اخترت رجلاً يكبرني بنحو عقدين من الزمن؟!.هو : هذا فعلاً ما يحيرني!!.هي : تجربتي في الحب مع شاب في الخامسة والثلاثين من العمر علمتني أشياء كثيرة.. أبرزها أنّ المراهقة لا تبني عشاً جميلاً مستقراً.. فأنا فتاة في السابعة والعشرين من العمر.. وأحمد الله أنّه منحني شيئاً من الجمال.. الأمر الذي يخلق الغيرة غير المبررة والزائدة عن حدها إلى جانب الشك القاتل للحب في نفس الشاب الذي سأرتبط به.. كما أن تفكيره كما قلت مراهقاً سيجعله يفكر بأخرى، إذا وجدها أجمل مني.. وربما يتركني.. على عكس الرجل الناضج وأقصد الذي هو في الخامسة والأربعين أو الخمسين، فإنّ الحياة قد منحته قدراً كبيراً من التجارب تجعله يقدر المرأة التي ستسكن قلبه.. سيحترمها ويحترم مشاعرها، .. وكما قلت لك.. السن بالنسبة للرجل غير معيب على عكس المرأة فكلما تقدم بها السن دون رجل يقف إلى جانبها تشعر بأنّ قطارها في محطته الأخيرة.. شجرة أوراقها تذبل.. أشياء كثيرة يا صديقي تقف في صف الفتاة التي تختار رجلاً أكبر منها لتحبه وترتبط به ارتباطاً مقدساً.هو : وأهلك هل سيوافقون على اختيارك هذا؟!.هي : لن أقول لك كما قد تتوقع بأنني حرة في اختياري، وإن كان اختياري جاء بقناعتي دون ضغوط من أحد.. ولكني سأكون معك كما بدأت حواري صادقة.. أهلي هم جزء كبير في اختياري رجلاً يكبرني ليكون حبيبي وشريك عمري..هو : لا أفهمك .. أرجوك أوضحي الأمر، لأنّه مهم بالنسبة لي؟!.هي : ماذا تقصد أنّه مهم بالنسبة لك؟!هو : لأنني في العقد الخامس من العمر، وهناك عصفورة مثلك تزقزق فوق أغصان قلبي.هي : إنني أحسد هذه العصفورة.. المهم، أهلي وخصوصاً أبي حرمني دون تعمد من حنانه.. لأنّه مازال شاباً قوياً.. لقد تزوج أمي وهو صغير.. ويشعر أنّ تربية الأولاد شيء أكبر من سنه.. ولذلك كبرنا نحن دون حنانه المطلوب.. رغم رعايته واهتمامه بنا.. ولذلك كان الحنان المفقود من والدي سبباً من أسباب بحثي عنه في رجل يكبرني وليس في شاب قريب من سني.هو : أتمنى لك السعادة.. وأن لا تندمي.هي : الندم سيحصل فقط إن ارتبطت بمن لا يقدرني ويحترمني ولا أجد معه الحنان الذي أبحث عنه. * * * [c1] أحلى الكلام[/c]- .. "دافع "القلب" عن نفسه أمام محكمة العقل وقال :- يوم أكف عن الخفقان بين ثنايا إنسانفهو الموت.. إنني أمارس وجودي أهفو واشتاق!! وقد حكم العقل ببراءة القلب..""نادية عابد" * * * [c1] أغنية الأسبوع [/c]- أنساك .. ذا كلام.. أنساك .. يا سلامأهو ذا اللي مش ممكن أبداً.. ولا أفكر فيه أبداًذا مستحيل قلبي يميل ويحب يوم غيرك أبداًأهو ذا اللي مش ممكن أبداً" "كلمات / مأمون الشناوي" يكتبها/ إقبال علي عبدالله[email protected]