أعرف كثيراً من رجال المال والأعمال والتجار يسارعون في شهر رمضان المبارك إلى تقديم المساعدات العينية والمادية للفقراء, إلى الأسر الفقيرة لتخفيف معاناتهم في مواجهة المتطلبات المعيشية والحياتية في هذا الشهر الكريم الذي فضله الله على سائر شهوره في السنة وأنزل فيه القرآن الكريم, رحمة ونوراً للعالمين وأبعد عنهم الشياطين وجعل الملائكة حاضرة في أيام هذا الشهر المبارك, وفيه ليلة من أعظم ليالي العمر, ليلة القدر. كما أنني في المقابل أعرف تجاراً ورجال أعمال ومال وهم قلة لا تلين قلوبهم رحمة في هذا الشهر الكريم يبخلون بتقديم الخير والمساعدات للفقراء والمحتاجين حتى أنهم للأسف يتهربون عن دفع الزكاة المقررة شرعاً من الله في هذا الشهر.هاتان الحالتان؛ رجال يتسابقون إلى فعل الخير وآخرون يتهربون منه ظاهرة ليست جديدة, بل ذكرت في القرآن الكريم وأحاديث الرسول العظيم (صلي الله عليه وسلم), وأبرزتها السنوات والأيام كشواهد وحقائق للعبر والدروس التي حملها القرآن الكريم للبشرية.. وأمر كهذا يعود للشخص نفسه وحسابه عند خالقه "يوم لا ينفع مال ولا بنون".والحال وما يهمنا الحديث عنه ونحن على قرب من حلول الشهر المعظم ( رمضان ) أن نعيد الذاكرة للأعوام التي مرت وكيف تعامل هؤلاء التجار رجال المال والأعمال مع الفقراء والمحتاجين في شهر رمضان, وما هي الطرق التي استخدموها لإيصال مساعداتهم العينية والمادية بكل يسر وسهولة دون منٍ أو تكبر على المحتاجين والأسر الفقيرة التي لا يعلم بحالهم وكيف يعيشون حياتهم إلا الله سبحانه وتعالى.من خلال معايشتنا ومشاهدتنا وسماعنا عن أخبار الجمعيات الخيرية التي يتزايد عددها في شهر رمضان, نجد أن هناك وضعاً غير صحيح خاصة من قبل بعض الجمعيات الخيرية التي اتخذ نشاطها الخيري اتجاهاً سياسياً وذلك بحكم سيطرة بعض الأحزاب على هذه الجمعيات وتحويل أهدافها الدينية السامية الخيرية إلى سياسية تروج لنشاط هذا الحزب وميوله المتطرفة.. وتقاس وفق ذلك عملية توزيع المساعدات العينية كالمواد الغذائية والملبوسات والمبالغ النقدية, حيث أن المستلم لهذه المساعدة عليه مباركة لهذا الحزب ودعم نشاطه السياسي.. وجميعنا نتذكر الكثير من هذه الشواهد والحقائق التي جرت في الأعوام السابقة, حيث تحولت المساعدات للفقراء والمحتاجين بمناسبة شهر رمضان المبارك إلى حملة دعائية لهذا الحزب أو ذاك.. أو إرغام الفقراء خاصة من الشباب العاطلين عن العمل, على فعل أشياء خارج القانون تحت ضغط الحاجة للمال.. وهو أمر يتنافى وديننا الإسلامي الحنيف الذي يحرم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان.نقول إن شهر رمضان شهر المحبة والتسامح وفعل الخير لوجه الله.. شهر يزداد فيه الإنسان حباً وعبادة للخالق وحباً للوطن الذي جعله الله واجباً وفرضاً دينياً.. وعلينا اتخاذ آلية جديدة للاستفادة من المساعدات المقدمة للفقراء والمحتاجين في هذا الشهر الكريم.. وأن تكون الدولة بمؤسساتها المعنية هي همزة الوصل بين التجار والمقتدرين وبين المحتاجين والفقراء, وتكون الجمعيات الخيرية تحت رقابة الدولة.. وهذا معمول به في الكثير من الدول الإسلامية والعربية وليست بدعة يمنية.. بل وجود هذه الآلية سيساعد في إيصال هذه المساعدات إلى أصحابها الحقيقيين وترسم البسمة في وجوههم والفرحة في نفوسهم.. لأننا لا نريد تكرار أخطاء الأعوام السابقة وما جرت هذه الأخطاء من تبعات يتحمل وزرها الوطن اليوم.إننا على ثقة في تفهم رجال المال والمقتدرين لمثل هذه الإجراءات وآلية العمل في إيصال مساعداتهم الخيرية لأصحابها الحقيقيين، وينالون الأجر من الله في شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.والله من وراء القصد,,,
رمضان.. ورجال الخير والفقراء..
أخبار متعلقة