تبياناً للدور العظيم الذي تلعبه الثقافة بمختلف مجالاتها وتعدد مدلولاتها وعلاقتها بالانسان في تغيير مسار حياة المجتمعات نحو الافضل وتصوير واقعهم من المهد الى اللحد وفي يقظتهم وسباتهم بما تحمله من رؤى ونظرة تحليلية كشفت طبيعة الصراعات والتناقضات والمتوافقات والتحولات بمفهوم راقٍ يقدم الشروحات والتفسيرات للنظريات السياسية والاجتماعية وما يرتبط بتياراتها اضافت الى معلوماتنا معارف جديدة على مستوى الواقع المحلي وخصوصياته وخاطبت البعد التكويني الانساني وعلاقته الجدلية النشطة بالطبيعة وقدرته على تغيير مظهرها بادوات يستحال فصلها عن الادارة الذاتية الحرة المقيدة للثقافة التي ظلت مشروعاً محاطاً بحدود صارمه عكست الانقسامات الجوهرية وتناقض النفس البشرية المحصورة بين كيان حر ومتحرك واخر اشبه بمادة خام مهيأة للصقل وخوض التجربة الموصلة الى حالة من اتحاد الفعل النشط المتزن مع مخزونات العقل .وشهدت العلاقة بينها وبين الحضارة تداخلاً في المدلولات كعملية عامة للتقدم الفكري والروحي والمادي على اساس تطابقي خلال مراحل النمو والتطور حملت في طياتها المدلولات الفنية ذات مضامين وصفية معيارية وجزئية والتي قد يضيق نطاقها ليقتصر على المجالات الابداعية الخيالية كالموسيقى والرسم والادب بقيمها الانسانية او يتسع ليتناول النشاط الفكري العام القائم على دراسة كافة العلوم بعلاقتها التبادلية لخدمة البشرية وما تحيا من اجله كالوجدان والاشباع العاطفي والبهجة الفكرية بمعناها الجوهري المحقق رفاهية المجتمع بحميمة تجعله يتعدى مرحلة المرض والوسواس وضمن سياق سياسي مستقر وعليه فانه بات من الضروري ان تشغل وعينا بالكامل وتمتد لها براعم في الحياة العامة واندماجها بين نتيجة المثقفة وعامة الجماهير واحاطتها بشبكة من المفاهيم والانشطة النامية باطراد في اتجاه تقدم العقل البشري واكتمال نضوج انسانية الفرد والمجتمع لانها الوحيدة القادرة على تصنيفها ككائن مزدوج ليشتركوا أفراداًً وجماعات في تقرير مصائرهم وتحديد موقف من الصراع القائم بين ازمة المثقفين وامكانية الثقافة في التعايش المشترك لاكثر العادات والافكار والافعال ذات الخواص المتعددة والمتغيرة وازدياد وتوسع مفاهيمها لا ساليب الحياة على مستوى الشعوب مختلفة الحضارات والخصائص والمقومات الاجتماعية .ورغم ما شهدته الحضارة الغربية في واقعها الفعلي من محاولات النيل من الشعوب غير الغربية والحط من قدرها ظلت الثقافة اكثر التزاماً بواقعية نقدها التي حرمها من العيش معها لحظات تكامل لذا فقد شهدت الالفية الثالثة نوعاً من رد الفعل الايجابي في الثقافة العربية تجلى في الموقف الجاد في كتابات العديد من المفكرين والمثقفين الرافضين للهيمنة الغربية المطلقة وبرزت حقيقة الثقافة ببعدها السياسي والاجتماعي الجديد والتي استنكرت الحضارة النفعية المبنية على اسس مادية بحثه والتمييز بين الشعوب .
|
ثقافة
الثقافة والإنسان
أخبار متعلقة