المركز الوطني للأورام
[c1]العمل بأعلى طاقة إستيعابية وتقديم خدمات مجانية[/c]تحقيق / محمد سعد الزغير في كل عام يغزو السرطان أجساد قرابة العشرين ألف يمني حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية ، ومنذ افتتاح المركز الوطني للأورام السرطانية في المستشفى الجمهوري في صنعاء في 26 سبتمبر 2005م شكل المرجعية الوحيدة لأمراض السرطان في اليمن .. ويحظى هذا المركز بالدعم الكامل من قبل فخامة الرئىس / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي تبرع بـ (500) مليون ريال والأشراف والدعم المادي والمتابعة المستمرة من قبل مكتب نائب رئيس الجمهورية وتم اعتماد (450) موازنة سنوية للمركز ، كما تم اعتماد نفقة علاج لـ (200) حالة مرضية شهرياً تتكفل بها الحكومة أو اللجنة الطبية العليا بمبلغ (200) ألف دولار لمصلحة المركز .كما يحظى المركز بدعم رئاسة الوزراء واللجنة الدولية للطاقة الذرية وأمانة العاصمة والمؤسسات وأهل البر من رجال الاعمال والتجار ، ورغم كل الجهود المبذولة من قبل أطباء وممرضين وممرضات هذا المركز وفي ظل الاعداد المتزايدة للمرضى من كل الجمهورية فالمركز مازال بحاجة ماسة ودائمة إلى الدعم المستمر من قبل الجميع .ماهي حجم مشكلة مرضى السرطان في اليمن ، وأهمية ودور هذا المركز الوطني والخدمات التي يقدمها ؟ وماهي الانجازات المحققة خلال المدة البسيطة منذ التأسيس ؟ مخاطر المرض والتجهيزات المتوفرة الآن ، دور ونشاط الاطباء والممرضين وغيره تناقشها من خلال هذا التحقيق الصحفي وكانت النتيجة :[c1]الواقع والطموح [/c]منذ اللحظة الاولى لولوج المركز الوطني لاورام السرطان في المستشفى الجمهوري بصنعاء ينتاب المرء شعور الخوف وربما الأمل والدعاء إلى الله تعالى ليشفي الناس من هذا المرض الخطير الفتاك ، وعند الدخول إلى الاقسام نجد الهدوء ونظافة الغرف والممرات والمراحيض ، الممرضون والاطباء الابتسامة التي لاتفارق وجوههم ، وهي الانطباعات التي قد يسجلها الزائر إلى الاقسام لأول مرة .قبل افتتاح المركز في 26/ سبتمبر 2005م كانت قائمة المرضى تحتوي على (1200) مريض فقط يتلقون العلاج الكيماوي والعلاج بالاشعة .. أي لم تكن هناك احصائيات دقيقة عن حجم هذا المرض . اليوم ومنذ الافتتاح في سبتمبر 2005م شكل مركز الاورام السرطانية في العاصمة صنعاء المرجعية الوحيدة في اليمن .. والحقيقة ان خطر هذا المرض والاهتمام بالمرضى اخذت في الواقع العملي الجاد والادراك لمخاطره خاصة بعد نشر تقديرات منظمة الصحة العالمية أن (20) ألف يمني يصابون بهذا المرض ، حيث تصل نسبة الوفيات إلى 60 أي تسعة آلاف شخص سنوياً ،ويتماثل للشفاء من 25 إلى 30 ويعيش من 10 لأكثر من 30 واحتلت سرطانات الجهاز الهضمي المركز الأول بنسبة 13و8 يليه سرطان الفم واللثة 10و7 و ينتشر في الحديدة بشكل خاص ، ثم سرطان الغدد اللمفاوية بنسبة 10و5 يليه سرطان الثدي 10و4 وسرطان الدم 8و9 يتكون المركز الذي كلف بناؤه (140) مليون ريال من ثلاثة أقسام رئيسة هي : قسم المنطقة الساخنة منطقة الاشعاع وتحتوي حالياً على جهاز اشعاع ( كوبالت 60) لمعالجة المرضى بالاشعاع النووي .. والقسم الثاني هو قسم منطقة التخطيط والمحاكاة ، وفيه يتم حماية المناطق التي لاحتاج للأشعة في جسم المريض وتركز الاشعة على المناطق المصابة فقط .أما القسم الثالث فهو قسم الرقود والمتابعة ويشكل حالياً قسمين قسم رقود الرجال والثاني مخصص للنساء والاطفال .ويعمل المركز الوطني للاورام بطاقة (50) سريراً في مرحلته الاولى ، ويعمل في المركز (10) اطباء اخصائيين وخمسة اطباء عاملين و (15) ممرضاً بينهم فيزيائيان وفنيان فيزيايتان تابعان للجنة الوطنية للطاقة الذرية ، واضافة إلى خمسة فنيين والاشعاع ويدير المركز الدكتور / نديم محمد سعيد ناجي استشاري الامراض الباطنية واستشاري امراض الاورام والدم .[c1]جهود كبيرة[/c]الأخ الدكتور / علي الاشول ـ طبيب الاورام نائب المدير العام للشؤون الفنية كان أول من استقبلنا اثناء الزيارة الميدانية للمركز وحدثنا قائلاً :يعتبر هذا المركز المرجع الوحيد في الجمهورية انجازاً كبيراً جداً لليمن ويقدم خدماته مجانية للمرضى الذين يرتادون هذا المركز ، وكذا الأمر لمرضى قسم الرقود والمتابعة الذين يزيد عددهم عن (44) مريضاً في الطابقين الأول والثاني نصفهم من النساء واعتقد ان يشكل الطاقة الاستيعابية القصوى للمركز حالياً .ونحن نولي المرضى أهمية كبيرة في التعامل وتقديم الخدمة الطبية ويبذل الجميع جهوداً كبيرة دون استثناء ومن المهم جداً للمرضى أو الزوار أو غيرهم ان يفهموا خصوصية هذا المركز باعتباره يخدم لجميع محافظات الجمهورية وليس خاصة بمدينة دون اخرى ، وكذلك مطلوب تفهم خصوصية العمل داخل المركز وطبيعة عمل الكادر وما يتعرض له من مخاطر وقيامه بمواجهة العدد الكبير من المرضى ، ومن ذلك نقص الكبائن لتحضير العلاج الكيماوي .[c1]إنجازات المرحلة الأولى [/c]اعتقد ان انجاز المرحلة الاولى من المركز شكلت نقلة نوعية مهمة في تقديم الخدمات المجانية للمرضى والزوار لمتابعة العلاج وتشكل 40 من المركز المفترض ، وهذه نسبة لن تغطي حاجة مرضى السرطان في الجمهورية حتى عند اكتماله .والمرحلة الثانية تتعلق ببناء عيادات خارجية ، ومركز تشخيصي لاستكمال الاقسام الضرورية المتبقية كمختبر الانسجة وقسم جراحة الأورام وقسم الطب النووي والعلاج بالمناظير المشعة . ويوجد حالياً أحد الاجهزة للمحاكاة الاشعاعية وأحدث تجهيزات لغرفة التدريع والحماية من الدعم الذي قدمه فخامة رئيس الجمهورية .وفي اطار التعاون مع اللجنة الوطنية للطاقة الذرية فقد قامت منذ 98م بتدريب الكادر في المركز من اطباء وفيزيائيين ومدنيين في مجال العلاج الاشعاعي ، وباهداء اليمن أول وحدة معالجة بالاشعاع CO60) ) ونظام التخطيط العلاجي وتجهيزات خاصة بغرفة التدريع والحماية لبدء العمل .والواقع منذ قدوم المريض للمركز يحظى بالرعاية والاهتمام والتشخيص وتقديم الخدمة الطبية الضرورية له بعد دراسة حالته وقبل ذلك يتم تجهيز الملف الطبي للمريض من وصفة الطبيب المعالج للحالة والفحص النسيجي للمريض وبطاقة الدواء اضافة إلى فحص الدم واربع صور شمسية ، ولا يدفع المريض أي مقابل على الخدمات التي يوفرها المركز فكل الخدمات مجانية فيه طبعاً باستثناء مبلغ (200) ريال اجرة الكشف الطبي لأول مرة والفي ريال رسوم للجنة الطبية العليا ، حتى ان المركز يعفي الفقراء من دفع هذه الرسوم .[c1]العلاج بالاشعاع من أهم وسائل علاج السرطان [/c]على الرغم من أن المركز لديه أجهزة طبية حديثة تمكنه من معرفة أو تحديد منطقة الدم السرطاني بدقة عالية جداً وبالتالي يمكن اعطاء المريض جرعات اشعاعية عالية للورم دون ان تتأثر الانسجة السليمة المجاورة ، إلا أننا بحاجة إلى الكثير وخاصة جهاز المعجل الخطي وهو علاج بالاشعة الالكترونية التي يولدها هذا الجهاز وفترة العلاج بالاشعاع تختلف باختلاف الهدف من العلاج فمثلاً في حالة العلاج الشافي بغرض الشفاء لمرض سرطان الثدي والبلعوم والفم فان فترة العلاج تتراوح ما بين (5 ـ 6) اسابيع بحيث نعطي جرعة كلية تتراوح بين ( 6 ـ 7) ألف وحدة اشعاعية بواقع خمس جلسات اسبوعية والجلسة الواحدة تتسغرق دقائق قليلة .أما في حالة العلاج الاشعاعي التخفيضي يتم مثلما في حالات علاج ثانويات السرطان (الانتشار) في العظام والدماغ وفترة العلاج تتراوح ما بين يوم واحد إلى عشر جلسات حسب الحالة .دائرة العلاج بالاشعاع خففت من معاناة المرضى اليمنيين الذين كانوا يذهبون للعلاج في الخارج وهذا يستغرق فترة طويلة كما أنه قدم خدمة كبيرة للمرضى غير القادرين على السفر للخارج وهم 60 من مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى العلاج الاشعاعي في مرحلة من مراحل العلاج والذي يعتبر من أهم وسائل العلاج للسرطان واثبتت الدراسة العلمية في أوروبا وأمريكا انه من انجح الوسائل لعلاج السرطان .[c1]حقائق وأرقام [/c]في الحقيقة الاحصائيات التي ذكرت ان عشرين الف حالة في اليمن هي تقريبية .. ولكن اذا كان سكان اليمن 20 مليون نسمة بالتالي لدينا 20 ألف حالة سرطانية تقريباً وهذه احصائية تقديرية لانه لايوجد لدينا سجل وطني للسرطان حتى الآن ، ولكن ثبت في دول عربية شقيقة ان الاصابة بمعدل ألف حالة لكل مليون نسمة .. وعليه فنحن نحتاج في اليمن حسب ذلك إلى ما بين (6 ـ 7 ) مراكز مجهزة تجهيزاً كاملاً .أما بالنسبة لاحتياجاتنا فالمركز ينقصه اولاً انشاء المركز واللائحة المنظمة لذلك ونسعى إلى ذلك منذ عام كامل كما أننا نحتاج إلى رفع موازنة المالية السنوية التشغيلية لان الموازنة الحالية تستخدم لشراء الادوية فقط ولايوجد لدينا بنود الدعم الابحاث العلمية والتدريب المستمر والمشاركة في المؤتمرات الدولية لان الاهتمام بالكادر هو استثمار بحد ذاته .كما أننا نطلب بأن يكون المركز معهداً اكاديمياً حيث وهو الأول في الجمهورية وان يضم كل الكادر إلى الكوادر الجامعية ، كما أننا بحاجة إلى المختبرات المتطورة واجهزة تشخيصية اشعاعية مثل الموجات فوق الصوتية ـ التصوير الطبعي المحوري ـ جهاز الرنين المغناطيسي حتى يستطيع تقديم خدمة متكاملة ونحتاج إلى استكمال بناء المرحلة الثانية حيث وقدرة المركز الاستيعابية الحالية لاتتناسب مع احتياجات السكان لاننا نعمل الآن بثلاث اضعاف القدرة التشغيلية .وتعالج دائرة الاشعاع يومياً من 90 ـ 100 حالة سرطانية وهذا يوفر للبلاد عملة صعبة بمعدل 90 ألف دولار يومياً كما انه يحد من السفر للعلاج في الخارج للمرضى.كما نتمنى مستقبلاً ان يتم بناء مركز لعلاج سرطانات الاطفال .[c1]أكثر من 90%من الحالات العلاجية مجاناً [/c]أما الأخ الدكتور / نديم محمد سعيد مدير المركز كان مسك الختام للاستطلاع الصحفي عن هذا المركز الحيوي المهم الذي بحاجة ماسة فعلاً لمواصلة تطويره نجاحه في تقديم خدمة علاجية مجانية وتحدث قائلاً :الواقع المركز يقوم بمهام غير عادية ويعمل ليلاً ونهاراً فوق طاقته .. والعمل يتركز على جهاز واحد في الوحدة الاساسية لاننا حريصون جداً على أن يحظى جميع المرضى الواصلين للعلاج لهذه الخدمة لذلك تتضاعف الجهود من 9 صباحاً ـ 11 ليلاً .أما قسم الرقود يعمل على مدار الساعة حتى في الاعياد والمناسبات والعطل الرسمية يعطي فيه العلاج الكيمائي للمرضى .أما بالنسبة للحالات المرضية والتسجيل الطبي للحالات لايمكن الافصاح عنها لان الحالات للعام 2005م تأتي نهاية 2006م لكن يمكن القول ان سرطان الثدي لدى النساء يعد في الدرجة الاولى وعنق الرحم والرأس عند الرجال .. خاصة وان القات اصبح في بلادنا مشكلة ، كونه يرش بالسموم والمبيدات التي تسبب السرطان في المري والفم والبلعوم والرئة للرجال وللنساء من التدخين في أوروبا .يوجد في اليمن قائمة الانتظار ما يقارب سبعة آلاف مريض يعالجون اشعاعياً كيماوياً ، ونسبة من الحالات تذهب إلى الخارج وتأتينا المعلومات الواردة عنهم من الأردن ومصر متأخرة ويستقبل المركز يومياً (8 ـ 10) اشخاص جدد ويصل عدد المراجعين القدامى (30 ـ 40) يومياً يتوافدون على العيادات الخارجية .بالنسبة للخدمات العلاجية تتم من خلال التكامل بين المركز ووزارة الصحة حيث توفر الوزارة العلاجات الكيماوية للمرحلة الاولى التي يستخدمها المريض بشكل سريع عام .. ويقدم المركز بما يسمى بعلاج المرحلة الثانية .. وهناك علاجات مكلفة قيمة الجرعة الواحدة تصل إلى (2500) ألف دولار وتستخدم لمدة 21 يوماً .وفي الحقيقة المركز يسخر الميدانية لشراء مثل هذه العلاجات وجميع المرضى الذين يأتون للعلاج لايدفعون أي مبلغ فالرقود مجاناً والمحاليل الوريدية وعلاج آخر قبل ابر (الطرش) التي تصل قيمة الواحدة إلى اربعة آلاف ريال وتعطي بمعدل ابرتين في اليوم للمريض يومياً مجاناً كما توجد لدينا صيدلية المؤسسة الخيرية التي تسهم بـ 50 من قيمة العلاج ونستطيع القول ان 90 من الحالات المرضية تتلقى العلاج مجاناً وبهذا الخصوص ادعو بيوت الخير والتجار للمساهمة ونحن لانريد ان نستقبل مبالغ نقدية وانما شراء علاجات لمن لديه القدرة ويوردها بسند توريد رسمي ، ويمكن لمن يقدم الدعم للمركز الاشراف والمتابعة والاطلاع والمعرفة التامة بالدعم والمركز يقدم الخدمات مجاناً ولايزال .