التنكر بالزي والمظهر العام أمر وارد جداً في حياة عناصر تنظيم "القاعدة" في السعودية، كأن لا يكون العنصر ملتحياً، وذا ثوب قصير، أو أي مظهر التصق بطبيعته الدينية، وليس في ذلك من إساءة إلى اللحية أو الثوب القصير. القصة مع "أبوعبدالله النجدي" مختلفة تماماً، وذكرتني بقصص بعض انتحاريي 11سبتمبر، فهذا الشاب، الذي طال البحث عنه وتأخرت عملية القبض عليه، لا أشك أن بتنكره قد أصاب ملاحقيه بالحيرة، فمن يلتقي مع فتاة في خلوة غير شرعية في مقهى في شارع التحلية، لن يدفعك إلى الشك ب "قاعديته"، كما من يظهر ب "تسريحة شعر" بالغة النعومة، وملابس أجنبية ضيقة، لن تظن فيه إلا أن يكون من "إياهم"! لكن "أبوعبدالله النجدي" فعل كل ذلك ! بدأت الحكاية أمنياً مع "النجدي" من خلال ما توفر لدى أجهزة التحقيق عن شخص يتولى العمل الإعلامي للتنظيم بعد القبض على عبدالعزيز الطويلعي (أخو من طاع الله) قبل عامين. ورد أنه يسعى إلى إعادة تنشيط "القاعدة" إنترنتياً، وشيئاً فشيئاً، ومع تساقط عدد المتواصلين معه "إنترنتياً"، كان لفريق التحقيق أن يضيق الخناق عليه، ويقترب من جغرافيته، التي حسم أمرها في مدينة الرياض. استمر نشاط "النجدي"، لتدور الشكوك حول شخصه، فكانت أجهزة الأمن قد تعرفت عليه إلى حد ما، لكن مظهره وتصرفه كانا يشككهم حول هويته، فما كان أمامها سوى التحقق أكثر وأكثر. ومن الأشياء المثيرة، أنه في وقت الرقابة اللصيقة والمشددة، كان لا يبدو عليه القلق، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، أن حرص على حلق لحيته وارتداء الجينز والقميص المشجر، مع طريقة مشي تبعد المراقب تماماً عن فكرة كون هذا الشخص "مجاهداً سابقاً في الخارج"! لم يتوقف الأمر لدى "النجدي" عند الملبس وطريقة المشي، بل بالغ في الصورة، فحرص على إقامة علاقات نسائية خاصة، فتعرف على فتاة، وبات يلتقي بها في مقاه ومطاعم راقية في الرياض، دون أن تتأخر هدايا العطور وما شابه، ويبدو أن حسن الحظ قد حالفه، فلم يكن لفرق هيئة الأمر بالمعروف فرصة للقبض عليه في هذه الخلوة غير الشرعية. كما أنه أخذ يمضي وقتاً طويلاً في مقهى معروف في شارع التحلية في الرياض، كحال أي شاب فارغ يتسلى بخدمة الانترنت اللاسلكية وبالفرجة على السيارات العابرة والنساء. ونهاية "النجدي" كانت في القبض عليه، بعد أن حسم الأمر حول هويته، في مستوصف خاص في الرياض، ووقتها كان يحمل كيساً صغيراً يحوي قارورة عطر ينوي إهداءها إلى فتاة تعرف عليها حديثاً. وقد قال في التحقيق إن هذه الفتاة ليست جميلة، ولا تستحق الهدية، التي لم يتسن له تقديمها. الأهم، أن الفتاة لم يحالفها الحظ، وإلا لبات اسمها لاحقاً "أم دجانة"! "أبوعبدالله النجدي" عنصر "قاعدي" محترف، وليس مريضاً نفسياً. عرف كيف يمارس التضليل، حتى لو ارتضى لنفسه ذلك المظهر.[c1]نقلا عن/ جريدة "الرياض" السعودية[/c]
مفاجأة في شخصية "وزير إعلام قاعدة السعودية "
أخبار متعلقة