سقطت ( الافيال ) وفاز الفراعنة :
كتب / جميل عبدالوهاب مساء الجمعة الماضية 10/2/2006م شهدت المباراة النهائية لبطولة كأس الامم الافريقية في نسختها ال (52 ) واحتضنت قاهرة المعز هذا اللقاء الذي جمع فراعنة مصر بافيال ساحل العاج ، وبحضور جماهيري ضخم ، حيث كان في مقدمة الحضور الرئيس المصري حسني مبارك . . المباراة كانت عبارة عن مواجهة ( الاقوياء ) ظهر كل منتخب مثل ( ذئب ) يرقب الآخر لافتراسه .. امتعنا المنتخبان بمنطق كروي جميل وسبل جديدة في الفكر الكروي .. فنياً وبدنياً ، وتكتيكياً ، وقوة وحماسة اظهرت روح الفروسية .. واكد كل منتخب بأن له هويته الكروية . . وكان بامكان المنتخب المصري حسم الموقعة الكروية من ضربة الجزاء في الشوط الاضافي الاول والتي اهدرها احمد حسن .. عموماً ( 120 ) دقيقة هي عمر المباراة بوقتها الاصلي والاضافي اكدت بأن الكرة الافريقية تسير تصاعدياً وفي الاتجاه الايجابي .. صرحاً ونظاماً تساير العصر الكروي الحديث . وعند الاحتكام لضربات الجزاء لحسم اللقاء وتحديد البطل كانت الغلبة ( للفراعنة ) والذين قالوا كلمتهم الفصل امام ( افيال ) ساحل العاج بتسجيلهم (4) ركلات جزاء مقابل ركلتي جزاء وجاءت الركلة الرابعة ( للفراعنة ) بقدم النجم ( ابوتريكا ) لتعلن ( رسمياً ) تحقيق المنتخب المصري الشقيق بطولة كأس الامم الافريقية للمرة الخامسة .. هذا الفوز باللقب للمرة الخامسة يحمل دلالة هامة ، كونه جاء على حساب منتخب ساحل العاج ( القوي ) والذي تأهل لبطولة كأس العالم القادمة والتي ستحتضنها جمهورية المانيا الاتحادية .. ومع اعلان حسم ( الفراعنة ) للمباراة والتربع على هرم الكرة الافريقية .. تعالت الفرحة في ارجاء الملعب وفي مختلف مدن مصر المحروسة .. البعض عبر عن فرحته بالصراخ والبعض الآخر بالدموع ، وهناك من اعتمد الصمت .. فالصمت ( احيانا ) يكون اكثر تعبيراً عن الفرح ( رمزياً ) .. وكان هتاف : ( من اسوان الى اسكندرية الفرحة مصرية ) ابلغ تعبير عن لحظة الزمن الجميل . . ولعل الاشارة الى نجاح الشقيقة مصر في ( احتضان ) بطولة كأس الامم الافريقية ال (25) بأن هو نصراً كبيراً ( للفراعنة ) لايقل عن نصرهم وفوزهم ( بالبطولة ) والتي تحتل في اهميتها وقوة المنافسة فيها المرتبة ( الثالثة ) بعد بطولة كأس العالم ، وبطولة كأس الامم الاوروبية . صحيح ان الاشقاء في مصر المحروسة تعرضوا ويتعرضون ، لبعض الكبوات الكروية - ككيان - يعني اتحاد الكرة - مما ينعكس سلباً على مستوى اللعبة .. ولكنهم يجيدون تجاوز مثل هكذا كبوات بسرعة قياسية وبالتالي صياغة واقع يخدم مصلحة الكرة المصرية وامتلاكهم لرغبة رفض مايسيء لواقعهم الكروي .. ومهما بلغت كبواتهم الكروية الناجمة عن بعض التناقضات هنا .. وهناك الا انه سرعان مايتم تجاوزها بكثير من العقلانية . نهاية المطاف *. اكد الكابتن حسن شحاته مدرب المنتخب المصري الشقيق بأن الكفاءات التدريبية الوطنية قادرة على الانتصار لمنتخباتها الوطنية .. شريطة زرع جوهر التحدي في ذات هذه الكفاءات ولاعمل على اكتشاف مسار التطور في عقليات هذه الكفاءات .. باعتبار التطور هنا هو بداية وليس نهاية !! - ونحن تحدثنا في هذه التناولة الصحفية عن النجاح الكبير الذي حققته الشقيقة مصر في ( استضافتها ) لبطولة كأس الامم الافريقية ال (25) اولاً .. ومن ثم حصد ( البطولة ) .. ثانياً واشرنا الى عديد اسباب ادت الى ذلك .. وفي ذات الاتجاه نسأل : متى سنتحلى نحن في بلاد - الايمان والحكمة - بقدرة على انتاج فكر كروي إداري عقلاني وراق . - ومتى سنكتسب الاحساس بالتماسك والصفاء والنقاء .. بعيداً عن تصورات الذات الخطرة او البديلة او النقيضة . او التصورات ( الدونية ) - احياناً .. ومتى سنتخلص من شرط التصور الضدي لوضع كياننا الكروي . > بالتأكيد - سنظل نمثل الجهل والتخلف الكروي بأعلى مراحلها .. طالما ونحن نسعى لحجب معرفتنا بواقعنا الكروي ونغلف هذا المسعى بسرابيل من المعطيات التي يفتقر اليها واقعنا الكروي من زاوية ( الذات ) .. هنا ستظل الرؤية مضطربة ، ومصدراً لكثير من الاخطار الناشئة من انعدام قدرتنا على التعامل مع الواقع الذي نعانية ، تعاملاً بتكافأ اوينبع من معطيات هذا الواقع !!