بدأت أحزاب المشترك تجني حصاد بشاعة أعمالها التضليلية بطريقة تبعث على الحزن.. نعم نهاية (المحنش للحنش) فبعد سنوات من ممارسة أساليب الكذب والتضليل والمغالطات والخداع والنكوص بالعهود والاتفاقات يأتي الدور عليها.. بعد أن تجرع الشعب مرارة أفعالها.. وكما يقال: (انقلب السحر على الساحر).. فنجد نواب كتل المشترك بلعوا السم.. وصدقوا أن اتفاق فبراير هو البديل عن الشرعية الدستورية.. وهاهم يقعون وبطريقة مخزية ضحايا في حفر التضليل والكذب والمغالطات التي ظلوا يروجون لها ليل نهار.. معتقدين أن الشعب سيصدقهم.. وأن بإمكانهم عبر هذه الأساليب الرخيصة والمبتذلة الوصول إلى القصر الجمهوري، دون الحاجة الى الانتخابات ويقولون لأنفسهم: (ببلاش.. إن سبرة مرة وحمار.. وإلا.. هدار في هدار).. لكنهم لم يدركوا كارثة هذه الاساليب على أعضائهم الذين اصبحوا يتعرضون لهزائم سياسية ونفسية وانتكاسات فكرية ويعانون من الهستيريا في كل مكان بعد أن اكتشف العالم- بنجاح خليجي 20 - أن اليمن تتعرض لحملة إعلامية تضليلية حاقدة من قبل أبواق المشترك وان كل ما ظلت تروج له غير صحيح.قيادات المشترك لم تتنبه الى هذا التطور الجديد في الرأي العام بسبب عقلياتها المتحجرة، وظلت تنفخ في الكير السابق نفسه وتواصل حفر الحفر الكيدية والتآمرية في محاولة للنيل من السلطة.. ولم تدرك أن (حبل الكذب قصير) كما يقول المثل.. فإصرارها على الفرعنة ورفضها التعامل بجدية ومسؤولية مع القضايا الوطنية.. قد جعلها وبعقلية الطغاة تمارس الانتقام من قيادات الصف الثاني داخل أحزابها.. وتقدمهم كقرابين غير مأسوف عليهم لمذابح ترف غير مقدسة. ولم تنحصر جغرافية حفرة المشترك في داخل قاعة البرلمان فقط.. فهاهم إعلاميون في أحزاب المشترك، يحاولون وبسذاجة انتزاع موقف أمريكي يجمل قبح وغباء قرارات قيادات تلك الأحزاب.. وبابتذال مفرط يقوم اصلاحيون بمحاولة إقناع الأمريكيين أن اتفاق فبراير أصبح بديلاً عن الدستور والقوانين.. وان إجراء الانتخابات أصبح انقلاباً على الديمقراطية و.. و..إلخ.. الثلاثاء الماضي أكد مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، أن بلاده مع إجراء انتخابات برلمانية في موعدها المحدد .ومن ضمن ما قاله في المؤتمر الصحفي الذي عقد في السفارة الأمريكية بصنعاء، وحضره اصلاحيون: «نعلم أن لديكم انتخابات برلمانية العام المقبل، وبالتالي أمام البرلمان دور مهم يلعبه، ومن الأهمية بمكان أن تجري الانتخابات ، وينتج عنها برلمان ذو مصداقية بالنسبة للشعب اليمني».. يكون قادراً على التعامل مع بعض التحديات التي تواجهها البلاد. لكن ذلك لم يرق لصحافيي المشترك، فحاولوا من خلال أسئلتهم انتزاع موقف أمريكي يغطون به فشل قياداتهم دون جدوى.. فقد اعترف موقع المتشددين في حزب الإصلاح (مأرب برس) بأن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية رفض الإجابة عن اسئلتهم المتعلقة بهذا الشأن.. بحسرة قالوها: (ولم تفلح محاولة ثالثة لـ«المصدر أونلاين» في انتزاع إجابة واضحة عن موقف الولايات المتحدة إزاء قرار المؤتمر دخول الانتخابات). بيد أن فيلتمان جدد التأكيد على أن «الانتخابات هي عبارة عن تقديم اختيار للناخبين، وفي الأساس يجب أن يمارس الناخبون هذا الاختيار».موقف كهذا جعل طالبان الإصلاح يعربون عن خيبة أملهم وسخطهم من الموقف الأمريكي وجاء ذلك بشكل واضح في موقعهم: (أما الدبلوماسي الأمريكي فيلتمان الذي يزور اليمن للمرة الثانية منذ توليه منصبه كمساعد لوزارة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في 18 أغسطس 2009م، فتحدث أيضاً عن أن اليمن قادمة على انتخابات في إبريل من العام المقبل، وهو خطاب مغاير لما درجت على ترديده الولايات المتحدة طيلة العامين الماضيين بشأن موقفها من الانتخابات في اليمن).وكالعادة عاد الاصلاحيون من السفارة الأمريكية لدفن رؤوسهم في التراب، ولم يتساءلوا: لماذا تزج بهم قيادات حزبهم إلى هكذا مواقف.. وجعلهم محل تندر وسخرية الآخرين؟.لكن الأكثر حماقة من ذلك أن نواب كتل المشترك بدلاً من أن يدافعوا عن الدستور والقانون، ويطالبوا بمحاسبة قياداتهم التي تتحمل مسؤولية عدم تنفيذ ما جاء في اتفاق فبراير.. نجدهم يحاولون إقناع الرأي العام بأن على الأغلبية البرلمانية أن تخضع للأقلية.. أهكذا الديمقراطية؟! رغم أنهم لا يمثلون سوى (20 ٪) في البرلمان.. هذه المسرحية المخجلة يجري عرضها على الملأ نهاراً جهاراً عبر أولئك القرابين، فيما قيادات المشترك تتوارى بعيداً، وتستمتع بمشاهدة نواب كتلهم يشهرون بأنفسهم أمام الناس.. ويقومون بدور الدراويش وهم يصرخون بسذاجة مطالبين بإلغاء قرار الأغلبية البرلمانية.. فهذه هي الصورة المقتمة للنشأة الديكتاتورية لنواب المشترك.. فما الفرق بينهم وبين ستالين.. بينوشية.. موسيليني.. هتلر.. وهم يحاولون اخضاع الاغلبية للأقلية..؟! فعلاً.. هذا التعري السياسي لم يشهد له التاريخ المعاصر مثيلاً.
أخبار متعلقة