بدأ يوم السبت الماضي المؤتمر العام الرابع لنقابة الصحفيين اليمنيين المنعقد في العاصمة صنعاء لثلاثة أيام بمشاركة 1277 صحفيا وصحفية. وحضر جلسة افتتاحه فخامة رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح, بالإضافة إلى جيم أبو ملحة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين, وحاتم زكريا الأمين العام المساعد لاتحاد الصحفيين العرب.وسيكون أمام الصحفيين مهام كبيرة, أعرف أنهم سيخرجون مثلا بانتخاب نقيب جديد خلفا لـ«نصر طه مصطفى», ولا أدري من سيكون من المرشحين الأربعة (احدهم امرأة), وإن كانت التكهنات (تجزم) لصالح هذا دون ذاك. وكذلك مناقشة مشروعي التعديلات على النظام الأساسي وميثاق الشرف الصحفي, وغيرها.. غير أن هذه مهام بديهية من الاعتياد الطبيعي أن تتم بهكذا صورة, وما هو أعظم وأجل وفي مقدمة كل شيء, مهنية هذا الصحفي وتلك الصحفية وكيفية نقل هموم ومعاناة المجتمع بأمانة وإخلاص للمهنة الصعبة والشاقة, وكذلك الوقوف أمام ما يتعرض له الصحفيون اليوم في مختلف مناحي الحياة من مضايقات شتى تصل إلى حد يصعب تصوره, ولكم هي أمنيتي أن نوضع حدا لها, وكلنا من الواجب أن نشارك في ذلك دفاعا عن الكلمة والحرف وواجهة المجتمع المدني الذي ننشده .ولعل ما جذبني في الجلسة الافتتاحية بعض مما جاء في كلمة فخامة رئيس الجمهورية, والمتضمنة لمجموعة نقاط أراها مهمة, تقف في مقدمتها إسقاطه العقوبة التي كانت أُقرَّتْ ضد الصحفي عبد الكريم الخيواني, وتوجيهه لوزارة الإعلام بإعداد مشروع قانون لإنشاء قنوات فضائية وإذاعية وتليفزيونية غير حكومية لأفراد كانت أم جهات, وأصاب فخامته عينَ الصواب حين قال - وهو بديهي جدا - أنه لم يعد بإمكان أي شخص أن يكون حاجزا لثورة المعلومات أو يقف أمام القنوات الفضائية, وكما قيل على من يفعل ذلك أنه يثير ضحك الثكالى. وأيضا توجيهه لوزارة الإعلام بالبث في طلبات الترخيص لإصدار صحف جديدة, واطلاع الصحفيين على ما يدور في مجلس الوزراء عقب كل اجتماع أسبوعي (الواحدة والنصف من ظهيرة كل ثلاثاء)عبر متحدث رسمي.كل هذه تشكل ملامح جميلة, وبوادر أمل مضافة, وبتطبيقها عمليا فإنَّا فعلا روَّاد (قدر الإمكان) في مجال حرية الرأي والتعبير.وكما اعتقد فإن الأمل الكبير ليس مجرد عقد مؤتمر وانتخاب نقيب وعضوية مجلس نقابة (وإن أصبح هذا تحقيقا لأمل في زمن بدأ يحسب أقل شيء أملا) بل هو في مدى مقدرة النقابة في الانتصار للقيم النبيلة التي تعطي الحق والكرامة والحرية للصحفي والصحفية (المهنيَّين), والعمل بوتيرة جادة مع عدد من الأطراف؛ لتنال الصحافة حقوقها كاملة (دائما ما نقول كاملة, وإن جاء القليل منها وببطء) ولتتبوأ عرشها الجليل بشكل يجعل منها بصدق ومهنية الراعي الأول والأمين عبر تلمسها وإثارتها لهموم وقضايا المجتمع وتعليمه وتثقيفه, وأن لا تبقى منشغلة بأتون السياسة هنا أو هناك بأي شكل من الأشكال.ونأمل من ضمن ما نأمل أن يكون الصحفي وجها مشرقا في سلوكه وحفاظه على الأمانة العظيمة, إذ أنهما شاهدان أمينان (من المفروض أن يكونا كذلك) يدونان أحداث الحياة اليومية, وأن لا يتعرضان لمزيد من الانتهاكات والتضييق.للمؤتمر العام الرابع لنقابة صحفيينا كل الأمل بالتقدم وتجاوز الأخطاء, والسعي نحو آفاق رحبة وضاءة.. نصب عينيها كل شيء جميل.[email protected]
|
اتجاهات
المهام كبيرة
أخبار متعلقة