جماليات الأزياء اليمانية بين المظهر الحضاري
د. لينا عقيل العباديأزياء الشعوب هي عادة انعكاس لبيئاتهم وثقافتهم وتعدد الازياء التقليدية لأي شعب من الشعوب هو دليل ثراء وزخم ثقافة هذا الشعب عن غيره واليمن خير شاهد على هذا التنوع الفريد في أزيائها بصفة عامة وأزيائها الرجالية بصفة خاصة والتي تختلف الاخيرة من منطقة لأخرى حسب بيئة وثقافة تلك المنطقة فلباس رجال أهل تهامة يختلف عن سكان أهل صنعاء والذي بدوره يختلف عن أزياء أهل ذمار والذي يتميز عن أزياء أهل تعز أو في منطقة يافع وليس هذا فحسب بل أن هناك أزياء تعكس وظيفة أو طبقة الشخص ففي حضرموت على سبيل المثال تختلف الازياء تبعاً لاختلاف الطبقة فملابس السادة مختلفة عن ألبسة السلاطين وعن لباس عامة الشعب .هذا الثراء بالازياء الشعبية والذي يرسم جذور العراقة اليمنية وتشعبها الفريد في الازياء اليمنية لا يعني أبدأ أن أجمل أزيائنا الرجالية تلبس على نطاق واسع في اليمن فملابس شخصية اجتماعية وسياسية مهمة مثل الشيخ عبدالله الاحمر بلباسه الانيقة الملفتة لا نجدها منتشر بالشكل الذي يتناسب وجمال الطريقة والاسلوب الذي يتبعه في لباسه لهذا الزي حتى أن أولاده أنفسهم لا يتبعون أسلوبه في طريقة لبسه وهذا ما قد يفسر لنا بأن أجمل أزيائنا اليمنية غير منتشرة بالشكل المطلوب بل أن الازياء الدخيلة على الزي اليمني منتشرة أكثر بكثير من الزنة العربية أو الثوب الابيض بربطة الرأس الانيقة حيث اضحت الازياء الحالية عبارة عن مزيج بين قديم وحديث بشكل غير منظم بل غير متناسب حتى مع احجامهم فننشاهد رجل ممتلئاً يرتدي جاكتاً ضيق جداً ورجل نحيف بجاكت لمقاس إكس إكس لارج!؟ ولو أخذنا صورة تجمع ناس من اليمنيين فسنجد الصورة التالية رجل يلبس ثوب ابيض وبخنجر في وسطه وربطه على رأسه وجاكت او بما يسمى الثوب وآخر بفوطة كاروهات وقميص ملون وجاكت والشماغ او بما يسمى الكشيدة على الظهر وآخر يلبس المعوز وقميص ابيض وربطه للرأس من شخص الى آخر تبعاً لشخصية كل شخص وتتنوع أشكال الخنجر من لبس لآخر هذه الصورة إذا قارنها بصورة تجمع أناس من باكستان أو من الامارات او تجمع لرجال غربيين سنجد أن الصورة اليمنية متنافرة جداً لأنها غير متناسقة لا بالشكل ولا باللون ولا تتبع نمطاً معيناً فلا يوجد زي وطني يلبسه غالبية أهل اليمن بل إنني أجزم لو أن يمنياً من العهد القديم رأى ما يلبسه اليمنيون لأثارت أزيائنا وطريقة لبسنا اندهاشه من الاستحداثات الغير جميلة على الازياء اليمنية والذي يشوه صورة اليمنيين في أذهان الشعوب الاخرى ولأننا في عصر بدت المظاهر هي أولى سمات التمدن واضحت الخصوصية في أي مجتمع إن لم تضف شيئاً جمالياً للعالم فهي تطمس شيئاً مهماً هو ترسيخ الشخصية اليمنية في أذهان العالم فلباسنا والذي كان بالاصل غالبه البياض وهي أرقى الألوان لدى العرب استبدل بفوطة كاروهات بجميع الالوان وقميص ملون وازيحت جمالية ربطة الرأس البيضاء الى شماغ لا يتناسب والالوان الجديدة التي يكتظ بها لباس بعض اليمنيين أضف عليها أن بنية وهيئة رجالنا لم تعد بتلك القوة والعظمة كما تصورها لنا النقوش القديمة ربما نتيجة القات والفقر الذي يؤثر على صحة وبنية اليمنيين والذي يرسم صورة غير ايجابية تضاف الى الطريقة الدخيلة والاسلوب في إرتداء الملابس اليمنية التقليدية لذلك نتمنى من وزارة الثقافة الاهتمام بالازياء الرجالية وخصوصاً الانيقة منها والمتناسبة مع العصر ومحاولة إخراج هذه الملابس من المتاحف الى السوق اليمني والعربي لأنه موروث جميل يدل على ذوق وحضارة اليمنيين القدماء وبما أنه من الصعب إيجاد لباس وطني موحد في ظل الزخم الهائل للأزياء الرجالية اليمنية نتمنى إختيار اللون الابيض كعلامة توحيدية لألبسة اليمنيين وجعل ربطة الرأس كشريك يوازي هذا اللون الجميل في خطوة لتوحيد ورسم صورة جميلة للزي اليمني التقليدي ومحاولة رسم طريقة جديدة في إختيار ملابسنا الشعبية ضمن خزانتنا اليمنية المليئة بالعديد من الازياء الفخمة والبسيطة وبشكل جميل وحضاري .