قبل كل شيء اود الاعتراف بان عنوان موضوعي هذا انما هو ماخوذ من مقال للكاتب المصري الساخر احمد رجب كتبه قبل عدة سنوات تحدث فيه عن ان النساء في طريقهن إلى حكم العالم وانهن يسعين للاستيلاء على قيادة العالم وان كل ذلك يحدث بناء على مخطط نسائي محكم.ومن ذلك الوقت حتى الان تغيرت الامور كثيراً واصبح ينظر للمراة باعتبارها المعيار او المقياس الحقيقي لتطور المجتمع فالمجتمعات التي تحصل فيها النساء على حقوقهن هي مجتمعات متطورة اما المجتمعات التي يتم فيها تهميش المرأة وتحرم من حقوقها انما هي مجتمعات مختلفة وربما من هذا المنطلق نجد ان كثيراً من الدول وكذا النساء الناشطات يسعين جاهدات لتمكين المرأة سياسياً واشراكها في صنع القرار خاصة بعد ان عقدت عدد من المؤتمرات النسائية الدولية تمخضت عنها توصيات بضرورة النهوض باوضاع المرأة مطالبة الامين العام للامم المتحدة برفع نسبة النساء في ادارات الامم المتحدة وبالتالي فانه لابد ان يكون للنساء العربيات دور في كل هذا الذي يحدث خاصة ان المنطقة العربية تمر بمتغيرات عدة يكون للمراة فيها العبء الاكبر في تحمل تبعاتها ومن هنا برزت عدد من المفاهيم والمصطلحات السياسية في الساحة العربية وفي العمل السياسي الهادف تمكين المرأة سياسياً ومن ابرزها مفهوم ( الكوتا) والذي يعني باللغة العربية الحصة وهي نوع من التمييز الايجابي الذي يهدف إلى إعطاء النساء دعماً مؤسسياً وقانونياً لتعويضهن عن التغييب الذي يعانين منه في المراكز القيادية وبالتالي فانها تفتح الباب امام الفئات الاقل حظاً من النساء والاقليات .وقد عملت دول كثيرة في العالم على تطبيق هذا المبدا لضمان مشاركة النساء في البرلمانات وجاءت الدول الاسكندنافية في المقدمة بهذا الصدد، اما في الدول العربية فان هذا النظام ( الكوتا ) لم يطبق سوى في بلدين هما المغرب والاردن ... فهل بإمكان اليمن ان تكون البلد الثالث؟![c1]النظرة للمرأة اليمنية!![/c]1) ينظر إلى المرأة على انها صوت يتم الاستفادة منه في العملية الانتخابية لصالح الرجل اما دخولها العملية الانتخابية كمرشحة فإن ذلك يقلل من تاييد المرأة حتى من قبل الاحزاب التي تنتمي اليها والتي يعول عليها كثيراً في هذا الشان.2) عدم امتلاك النساء المرشحات الخبرة الكافية في الشان السياسي والقانوني اليمني يمكنهن من التعبير عن برامجهن الانتخابية بمصداقية.3) مازالت نظرة الرجل للمراة فيها شيء من الدونية والاستهجان للدور الذي قد تقوم به في حالة ترشحها وفوزها في الانتخابات الامر الذي يستلزم تغيير المفاهيم السائدة في المجتمع اليمني.4) عدم ثقة المرأة الناخبة بالمرأة المرشحة.[c1]الخلاصة [/c]وخلاصة الامر من هذا كله هو هل سياتي يوم يعطي فيه الرجل صوته للمراة دون ان تثار في نفسه تلك المفاهيم البالية المترسخة جذورها في المجتمع اليمني(!؟) لاننا في الوقت الذي نتمنى فيه ان يكون للنساء اليمنيات حضور قوي في المجالس المحلية خاصة واننا على وشك خوض انتخابات المجالس المحلية في سبتمبر 2006م نامل ان تسهم النساء بشكل فاعل ومؤثر في العملية السياسية لاننا لا نريد ان يكون ترشح اولئك النسوة في الانتخابات ناجماً عن فورة حماس او نتيجة دعم احزابهن لهن او تطبيقاً لنظام ( الكوتا ) بقدر مايهمنا ان تكون النساء الفائزات في انتخابات المجالس المحلية جديرات باعباء المسئولية لا ان يكون وجودهن شكلياً لتكتمل الصورة عن الديمقراطية . * أثمار هاشم
النساء قادمات
أخبار متعلقة