قصة قصيرة
في جو يشتد فيه الحر ، كان هناك منزل اشبه بالكوخ في آخر المدينة ، في هذا الكوخ توجد فتاتان صغيرتان ووالدهما المريض بالقلب بعد وفاة والدتهما فالوالد ليس له اي عمل بحكم مرضه الشديد او اي مصدر رزق يسد به رمق بناته ، الا من صدقة الناس ، اما الفتاتان ففي عمر الزهور ، فليلى في الرابعة عشرة واختها هدى في الحادية عشرة تدرسان بالمرحلة الابتدائية وتذهبان الى المدرسة والدموع في اعينهما من الم مكبوت في داخلهما ، كيف سيكون اليوم ! هل سيكون مثل امس ؟ .. ليلى وهدى كانتا كثيراً ماتعرضتا للاهانات والسخريات من زميلاتهنا في المدرسة لملابسهما الممزقة ، ومن شدة الاهانات والسخريات قررت ليلى ترك المدرسة . ليلى : لن أذهب معك ياهدى الى المدرسة نهائياً . هدى : لا يا أختي خليك معي في المدرسة فباللَّه عليك مع من سأكون اجلس واتكلم في المدرسة من دونك وكلهم لايحبونني .الأب : كح .. كح .. ماذا اسمع ياليلى ؟ليلى : سامحني يا أبي .. لن اقدر ان اصبر اكثر من هذا وكذلك من اين لنا بالمال لشراء متطلباتنا الضرورية لابد ان ابحث عن عمل ما . الأب : اي عمل ياليلى وأنت في سن صغير . ليلى : تصمت قليلاً وتفكر ليس معي شيء الا التسول الأب : لا يا ابنتي ( يبكي ) . ليلى : لماذا تبكي يا أبي هل عادك الألم من جديد ؟الأب : لا ياليلى ابكي لانني لا اقدر ان اعمل شيئاً وحرمتكما من السعادة بمرضي هذا .. حبيبتي لاتسلكي طريق التسول اصبري على امر الله .ليلى : لايوجد حل لمأساتنا الا هذا يا أبي !هل سنبقى نعيش طوال عمرنا على هذه الحالة .. فالناس لايرحموننا ليس لنا اي كرامة او حياة معهم .. كأننا فئات منبوذة من افراد هذا المجتمع . في اليوم التالي : ذهبت ليلى تتسول في الشوارع ، الا ان القدر قد حدد مصيرها وفجأة اخذتها الشرطة مع بقية المتسولين ،وقال لها الضابط امشي ايتها الشحاته . ليلى : ارجوك اتركني ، ابي مريض ويريد العلاج ارجوك ارجوك ولكن ( لاحياة لمن تنادي ) .مات الاب ، وبقيت الطفلة هدى تبكي وتصرخ . لماذا اعيش ولمن اعيش ؟اين حكومتنا اين حقوق الطفل ومامصيري ، وماحصل لاختي وغيرها في دار الاحداث هل هناك حل لخروجهن من هذا الدار او انهن سيتعودن على نفس الحياة القاسية ؟ انقذونا انقذونا .. انقذونا.* نجيبة قعطبي