موسكو تدرس مقترحات أمريكية بشأن نظام مضاد للصواريخ
من الترسانة الروسية
واشنطن/14 أكتوبر/سوزان كورنول: قال مسئول أمريكي كبير أن إدارة الرئيس جورج بوش تريد أن تجري قريبا محادثات مع روسيا بشأن الحد من الرؤوس النووية الإستراتيجية وتبديد مخاوف موسكو من الدرع الصاروخية الأمريكية التي ستنشر في أوروبا. وبينما لم يبق لإدارة بوش في السلطة سوى شهرين قال جون رود وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للحد من التسلح للصحفيين «نتطلع إلى حوار نشط مع الروس.» وتراجعت العلاقات االامريكية الروسية إلى مستويات لم تحدث منذ الحرب الباردة خاصة بعد أن توغلت القوات الروسية في أراضي جورجيا في أغسطس الماضي ردا على محاولة تفليس فرض سيطرتها بالقوة على إقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي. وقالت موسكو أن السياسة الخارجية الأمريكية التي تتسم بالأنانية هي التي فجرت الحرب في جورجيا بعد أن شجعت واشنطن تفليس. وصرح رود بأنه يعمل على الاتفاق على موعد لمناقشة المقترحات الأمريكية مع نظيره الروسي سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في موسكو على الأرجح.، وقال «نعتزم أن نلتقي في المستقبل القريب. في الأسابيع القليلة القادمة.» لكن خبيرا أمريكيا للحد من التسلح قال أن إدارة بوش التي تترك البيت الأبيض يوم 20 يناير القادم ليس لديها الوقت أو النفوذ لإبرام اتفاق بشأن التسلح. وقال داريل كمبل المدير التنفيذي لرابطة الحد من التسلح أن الروس «سينتظرون ليروا ما ستقدمه الإدارة الجديدة» للرئيس المنتخب باراك أوباما. وصرح رود بأن واشنطن بعثت لموسكو اقتراحا منذ أكثر من أسبوع هو تكملة لمعاهدة خفض الأسلحة الإستراتيجية (ستارت) لعام 1991 التي تضع سقفا لترسانات الأسلحة النووية الأمريكية والروسية وينتهي العمل بها بنهاية عام 2009 . كما بعثت واشنطن في وقت سابق من الأسبوع اقتراحا منفصلا يركز على الشفافية وبناء الثقة في محاولة لتخفيف اعتراضات موسكو على خطط نشر النظام الصاروخي الأمريكي في أوروبا. وسينشر جزء من النظام الأمريكي في بولندا وتشيكوسلوفاكيا وتقول روسيا أن الدرع الصاروخية تشكل خطرا على أمنها. وهدد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الأربعاء بنشر صواريخ جديدة قرب حدود بولندا ردا على الخطة الأمريكية. وقال رود أن واشنطن «لا ترحب» بتصريحات ميدفيديف عن النظام وتراها «مخيبة للآمال» لكن الولايات المتحدة مازالت ملتزمة بمحاولة إقناع روسيا بان نظام الصواريخ المضادة للصواريخ هو نظام دفاعي ولا يستهدفها. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر بوزارة الخارجية الروسية قوله أمس الجمعة أن روسيا ستدرس مقترحات واشنطن بشأن نظام مضاد للصواريخ وكيفية إيجاد بديل لمعاهدة مهمة لخفض الأسلحة النووية. ونقلت الوكالة عن المصدر الذي لم ينشر اسمه قوله «لقد تلقينا تلك المقترحات وسندرسها.» ويبدي الكرملين قلقا بالغا من خطط واشنطن لنشر نظامها المضاد للصواريخ في بولندا وجمهورية التشيك. وتقول الولايات المتحدة إنها تسعى من وراء ذلك لحماية نفسها من دول «مارقة» مثل إيران.