سطور
ماجد الهتاري كم كثر الحديث وأرتفع الصراخ وأشتد الألم على هذا الصرح الفني الهائل، نحن هنا لا نجد وقتاً لإضاعته بذكر السلبيات التي تواجه المعهد ولن نعيد ونكرر عما قد ذكر في الصحف والمجلات فهذا شيء قد عرفه الصغير والكبير بأنه كان شعلة وانطفأت فما بقى منه إلا الدخان. ونحن هنا لم نأت لإلقاء اللوم على مدير أو نائب أو غيرهم من الأشخاص، ولكن هذا اللوم لا بد أن يوجه إلى وزارة الثقافة ولا ندري ما إذا كانت متعمدة لقتل هذا المعهد أم أنها غير ذلك، ولو فتح نقاش مع الوزارة فلا بد بأنها ستدافع عن نفسها وستضع من ضمن حججها بأنها مخصصة للمعهد ربع مليون ريال شهرياً ناهيك عن المخصصات الفصلية والمخصصات التي تصرف لبعض الفعاليات والمناسبات، فلا بد لنا هنا نحن أن نوضح للوزارة بأن المعهد لن تقوم له قائمة بمخصص مالي ثم يترك،فالمعهد يحتاج إلى إقامة له نظام وقوانين وضوابط ومحاسبة على كل صغيرة وكبيرة، ولا يبقى معهداً لقبول اللاجئين الذين لم يستطيعوا استكمال الثانوية العامة أو لمن أراد مستسهلاً الحصول على الشهادة من معهد الفنون وخصوصاً وأنه غير مؤهل إطلاقاً لقبوله للدراسة في أحدى التخصصات وخاصة في قسم الفنون التشكيلية كما نراه الآن.ألا يتساءل البعض عن سبب الغياب المزمن الذي أصاب مدير المعهد بعد أيام قلائل من إصدار أمر تكليفه لإدارة المعهد يومنا هذا إلا للضرورة القصوى، هذا لأنه أنصدم بواقع آخر داخل المعهد عندما رأى التفلت والانهيار الذي أصاب هذا المعهد بعد أن أخرج الكوادر الفنية العملاقة،.. لم يترك الأستاذ أحمد بن غودل مدير المعهد الحال على ما هو عليه بل قام بالتواصل مع الوزارة وأعطاهم صورة كاملة عن الظروف المؤلمة التي لحقت بالمعهد مطالباً بالاحتياجات الضرورية لاستعادة بعض ما فقده هذا الصرح الفني، ولكن وللأسف (لا حياة لمن تنادي) فلم يسعه حينها إلا أن يترك هذا الصرح متأسفاً على حاله مكتفياً بتكليف أحد المدرسين بإدارته وكأنه أعطى قيادة السفينة لأحد راكبيها ورحل عنها، ونحن هناك على ظهر السفينة لا يسعنا إلا أن نقول العبارة الشهيرة “على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب”.لذا نناشد وزير الثقافة ومحافظ عدن ونقول لهم كفى إلى هذا الحد من الصمت عن تردي أوضاع المعهد العام تلو العام لماذا هذا التسيب والإهمال، ولما ننكر هذا التاريخ العظيم الذي بصمه هذا الصرح الفني الكبير، لماذا لا نجازيه الجزاء الأوفى.كلام أخير أوجهه إلى وزير الثقافة ومحافظ عدن وأقول لهم “كلكم راع وكلكم مسئولون عن رعيتكما، فهل ثقلت أقدامكم للمجيء إلى المعهد أو إرسال من ينوبكما للسماع من المدير والنائب والمدرس والطالب ولو لساعة واحدة فقط عن مشاكلهم وآلامهم وأوضاعهم المتردية،حتى وإن كثرت المشاغل فكلكم مسؤول عن رعيته.شكر وتقدير لقسم التسجيل في المعهد لتمسكه بما استطاع إليه سبيلا بقوانين ونظم الدراسة، فلو لا هذا القسم لبيعت شهادات المعهد في الطرقات.[c1]*مدرس بمعهد الفنون الجميلة[/c]