مساع إسرائيلية لإجهاض تقرير«غولدستون»
واشنطن/14 أكتوبر/ رويترز:أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أن تبني مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقرير غولدستون بشأن الحرب على غزة لا يعني بالضرورة أنه سيحول إلى مجلس الأمن الدولي. وبينما لقي التصديق على التقرير ترحيبا فلسطينيا واسعا، شرعت إسرائيل بحملة دبلوماسية مكثفة لمنع إحالة التقرير إلى مجلس الأمن. وبرر الناطق باسم الخارجية الأميركية إيان كيلي تصويت المندوب الأميركي في المجلس ضد تبني تقرير غولدستون بأن التقرير لم يكن متوازناً وسيزيد من حدة الانقسام، على حد تعبيره. وفي نيويورك قالت المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة ميشيل مونتاس إن الأمين العام سيدرس قرار التبني، ويقرر إثر ذلك التحرك الذي سيقوم به في الأيام القادمة. وكانت 25 دولة من أعضاء المجلس الـ47 صوتت لصالح اعتماد التقرير في مقدمتها الدول العربية والأفريقية، وعارضته ست دول بينها الولايات المتحدة، في حين انقسمت بقية الدول الأعضاء بين ممتنع عن التصويت ومتغيب عن الجلسة. وإلى جانب انتقاده عدم تعاون إسرائيل مع تحقيق القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون، يدين نص التقرير «بشدة كل السياسات والإجراءات التي اتخذتها إسرائيل القوة المحتلة بما في ذلك فرض قيود على وصول الفلسطينيين إلى أملاكهم وأماكنهم المقدسة خاصة في القدس الشرقية المحتلة». وتتيح إحدى فقرات قرار المجلس إمكانية إحالة التقرير إلى مجلس الأمن الذي يملك صلاحية إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا فشل الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في إجراء تحقيقات مستقلة بشأن التجاوزات الواردة في التقرير. وسارع مسئولون فلسطينيون إلى المطالبة بمزيد من تحقيقات الأمم المتحدة في تصرفات إسرائيل أثناء الحرب على قطاع غزة التي قتلت 1387 فلسطينيا وجرحت وشردت الآلاف. وقال نبيل أبو ردينه مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه على المجتمع الدولي ضمان أن يصبح القرار سابقة تكفل حماية الشعب الفلسطيني من أي اعتداء.واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات تبني القرار «انتصارا للشعب الفلسطيني ولمنظمة التحرير» التي أكد أنها «ستسعى بكل ما تملك لدفع هذا التقرير إلى الأمام».ويرى رئيس المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن التقرير منعطف تاريخي في الصراع العربي الإسرائيلي، ويفتح الباب لحملة عقوبات شاملة وسحب استثمارات ومقاطعة لإسرائيل. من جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن القرار انتصار للشعب الفلسطيني وللحق والعدالة. وأضاف خالد مشعل للجزيرة «بهذه المناسبة أدعو كل دول العالم والمجتمع الدولي أن يحاكموا إسرائيل وقياداتها السياسية والأمنية والعسكرية على جرائمهم بحق شعبنا في محاكمهم المحلية وفي المحاكم الدولية». في المقابل قالت إسرائيل التي ترفض تماما الاتهامات الموجهة إليها في التقرير إن التصويت سيضر بعملية السلام في الشرق الأوسط وسيعطي دفعة لما سماه الإرهاب في شتى أنحاء العالم. وقالت الحكومة الإسرائيلية في بيان إن القرار «يشجع المنظمات الإرهابية في أنحاء العالم ويقوض السلام العالمي». وقال مسؤول رفيع المستوى إن تل أبيب خسرت معركة ولم تخسر الحرب بعد. وكشفت مصادر إعلامية إسرائيلية النقاب عن أن الحكومة الإسرائيلية شرعت بحملة دبلوماسية مكثفة لمنع إحالة التقرير إلى مجلس الأمن. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الحكومة شرعت بإجراء اتصالات مع الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمنع إحالة التقرير إلى مجلس الأمن، ولا سيما مع الولايات المتحدة التي لها الحق في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد التقرير. من جانب آخر أرسل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون رسالة مشتركة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطالبانه فيها ببدء تحقيق «مستقل وشفاف» في الصراع. وطالبا بوقف أي توسع في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية داعيين إلى تخفيف الحصار على غزة والسماح بمرور قوافل المساعدات الإنسانية، قائلين إن مثل هذه الخطوات ستساعد في إحياء عملية السلام.