ان العقل والهوى هما سكان دفةالنفس وشراعها وهي سائرة في بحر العالم فإذا انكسر أو تمزق الشراع فإن سفينة النفس لا تستطيع أن تتابع سيرها,بل ترغم على ملاطمة الأمواج يمنة ويسرة حتى تقذف بكم إلى مكان أمين تحفظون به في وسط البحر . . .لأن العقل إذا استقل بالسلطان على الجسد قيّد أهواءه .ولكن الأهواء إذا لم يرافقها العقل كانت لهيبا ً يتأجج ليفني نفسه فاجعل نفسك تسمو بعقلك إلى مستوى أهوائك وليكن لك من عقلك دليل وقائد لأهوائك . .. وإذا جلستم في ظلال الحور الوارفة , بين التلال الجميلة , تشاطرون الحقول والمروج البعيدة سلامها وسكونها فقولوا حينئذ ٍ في قلوبكم : " إن الله يستريح في العقل " .وعندما تعصف العاصفة , وتزعزع الرياح أصول الأشجار في الأحراج , وتعلن الرعود والبروق عظمة السموات فقولوا حينئذ ٍ في أعماق قلوبكم متهيبين خاشعين : " إن الله يتحرك في الأهواء " .وما دمتم نسمة ً من روح الله , وورقة في حرجه , فأنتم أيضا ً يجب أن تستريحوا في العقل و تتحركوا في الأهواء .
قرأت لك
أخبار متعلقة