فلسطين المحتلة / رفح / من نضال المغربي : قال شهود إن أكثر من ألف حاج فلسطيني دخلوا أمس الأربعاء قطاع غزة الذي تديره حركة حماس في تحد لمطالب إسرائيل. وبقي في مصر حوالي 2200 حاج فلسطيني لنحو أسبوع بعد عودتهم من السعودية حيث أدوا الفريضة بسبب إصرار إسرائيل على أن يعودوا إلى قطاع غزة من معبرين حدوديين تسيطر عليهما خشية أن يهرب بعضهم أموالا وأسلحة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).، لكن المئات من الحجاج تدفقوا أمس على معبر رفح الذي تديره مصر وحماس. وقالت حماس ومصادر أمنية وحدودية مصرية إن أكثر من ألف حاج مروا من المعبر وإن الباقين سيتبعونهم قريبا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أرييه ميكيل إنه لا علم له بأي اتفاق بالسماح للحجاج بالمرور من معبر رفح وإنه سيتحقق من التقرير. وليس لإسرائيل أي وجود في رفح لكن هناك اتفاقا توسطت فيه الولايات المتحدة يقضي بأن المعبر لا يفتح إلا بموافقة إسرائيل. وبقي الحجاج في مصر بينما كانت تجري مفاوضات مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية حول عودتهم. وقبل أيام حطم بعض الحجاج أثاث وزجاج مركز إيواء في مدينة العريش بشمال سيناء بعد وصولهم إليه قادمين من ميناء نويبع الذي يقع على البحر الأحمر. وقال الحاج أبو محمد «الحمد لله لقد قمنا بشعائرنا الدينية وعدنا إلى غزة.» ووجه إسماعيل هنية زعيم حماس في غزة الشكر لمصر وقال إن السعودية ساعدت أيضا في تأمين عودة الحجاج «بكرامة.» وأشادت محطة تلفزيون تابعة لحماس بعودتهم قائلة إنه «انتصار». وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من قطاع غزة عام 2005 لكنها ما زالت تسيطر فعليا على حدوده وشددت حصارها حول القطاع منذ استيلاء حماس عليه في يونيو. وتضغط إسرائيل والولايات المتحدة على مصر لبذل المزيد من الجهد لمنع تهريب الأسلحة والأموال إلى غزة. ورفضت مصر شكاوى إسرائيل من التهريب متهمة الدولة اليهودية بمحاولة تحويل الانتباه عن النشاط الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة الغربية. ونظم حوالي عشرين من السياسيين والنشطاء المصريين احتجاجا أمس أمام مجلس الشعب في القاهرة مطالبين الحكومة بفتح معبر رفح أمام الحجاج. وألقت الشرطة القبض على ثلاثة محتجين لكنها أطلقت سراح أحدهم لاحقا. ويأتي الانفراج بعد أن ارتفع عدد الوفيات بين الحجاج إلى ثلاثة، اثنان منهم توفيا أثناء وجودهما بمركز إيواء في العريش، والثانية على معبر بيت حانون أثناء محاولتها العودة إلى أهلها بالقطاع.وقد حاول الحجاج بعد نقلهم إلى العريش الخروج من منطقة إيوائهم والتوجه إلى معبر رفح قبل أن يقنعهم المسئولون المصريون بالعودة، ويرفض هؤلاء العودة عن طريق معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية مخافة وجود بعضهم على قوائم الاعتقال الإسرائيلي.
شهداء الغارة الاسرائيلية على غزة
وشهد قطاع غزة فعاليات تضامنية مع الحجاج حيث نظمت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار مسيرة تضامنية شارك فيها العشرات، فيما أقامت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خيمة اعتصام في غزة. على الصعيد الميداني قتلت إسرائيل سبعة فلسطينيين من النشطاء في غارة شنتها على قطاع غزة أمس الأربعاء وتوعدت بمواصلة الضغط على النشطين في القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقالت مصادر طبية فلسطينية إن أربعة من النشطين القتلى هم أعضاء في الحركة الإسلامية وان اثنين من لجان المقاومة الشعبية وهي ائتلاف لجماعات النشطاء. وصرحت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي بأن الهجوم شن من الجو والبر بعد ان أطلق مسلحون بضعة صواريخ مضادة للدبابات على قوات إسرائيلية كانت في عملية بالمنطقة. وتوعدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس بمواصلة القتال ضد إسرائيل والى ان يتحقق «النصر أو الشهادة». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمس الأربعاء انه رغم استمرار الهجمات الصاروخية الفلسطينية إلا ان الجيش حقق تقدما في الحد من أنشطة النشطاء في غزة من خلال الضربات الجوية والغارات. وكرر ان إسرائيل لا تعتزم القيام بتوغل كبير في الوقت الراهن. وقال باراك لراديو إسرائيل «سنضع نهاية (لصواريخ) القسام. نحن لا نتعجل القيام بعملية كبيرة لكننا لن نتردد في القيام بها إذا كان علينا ان نقوم بها وإذا حان الوقت لذلك.» في غضون ذلك استبعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأربعاء إجراء مفاوضات سلام مع إسرائيل بشأن قضايا الوضع النهائي إذا استمر الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية. وقال للصحفيين بعد محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة إن الاستيطان «عقبة حقيقية... لا يمكن أن يكون هناك تفاوض في ظل استمرار الاستيطان.»، وأضاف أنه بحث ذلك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وتلقى منه وعدا بأن يبعث برسالة إلى جميع الوزراء في الحكومة بوقف أي نشاط استيطاني «وهي الرسالة التي أعتقد أنه بعثها بالفعل.»، وتابع عباس أنه إذا عادت اللجنة الثلاثية الأمريكية الإسرائيلية الفلسطينية التي تتابع تنفيذ التزامات الطرفين الواردة في خطة خارطة الطريق للسلام التي تم التوصل إليها عام 2003 «فستكون الأبواب مفتوحة من أجل المفاوضات وتشكيل اللجان والبدء في مفاوضات المرحلة النهائية.» وتشمل قضايا الوضع النهائي القدس وحدود الدولة الفلسطينية التي اتفق على قيامها بجانب إسرائيل وعودة اللاجئين. وتربط إسرائيل بين تنفيذ أي اتفاق سلام تتوصل له مع الفلسطينيين بعد قمة أنابوليس التي استضافتها الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي وبين شن حملة على النشطاء الفلسطينيين. ومن المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي جورج بوش إسرائيل والضفة الغربية الأسبوع المقبل. وسئل الرئيس الفلسطيني عن تلميح أولمرت للقبول بتقسيم القدس والعودة إلى حدود عام 1967 باستثناء مستوطنة معاليه أدوميم كبرى مستوطنات الضفة الغربية فقال إن السلطة الفلسطينية لا تقبل الإبقاء على مستوطنة هنا أو هناك. وكان أولمرت شدد في مقابلة مع صحيفة جيروزالم بوست على أن إسرائيل تعتزم الإبقاء على معاليه أدوميم القريبة من القدس في أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين.