اقواس
إنها آيات الجمال المبثوثة في ثنايا الكون .. تستوقفنا تبعث فينا قدراً من رقة الإحساس وشفافية المشاعر ..حتى الزهرة الذابلة المقطوعة من ناحية البعض تبدو جميلة بل ملفتة للنظر باعثة على أسس بما آل إليه حالها من ضمور بعد أن كانت قبل حين على فروع هذه الشجرة وتلك.. إنه الجمال الذي نعشقه ونهيم في تفاصيله السحرية نمنحه قدراً من جمال نفوسنا ووجد عشقنا وصدق من أعتبر رسائل الحب من حيث قيمتها كرسائل أبلغ من الحب نفسه والكثير من معطيات التاريخ تشير إلى ما خلف المحبون والعشاق من رسائل غاية في العذوبة والرقة ولا نذهب بعيداً فتراثنا الأدبي مليء بهذه النماذج التي حاول أصحابها تخليد حكايات حبهم وعذاباتهم شعراً فكان أن منح التاريخ روح الحياة المتجددة والحكايات الشيقة ربما الحزينة حياة في ثنايا نصوص شعرية لطالما أستعذبناها وروينا حكاياتها مع قدر من إضافات خيالاتنا حتى تبدو تلك الحكايات أو الروايات برموزها في موقع إستعطافنا بل ومشاركتنا شخوصها ذلك الإحساس الغريب أعني استمراء الألم واستعذابه لا بشيء بقدر ارتباطه بقصة وكما قالوا “الطيور على أشكالها تقع” فربما نروي معاناتنا ولكن بلسان أولئك العشاق أو فرسان العشق والغزل في العصور السالفة..إلى هنا وأعود إلى ماكنت قد تهيأت للكتابة عنه أعني الجمال .. قف عند تفصيلية واحدة للجمال إنه الجمال الأنثوي وسحر العيون بكل ما في حديث ووجد وشجن وقد يظن البعض إن ملخص حكايتي تدور حول جمال النساء وسحر زينتهن وهن في أفضل حالات تهيأهن لإظهار ما لديهن من مفاتن وصفات أنثوية فالعادة إن توصف المرأة بالحسناء إن هي بدت بكامل زينتها .. أو هي من الطبقات المرهفة .. هنا تثير الانتباه إلى سحر أنوثتها فهل أبدو نشازاً في وصف ملامح أدهشتني وأسحرتني في بنات حواء - من مشردات الحروب والمجاعات من نساء يتعفرن تراب الحقول - وآخريات يستجدين صدقة المحسنين إليهن - نساء بهيئة ملابس رثه وبقايا أطمار تستر أجسادهن المنهكة .. نساء على الأرصفة وقارعة الطرق ومداخل الشوارع والحارات وتحت سياط أشعة الشمس اللافحة.. نساء منكسرات ذابلات البيئة في وسط هؤلاء النسوة ممن قد لا يثير جمالهن أحداً .. رأيت سحر العيون وجمالها الأخاذ .. رأيت نساء بملامح جذابة وبتفاصيل أنثوية غاية في الروعة نساء أقل ما يمكن وصفوهن بالفاتنات أو الجواهر المطمورة بثراء الأرض ... جمال لا يحتاج أظهار مساحيق زينتهن والاهتمامات مبالغ فيها في أظهار ما لديهن من جمالعندها سألت نفسي هذه أو تلك هي حقيقة الإنسان وسجيته بكل ما فيها من بساطة وهنا مكمن جواهر الجمال الطبيعية.