ايران للغرب: التراجع أو الانتقامتنوعت اهتمامات الصحف البريطانية أمس الخميس، فأجرت إحداها مقابلة مع وزير خارجية إيران الذي هدد بالانتقام إذا ما أحيل ملف بلاده إلى مجلس الأمن، وتطرقت أخري إلى تراجع خطط بلير في مكافحة الإرهاب، وإلى الانسحاب من العراق فضلا عن أزمة تهدد غزة بسبب إغلاق المعبر مع إسرائيلتهديد إيرانيفي مقابلة خاصة مع صحيفة ذي غارديان هدد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي بانتقام مباشر إذا ما تم إحالة ملف طهران النووي إلى مجلس الأمن، وجاء ذلك عبر تعليقات تعمق مواجهة بلاده مع المجتمع الدولي.واتهم متقي في أول مقابلة له مع وسائل إعلام غربية، الولايات المتحدة بصناعة الأزمة ولكنه أكد أنه مازال هناك وقت لتدارك الصدام، محذرا من أن أي عمل عسكري تقوم به الولايات المتحدة أو إسرائيل سيجر عليهم عواقب وخيمة وسترد طهران بكل الوسائل المتاحة لديها.وتعبيرا عن الموقف الإيراني المتأزم، هدد متقي بوقف عمليات التفتيش الفجائية التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذا ما أحيل ملفها اليوم أو غدا.وتعهد متقى بأن بلاده ستقابل أي عقوبات تفرض عليها بالوسائل المناسبة، مشيرا إلى أن الغرب سيندم إذا ما أقدم على خطوة إحالة الملف.وفي ما يتعلق بالتهديد الإسرائيلي، قال وزير الخارجية: يكفي القول إنه إذا ما أقدم النظام الصهيوني على الهجوم، فسوف يندم وأشار متقي إلى أن الولايات المتحدة بكافة جنودها البالغ عددهم أكثر من 200 ألف جندي لم تتمكن من فرض إرادتها على العراق، مضيفا "من الأفضل لبوش أن يقضي النصف الثاني من ولايته الرئاسية يحكم بلاده في جو هادئ"، ووصف الولايات المتحدة بأنها قوة عظمى جوفاء وملوثة بدماء الشعوب.تراجع خطط بليرذكرت صحيفة ذي إندبندنت أن العديد من الإجراءات التي وعد بها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في أعقاب تفجيرات لندن الصيف الماضي، تم إسقاطها أو أهملت رغم تحذيراته المثيرة للإرهابيين من أن "قواعد اللعبة تغيرت".وأشارت إلى أن تحليل أعدته الصحيفة بعد ستة أشهر من تعهد بلير، أظهر أن خمسة فقط من 12 اقتراح كشف عنها بلير، تم تنفيذها فقط وأوضحت أن إرجاء تنفيذ تلك الاقتراحات يثير أسئلة حول قدرة بلير على تطبيق أجندته قبل أن يتنحى عن منصبه، مشيرة إلى أن الشكوك تعززت عقب هزيمة الحكومة في خططها الرامية لتجريم إثارة الكراهية على أساس ديني ونسبت الصحيفة إلى داوننغ ستريت ووزارة الداخلية أمس تأكيدهما على أن الخطط المناهضة للإرهاب والمؤلفة من 12 نقطة تجري في طريقها الصحيح وأنه تم إحراز تقدم ملموس، غير أن بعض اقتراحات بلير تم تهميشها مثل خطة السلطة الجديدة لإغلاق المساجد التي تحض على ما يسمى الإرهاب.الحلفاء يلمحون لانسحاب كبيرافادت صحيفة تايمز أن بريطانيا وأميركا بصدد الاستعداد لسحب جنودهما من العراق وقد يصل العدد إلى الثلث هذا العام.وقالت إن تعجيل خطط الانسحاب جاء مغموسا بالألم عندما قال أمس والد الجندي الذي قتل أخيرا في العراق للصحيفة إن نجله يعتقد أنه "يقوم بعمل خير" هناك.ونسبت الصحيفة إلى وزير الخارجية جاك سترو توقعه "بأخبار طيبة" هذا العام حيث بدأت القوات البريطانية بتسليم زمام الأمور للقوات المحلية في القطاعات الجنوبية.وكما أوردت الصحيفة في تقريرها السابق في شهر ديسمبر فإن القادة الأميركيين والبريطانيين رسموا خططا تفصيلية لعملية الانسحاب وسيقدموها للحكومة الجديدة التي من المحتمل أن تتسلم سدة الحكم الشهر المقبل وتوقع رئيس اللجنة المشتركة بين التحالف والعراق، موفق الربيعي، أن تخفض القوات الأجنبية إلى مائة ألف من العدد الإجمالي البالغ 160 ألف جندي في العراق.أزمة معبر كارنيوفي الشأن الفلسطيني سلطت صحيفة ذي إندبندنت الضوء على تحذيرات الأمم المتحدة للدول المانحة من أن غزة مهددة بمشاكل اقتصادية وإنسانية قد تعصف بها بسبب إغلاق المعبر الرئيسي لإسرائيل -وهو معبر كارني- لمدة أسبوعين، الأمر الذي يعرض الصادرات الفلسطينية التي تصل قيمتها إلى نصف مليون دولار يوميا للتلف فضلا عن وجود مواد طبية وإنسانية عالقة على المعبر منذ 15 يناير.وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحذير جاء في أكثر الأوقات حساسية بسبب التلويح الدولي بورقة تمويل السلطة عقب فوز حركة حماس، وقرار إسرائيل بتجميد المستحقات الفلسطينية لنفس السبب.وقالت الأمم المتحدة للمانحين إن أكثر من مائة طن من الفراولة والطماطم والفلفل والخيار والأزهار تعرضت للتلف أو أنه تم التبرع بها إلى المستشفيات المحلية.حرب دينية بغطاء حرية التعبيرتصدرت قضية الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول الكريم (ص) وردود الفعل عليها اهتمامات غالبية الصحف الخليجية أمس الخميس, فقد اعتبرت إحداها أن ما يحدث هو حرب دينية تحت غطاء حرية التعبير, وأولت اهتماما ملحوظا بخطاب بوش السنوي حول حالة الاتحاد, بالإضافة إلى موضوعات أخرى في مقدمتها توالي التهاني من قادة الخليج لأمير الكويت.تصور خاطئفقد اعتبرت صحيفة الوطن السعودية أن الإعلام الأوروبي مخطئ عندما يريد أن يصور الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم هي حرية رأي, إذ أن بعض الصحف الغربية تصف المعركة الحالية بين المسلمين والصحيفة الدانماركية "يولاند بوسطن" ليست حرب عقائد أو عنصرية، إنما محاولة لفرض نمط إسلامي في طريقة التعامل الإبداعي والإعلامي مع الأنبياء وشخوصهم.وقالت الصحيفة إن الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم واجب ديني إسلامي يستشهد المسلمون في سبيله، ولذا فإنه يعد في الإسلام قاعدة رئيسية من قواعد الإيمان الإسلامي. ومن هنا فإن أية محاولة لتصوير الإساءة للإسلام ونبيه وعقيدته، إنما تصور -ليس كقضية عنصرية وكراهية فحسب، كما تصنفها الثقافات الحقوقية- وإنما هي اعتداء على مكون رئيسي من مكونات الديانة الإسلامية.وحذرت الصحيفة من أن أية محاولة من الصحافة الأوروبية للتضامن مع الصحيفة الدانماركية من باب التضامن مع حرية الرأي سينظر لها على أنها عملية في غاية الخطورة لإشعال حرب دينية عالمية واسعة. ليس ضحيتها فقط الحرب على الإرهاب التي تتكاتف فيها الآن مختلف الدول والديانات والثقافات والأمم والشعوب. وإنما سيكون ضحيتها التعايش الإنساني برمته.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة