صنعاء / نشوان العطاب / سبأ مع تفاقم أعداد حالات السرطان في اليمن سارعت الحكومة إلى إنشاء مركز وطني للأورام بصنعاء في العام 2005م، ومنذ ذلك الحين بات هذا الصرح الطبي الشامخ ملجأ لغالبية مرضى السرطان في اليمن يتلقون فيه مجانا الفحوصات المخبرية والوسائل التشخيصية بالإضافة إلى المعالجة الطبية سواء العلاج الكيميائي أو الإشعاع على أيدي أطباء اختصاصيين في أمراض الأورام. ويضم المركز حاليا كادرا مكونا من 12 طبيبا اختصاصيا و 8 أطباء عموم و 3 فيزيائيين و 9 فنيين علاج اشعاع وأخصائي تشخيص، يعملون في أربعة أقسام هي قسم الاشعة التشخيصية الذي يحتوي على جهاز الموجات الفوق صوتيه «السونار» وجهاز أشعة، وقسم العيادات الخارجية الذي يراجعه حوالي 65 مريض يوميا، وقسم الفيزياء وقسم المختبر الكيميائي لتحضير العلاج الكيميائي للمرضى، بالإضافة إلى قسم الرقود.[c1]ضغط وازدحام وخمسة مراكز جديدة [/c]بالرغم من أن سعة قسم الرقود لا تتجاوز 50 سريرا إلا أن إجمالي الرقود في المركز منذ إنشائه وحتى نهاية مارس 2008م بلغ 20 ألفا و 238 مريضا منهم 9043 مريضا سجلوا كحالات جديدة، بالإضافة إلى 21 ألفا و 992 مريضا قصدوا المركز بغرض العلاج الكيميائي و 51 ألفا و 741 مريضا تلقوا العلاج الإشعاعي.ويعتبر القائمون على المركز أن مركز الاورام الوطني يستقبل مرضى فوق طاقته . يقول مدير المركز الدكتور نديم محمد سعيد : «تم استقبال 3787 حالة سرطان جديدة في عام 2007م في وقت لا يزال الإعتماد المرخص من قبل وزارة المالية للمركز حتى الآن 2400 حالة فقط». لافتا إلى أن الحالات المسجلة في المركز هي فقط حالات ما يسمى بالأورام السرطانية الصلبة التي تصيب الأعضاء لكن الأورام التي تصيب النخاع العظمي أو ما يسمى بسرطان الدم بكافة أنواعه سواء الحاد منه والمزمن ليست من ضمن الإحصائية.وبحسب الدكتور نديم فإنه لو فتح المركز أبوابه لمرضى سرطان الدم فإنه لن يكفي، وبالتالي يحاول المركز أن يوضح للمرضى ويعطيهم العلاج الكيميائي اللازم بحيث يتم ترقيدهم في مستشفى الثورة العام بصنعاء أو مستشفى الجمهوري. وأشار مدير عام المركز إلى أن القيادة السياسية بادرت مبكرا بالتوجيه لإنشاء خمسة مراكز أخرى في عدد من المحافظات يجري حاليا العمل لاستكمالها ومن المقرر أن تبدأ بممارسة نشاطها في أقرب وقت بما يساعد بشكل كبير في خفض الضغط الكبير على المركز الوطني للأورام .[c1]مشروع للتسجيل الطبي لمرضى السرطان [/c]وأوضح الدكتور نديم أن الذين يترددون على المركز بصنعاء للعلاج لايمثل العدد الحقيقي لحالات السرطان في اليمن ، وقال : « إن عدد المصابين بالسرطان في اليمن يعادل ضعف العدد الذي يصل إلى المركز، واعتقد أنه سيصل عدد الحالات في السنة ما بين 8 ـ 10 آلاف حالة».وأضاف مدير عام المركز « يرجع ذلك إلى أن حالات كثيرة في المحافظات لاتأتي للمركز وحالات أخرى تسافر إلى الخارج دون الرجوع إلى المركز» مشيرا إلى أن هذا القصور في التسجيل الطبي تعاني منه جميع دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية حيث لا يستطيع القائمون على برامج التسجيل إحصاء كافة الحالات. وتابع الدكتور نديم «لهذا بدأ المركز قبل بضع سنوات في مشروع التسجيل الطبي لمرضى السرطان الذي يتطلب إمكانيات كبيرة بما في ذلك طاقم طبي متخصص في الأحصاء والتسجيل».[c1]برنامج جديد للتوعية والتشخيص المبكر للسرطان [/c]من أهم أولويات أي مركز للأورام الإهتمام ببرنامج التشخيص المبكر وبرنامج التوعية، وبالفعل بدأ العمل في المركز بتوجيهات من فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ومن وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبد الكريم يحيى راصع بتأسيس البرنامج الوطني لمكافحة السرطان الذي يضم في حيثياته برامج للتوعية والكشف المبكر وبروتوكولات موحدة للمرضى وللعلاج بالإشعاع، وقائمة وطنية للأدوية الكيميائية المستخدمة، وتحديد كمية الاحتياج السنوي وليس الشراء العشوائي.وأوضح مدير عام مركز الأورام، أن هذا البرنامج ينفذ بمشاركة فريقين بجانب مركز الأورام ووزارة الصحة العامة والسكان، الأول ما يسمى بـمجموعة (باكد) من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفعيل واستكمال بنود البرنامج، والثاني الفريق الطبي الكندي ويسعى المركز أن لا يكون الفريق الكندي لمعاينة الناس وفحصهم فقط ولكن يجب أيضا أن يساهم في وضع استراتيجيات للجمهورية اليمنية حول كيفية مقاومة ومكافحة هذا المرض في المستقبل القريب. ويرى الدكتور نديم أن المركز بحاجة للرجوع إلى بعض الجهات ذات العلاقة وذات الخبرة في هذا المجال سواء من دول الجوار أو من الدول الأوروبية ودول أمريكا اللاتينية، مشيرا إلى أنه باستكمال هذا البرنامج سيبدأ المركز بالعمل على مستوى جميع محافظات الجمهورية.[c1]تكاليف باهظة [/c]ووفقا لمدير عام مركز الأورام تبلغ تكلفة جرعة العلاج التي يوفرها المركز مجانا للمريض الواحد في الشهر أكثر من 800 ـ 1000 دولار وقد تصل في بعض المرضى إلى 3000 دولار .وبحسب مسؤولي المركز فإن المركز يحتاج إلى نظام طبي شامل يكفل توفير أدوية السرطان في أي وقت وبدون المرور بالبروتوكولات والأوراق المعقدة التي تحتاج وقتا طويلا.وأشار مدير عام المركز إلى أن أدوية اليوم ليست بسعر أدوية الأمس، داعيا إلى عدم التعامل مع المركز اليوم بمثل العام 2005م بسبب تضاعف عدد الحالات .وقال الدكتور نديم : «يجب أن يكون لدينا بعد نظر وذلك بالإسراع في إنشاء المراكز الأخرى وفي رفع ميزانية الأورام حتى يستطيع المركز أن يواجه هذا العدد الضخم».
المركز الوطني للأورام بصنعاء .. صرح طبي
أخبار متعلقة