صبيحة يوم 14 أكتوبر انطلقت الشرارة الأولى من على قمم جبال ردفان الشماء معلنة اندلاع الثورة المسلحة لدحر الاستعمار البريطاني الغاصب لجزء عزيز من وطننا اليمني .في هذا اليوم الأكتوبري المبارك بعناية السماء والمؤزر بعزيمة وإرادة جماهير شعبنا الأبية التواقة للانعتاق من ربقة الاستعمار وأعوانه نهض الشعب للتخلص من كافة أشكال الهيمنة والغطرسة وحباً في تحقيق المصير وإطلاق العنان للطاقات الجماهيرية الخلاقة للبناء والتشييد والنهل من منسوب العلوم والثقافة واللحاق بركب الحضارة والانسانية المتطورة والخروج من قبو التخلف وتكبيل إرادة الانسان .وقد جاءت ثورة 14 أكتوبر أمتداداً طبيعياً لانتصار ثورة 26 سبتمبر المجيدة كتعبير واعٍ وخلاق عن وحدة النضال الوطني اليمني ووحدة أهداف الثورة اليمنية بآفاقها المنشودة .ولعل انصهار الإرادة اليمانية الواحدة في بوتقة النضال الوطني التحرري ووثوب كافة الجماهير اليمنية الشريفة للدفاع عن الثورة السبتمبرية الأم وتجذير بنيانها ومواصلة الكفاح المسلح لطرد المستعمر البريطاني عن قطرنا الجنوبي شكل اللبنة الأولى للتلاحم الوطني والاتجاه الوحدوي المقدس المعمد بقوافل من الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية كل شبر من أرضنا اليمنية واستبسلوا في صنعاء وتعز والحديدة وصرواح وعدن وردفان وأبين باذلين الرخيص والغالي في سبيل انتصار الثورة وأهدافها ومبادئها وحمايتها من مؤامرات ودسائس الأعداء ممن لا يتوخون لوطننا وشعبنا غير العيش تحت وطأة البؤس والتخلف والأمية والمرض .ولقد شكلت الثورة السبتمبرية المجيدة سنداً متيناً وداعماً وأرضية انطلاقية ولوجستية لثورة 14 أكتوبر لتمدها بالسلاح والمال والعتاد والزاد والمقاتلين تجسيداً لوحدة الهدف والمصير والأحلام الثورية الواحدة .. ولعل معسكرات التدريب في مدينة تعز كانت النواة الأولى لفولذة عزائم الرجال وتطوير تكتيكاتهم العسكرية لينفذوا عملياتهم العسكرية عن دراية وإتقان بأحدث فنون القتال العسكرية والمواجهة المباشرة كما كان يحصل في جبال ردفان وغيرها وكذا العمليات الفدائية المنفذة باتقان في شوارع وأزقة عدن ضد جنود الاحتلال البريطاني وعملائهم .هذه المشاركة والدعم شكلت الأرضية الصلبة لنجاح الثورة واستبسال الثوار لتلقين المستعمرين دروساً شهد لها كل أبناء المعمورة بشجاعتهم وبسالتهم وإيمانهم الراسخ الذي لا يتزعزع بأن إرادة الشعوب لا تقهر ، وإن وحدة الشعب اليمني مجسدة بإيمان راسخ ومعمدة بوحدة النضال وقوافل الشهداء وقطرات الدماء الزكية ولأن وحدة الشعب اليمني لم تكن رغبة جامحة لأحد ولا هبة من أحد .. فقد استطاع ابن اليمن البار الرئيس / علي عبدالله صالح - حفظه اللَّه - أن يلتقط وميض اللحظة التاريخية صبيحة 22 مايو ليرفع علم الوحدة المباركة خفاقاً في سماء وأفئدة وقلوب كافة اليمانين الشرفاء الغيورين على وحدة وطنهم وترابهم الوطني الطاهر .
أكتوبر الثورة .. المجد والخلود
أخبار متعلقة