مع الأحداث
عزا الجاحظ في كتابه النجلاء على لسان أحد أندر نجلائه طول أعمار بعض الحيوانات بعدم إسرافها في تناول الطعام والرعي مدللاً بطول عمر الضب الحيوان الزاحف نتيجة ميله لاستنشاق الهواء حتى تلبية حاجته من الماء والغذاء الحال الذي جعل بخيل الجاحظ يوحي لأبنائه بعدم الميل للتخمة كونها طريقاً للهلاك في حين إن ديننا الإسلامي وتعاليم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحض على عدم الإسراف وتنهى عن ملء وعاء البطن كون ذلك مدعاة للسقم أي المرض وإذا كان الجاحظ قد وجد في عالم الحيوان سبيلاً لتضمين رسائله بكل ما تحتوي من نصح ونوادر وحكم وأقوال أتت بعضها على لسان الحيوان في حين خالطت بعضها ما ترك من كتب أدبية رائعة إلا أنها في مجملها خاطبت العقل البشري بطريقة وأخرى.ولأن عالم الحيوان يستوقفنا عبر قناته الفضائية التلفزيونية الحيوان والنبات فكثير ما يستوقفنا عالمها أو هي تستحوذ على أكبر عدد من المشاهدين عما سواها من الفضائيات التي تنقل على مدار الساعة صور الأشلاء البشرية وسخامات الدخان واللهب المنبثق من أحياء مدن مكتضة بالسكان وإلى ما هنالك من حروب مصحوبة بأعمال القتل .. ومن هنا يمكننا القول إن الكثير من الحيوانات في بلادنا تعاني من ظلم واعتداء على حياتها وبيئتها ناهيك عن ما تعاني الأليفة منها من جوع أو تجويع معتبرة إن ظروف العيش عندما تستبد بالبشر يكون الحال وبالاً على الحيوانات خصوصاً أن هناك اشتراكاً في ظائقة العيش بين الحيوان والإنسان.هناك قول مأثور جداً للزعيم غاندي نصه (بأنك إذا أردت معرفة حضارة أي أمة من الأمم فما عليك إلا أن تعرف كيف تعامل حيواناتها) فعلينا أن نتعاطف مع الحيوانات وأن نعيرها اهتماماتنا الإنسانية طالما ومثل هذا الرفق حضت عليه ديانتنا السماوية ناهيك عن فضل الحيوان على الإنسان وكيف تعلم منه طرق معالجة الكثير من الأمراض ثم كيف استأنسه وفضل بعض أنواعه كما هو الأمر بالنسبة للحصان الحيوان النبيل الذي اقترنت فروسية الفارس بحصانه حتى أن الغراب علم الإنسان كيف يواري سوأته بعد أن قتل قابيل أخاه هابيل.وهناك عالم النحل بما تنتج من شفاء لكثير من الأمراض.