يا أجمل حب عرفته في حياتي:لم أضع القلم في يدي لكي أرثيك.. فما كنت أدرك أنه سيأتي اليوم الذي أكتب فيه مرثيتك.. ولكن القدر كان أقوى منا جميعاً .. لقد هزنا وهدنا رحيلك المفاجئ .. أظلمت الدنيا في عيوننا .. نعم لم أر نهار يوم الجمعة 13/1/2006م يوم فاضت روحك إلى بارئها.. لم نعد نرى الأشياء على حقيقتها .. كنت كالشمس التي تضيء لنا الطريق وتحدد لنا معالم الأشياء.. كنا نرى بعيونك.. ونسمع بآذانك.. ونذوق الطعام بلسانك.. كنت كل شيء بالنسبة لنا.. كنت الأب والأخ والصديق الحنون تملأ حياتنا بالبهجة والسعادة والفرح والسرور.. وعندما كنت تحدق النظر في وأنت على فراش الموت أيقنت تماماً بأنك تودعنا..! تودع أم عمرو.. وما أقسى لحظات الوداع.ما أصعب الحياة بعدك يا أغلى من أحببته في هذه الدنيا..! وحفيدك الأول عمرو الذي كنت له أباً وأخاً وصديقاً، والذي لا يفارقك أبداً.. ليتك تعرف كيف كانت يداه ترتعشان وهو جاثم فوق جثمانك الطاهر.. يقبلك ويغسل بدموعه ثوبك الأبيض الأخير.. وهو يقول: كيف تتركني وأنت الذي وعدتني بأنك ستبني معي مشوار حياتي مثلما بدأته مع أمي وعدتني بالدراسة والعمل والحرف .. أدركت حين اعطيتني كل أقلامك التي تسطر فيها كلماتك في الصحف .. بأنك تودع الكتابة كي أواصل مشوار حياتك.. وعدتني بأشياء كثيرة.. ولكن شاءت الاقدار ان ترحل عني مبكراً وبالرغم من ذلك سوف أكون عند وعدك سوف أكمل المشوار.. مشوار حياتي كما أردته لي.. وحدي أنا..ان طاقة الناس وقدرتهم على التحمل لها حدود، انهارت طاقتنا بعد ان فقدناك وكأن الدنيا ضاعت من بين أيدينا .. ولكن لن أنسى مدى حياتي ما لقيت من عطف وحب وحنان ومعاني القيم التي جسدتها لي وأطمئنك بان روحي عالية وأعصابي قوية.. وقدرتي على الاحتمال أقوى وأشد.. فقد علمتني ان أكون قوية أمام الكوارث والمصائب وليس هناك أقوى من مصابنا بفراقك.آه وآه كم تدرك اشتياقي وحنيني إلى صدرك.. كنت تغمرني بالحب والحنان.. وسأنتظر يوم الميعاد .. سوف أضمك إلى صدري كما هو حالي الآن.. مازلت أضمك في كل لحظات حياتي في نهاري وليلي.. وفي نومي واحلامي وتأكد اننا لن نتعب من ذكراك ابداً.. ولن نفرغ من الكلام عنك.. فمازلت موجوداً بيننا.. فجدران بيتك وزواياه مليئة بصورك.. كلماتك وهمساتك وضحكاتك وابتساماتك لاتزال ترن في الآذان.. أنت فارقتنا بجسدك ولكن روحك الطاهرة ستظل معنا وسنحافظ على بقائها نقية طاهرة في قلوبنا وعقولنا مابقينا على قيد الحياة.وكم أثلج صدورنا ان أصدقاءك وأصحابك والذين عرفوك وأحبوك قد كتبوا عنك الكثير بعد رحيلك .. وهذا الشعور يسعدنا كثيراً ويجعلنا نشعر أن الله معنا.. ولن يتخلى عنا.. والحمدلله أنه أعطانا في محنتنا الصبر والصمود والايمان.. وهذه ثروة لا تقدر بثمن ان الله لن يتركنا وحدنا .. ولن يتركك أيضاً .. فهو أرحم الراحمين وسوف يشملك بالرحمة والغفران ويعصم قلوبنا بالصبر والسلوان إنه على كل شيء قدير.* ابنتكإليادة عصام سعيد سالم"أم عمرو"
والدي الحبيب
أخبار متعلقة