جاء تقرير غولدستون في جوهره إدانة صريحة للعدو الصهيوني وحرب الإبادة المجرمة على قطاع غزة، وحمل احتمالات ملاحقة الدولة الصهيونية ورموزها وقياداتها باعتبارهم مجرمي حرب، لكن ما أقدمت عليه أوساط في السلطة الفلسطينية من طلب للتأجيل لمناقشة هذا التقرير في مجلس حقوق الإنسان أضاع منا فرصة كبيرة لملاحقة هذا العدو وفي الوقت نفسه احدث شرخاً جديداً في مساعي الوحدة الوطنية الفلسطينية.وفي كل الحالات المستفيد واحد هو الكيان الصهيوني، فمن جهة أنقذ نفسه من فضائح كبيرة، ومن جهة أخرى زاد حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، والسؤال هنا إذا كنا ندرك أهداف هذا الكيان ومساعيه ومراميه، فلماذا نعطيه هذه الفرصة؟ هذا السؤال للإخوة في حركة حماس وحركة فتح، وليس معنى هذا أن لا يحاسب من ارتكب جريمة التأجيل للتقرير، لكن دعونا نفرق بين هذا وذاك. تعالوا نحقق الوحدة بين الفصائل الفلسطينية فتح المقاومة وكل الفصائل الوطنية والمسلحة، وتعالوا نعيد لمنظمة التحرير اعتبارها لتكون هي المرجعية وليس السلطة، وليس دايتون، تعالوا نلتف جول برنامج منظمة التحرير، ولا أقول قيادتها، لأننا وبصراحة شديدة بحاجة إلى قيادة جديدة منتخبة لهذه المنظمة تعيد لها هيبتها، وتتمسك بخطها وأهدافها الوطنية وتعيد لمؤسساتها التي سلبتها السلطة بعد أوسلو كل الاعتبار، وهذا لن يتأتى بإدارة الظهر للوحدة الوطنية، لكنه يتحقق بتحقيق الوحدة الوطنية، والوحدة الوطنية لا تتحقق بين فتح وحماس فقط كما هو جار اليوم، وهذا ما تصوره بعض الأنظمة العربية، لكنها تتحقق بين كل الفصائل، ولا بنفي الآخر وعدم الاعتراف به كما جاء على لسان مسؤول كبير هكذا يقال في حركة فتح، عندما صرح أمس الأول 10/15 على قناة الجزيرة عن ما يزيد على “10” فصائل بأنه غير معترف بها، هذا كلام عيب أن يقال ولا يخدم الوحدة الوطنية، والوحدة الوطنية لا تتحقق إذا أراد كل طرف أن يتمسك برؤيته الخاصة، لكنها تتحقق بالقواسم المشتركة، على أن لا يفوت كل الفصائل أن المقاومة ستبقى الخيار والضمان حتى في حالة المفاوضات لضمان حقوقنا الوطنية وهي حق كفلته لنا كل المواثيق الدولية ونحن نرزح تحت الاحتلال.آن الأوان لنتوقف عن المهاترات، وأن نبدأ بلم الشمل الفلسطيني وأن نحاسب كل من يرتكب خطيئة بحق الشعب الفلسطيني كان من كان، آن الأوان لنفهم أن نتنياهو لن يعطينا دولة مستقلة ذات سيادة، ولا أوباما الذي لم يستطع أن يجمد بناء المستوطنات بعد أن عجز عن وقفها، ألا يكفينا هذا لنتعظ ونفهم ونتحد؟! كفى.. كفى.. والشعب لن يرحم عاجلاً أم آجلاً.
أخبار متعلقة