الاحتلال يهدد باجتياح غزة وأسف فلسطيني لفشل دعوة وقف العدوان
اعتداء اسرائيلي على الفلسطينيين
فلسطين المحتلة/ وكالات:دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس الجمعة مجلس الامن الى التحرك ضد رفض الولايات المتحدة اقرار نص يطلب من الاحتلال اسرائيل الامتناع عن "الافراط في استخدام القوة" ضد الفلسطينيين.وقال عباس خلال مؤتمر صحافي عقده في الدار البيضاء اثر زيارة استمرت ثلاثة ايام إلى المغرب ندعو مجلس الامن الى تحمل مسؤولياته لوضع حد للممارسات الاسرائيلية من قصف واغتيال وحصار.واضاف في الوقت نفسه ندين الاعمال غير الشرعية (التي ارتكبها فلسطينيون) وقد اعطيت تعليماتي للحكومة الفلسطينية لوضع حد للفوضى الامنية.وكانت الولايات المتحدة عطلت الخميس في مجلس الامن اقرار نص يطلب من اسرائيل الامتناع عن "الافراط في استخدام القوة" ضد الفلسطينيين. واعتبرت واشنطن ان هذا النص الذي يبحث فيه اعضاء مجلس الامن منذ ثلاثة ايام ينتقد اسرائيل "بطريقة غير متوازنة وجائرة".وكان مندوب فلسطين لدى الامم المتحدة رياض منصور اعلن الاثنين انه دعا مجلس الامن الى التحرك لوقف ما اعتبره "الاعتداء الاسرائيلي الاخير" على الفلسطينيين وخصوصا في قطاع غزة.وكان يشير الى القصف الذي يتعرض له شمال قطاع غزة منذ اسبوع من جانب الجيش الاسرائيلي ردا على اطلاق صواريخ يدوية الصنع على الاراضي الاسرائيلية. وتسبب هذا القصف الاسرائيلي باستشهاد 16 شخصا بينهم طفلان في السابعة والثامنة منذ الجمعة الفائت.وقال عباس "سمعت ان هناك اعتراضا اميركيا (على انعقاد جلسة عامة حول الوضع في الشرق الاوسط) وقد اتصلنا ببعض الاعضاء الدائمين في مجلس الامن لدعوتهم الى دعم المشروع العربي". واوضح منصور ان اربعة عشر عضوا في مجلس الامن ابدوا استعدادهم لمناقشة هذا النص "لكن المؤسف ان عضوا امتنع موفرا الحماية للاعتداءات الاسرائيلية على فلسطينيي غزة وبقية الاراضي المحتلة". وكان مقررا ان يعقد مجلس الامن الاثنين جلسة عامة مخصصة للشرق الاوسط لكن السفير الاميركي في الامم المتحدة جون بولتون استبق الامر معتبرا ان الاجتماع لن يكون "مثمرا".من جهته اعلن اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية أمس الجمعة ان حكومته لن تستسلم لمحاولات عزلها محذرا من ان الخيارات البديلة ستكون "خطيرة" في حين شارك عشرات الاف الفلسطينيين في تظاهرات انطلقت في كافة مناطق قطاع غزة تاييدا للحكومة ورفضا للقرارات الدولية بتعليق المساعدات. وقال هنية في خطبة الجمعة في مسجد "الخلفاء" في وسط مخيم جباليا امام الاف المصلين "لن نستسلم ولن تنجح كل محاولات عزل الحكومة" وتابع "اقول لكل الاطراف ان الخيارات البديلة خطيرة وعلى كل الاطراف ان تدرك ذلك".واضاف هنية "ان القرارات (بتعليق المساعدات) والتهديدات تهدف الى ان تنتزع منا الاوراق والحدود وان تسقط القلاع ونقول لن تسقط القلاع ولا المواقف التي تتعارض مع ثوابت شعبنا". واشار الى ان البعض يحاول القول ان الحكومة لن تبقى سوى شهر او شهر ونصف الشهر فقط "ولكني اقول ان الحكومة ستمضي الى نهاية فترتها الدستورية اي اربع سنوات ثم بعد ذلك نعود الى الشعب الفلسطيني للانتخابات".واوضح انه رغم "المراسيم التي تهدف الى سحب صلاحيات الحكومة لتصبح حكومة معلقة في الهواء وبلا صلاحيات ..نريد الاصلاح والتغيير..تسلمنا خزينة فارغة وعليها مديونية داخلية 650 مليون دولار ومديونية خارجية بمليار ونصف المليار دولار".وقال هنية ان الشعب الفلسطيني "لن يتخلى عن حكومته مهما كانت الضغوط والحصار وسناكل الزعتر والزيتون والملح ولن نطأطئ رؤوسنا لاننا امناء على ثوابت شعبنا".واكد هنية انه اجرى اتصالات مع عدد من رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية دون ذكرهم وانه ارسل عددا من وزرائه الى عدد من العواصم العربية والاسلامية "وهناك دول حتى في الاتحاد الاوروبي بدات تجري اتصالات"مع الحكومة معبرا عن شكره لرئيس الوزراء الايطالي المنتخب الجديد على مواقفه من الحكومة.وبعد صلاة ظهر الجمعة شارك هنية اكثر من عشرة الاف شخص في تظاهرة في مخيم جباليا تاييدا للحكومة.وجابت التظاهرة التي شارك فيها العشرات من عناصر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ومئات النساء شوارع وازقة المخيم بينما كان هنية يستقل سيارة مكشوفة يلوح بيديه الى المشاركين فيها محاطا بعدد من مرافقيه.وفي كافة المناطق في قطاع غزة انطلقت تظاهرات مماثلة من المساجد شارك فيها عشرات الاف الاشخاص تلبية لدعوة من حركة حماس لتاييد الحكومة ورفض القرارات الاميركية والاوروبية لتعليق المساعدات.على صعيد اخر هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عمليات اجتياح برية لقطاع غزة بزعم وقف إطلاق صواريخ المقاومة باتجاه إسرائيل. لكن موشيه كابلينسكي مساعد رئيس هيئة أركان الجيش أكد أنه لا تزال هناك خيارات أخرى قبل تنفيذ هجوم بري، مشيرا إلى الغارات والقصف المدفعي على أهداف محددة.وأقر القائد الإسرائيلي في تصريحات صحفية بأن عمليات التوغل السابقة في المناطق الفلسطينية لم توقف الهجمات الصاروخية لفصائل المقاومة الفلسطينية. وقال الجنرال كابلينسكي إنه في الوقت المناسب سيتم تنفيذ الهجوم البري بناء على طلب من قيادة منطقة جنوب إسرائيل.واعتبر أن "الضغط الذي يمارسه الجيش على الفلسطينيين بدأ يؤتي ثماره" موضحا في الوقت ذاته أن وقف إطلاق الصواريخ يحتاج إلى أكثر من ذلك. وخلال الأسابيع الماضية كثفت قوات الاحتلال اعتداءاتها على قطاع غزة بغارات جوية وقصف مدفعي أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين. في سياق اخر بدأ ثلاثة وزراء من الحكومة الفلسطينية امس الجمعة جولة على عدد من الدول العربية بهدف الحصول على مساعدات عاجلة للسلطة الفلسطينية التي تواجه ضائقة مالية خانقة بسبب توقف الدول الغربية عن تقديم مساعدات اليها.وقال وزير التخطيط الفلسطيني سمير ابو عيشة من عمان "اليوم (أمس) وصلت الى الاردن في طريقي لزيارة عدد من البلدان العربية".واوضح ان وزير الاتصالات جمال الخضري غادر ايضا أمس الجمعة من غزة في طريقه الى دولة الامارات العربية المتحدة كما يغادر وزير الاقتصاد الوطني علاء الاعرج الاراضي الفلسطينية الجمعة على ان يقوموا معا بزيارة "عدد من الدول الخليجية من اجل الحصول على مساعدات عاجلة للسلطة الفلسطينية التي تعاني من ضائقة مالية حالت دون صرف رواتب موظفي السلطة لشهر مارس الماضي حتى الان" حسب ما قال الوزير الخضري.واضاف الوزير الفلسطيني ان هذه الجولة "ربما تشمل ثلاث دول اوروبية" لم يحددها مضيفا "يوجد لدينا وعود من هذه الدول الاوروبية بمواصلة الدعم للحكومة الفلسطينية".واوضح الوزير ايضا انه سيزور المغرب في الثامن عشر من الشهر الجاري للمشاركة في اجتماع مالي عربي مضيفا انه "سيطلب من المجتمعين زيادة الدعم للسلطة الفلسطينية ومواصلة تقديم المنح لما لذلك من اهمية في الفترة الحالية بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا" وشدد على ان "الهدف من هذه الجولات ليس سياسيا وانما الحصول على مساعدات للشعب الفلسطيني".وكان وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار قد توجه أمس إلى مصر في مستهل جولة لعدد من الدول العربية، وأكد الوزير أنه سيدعو الزعماء العرب لتقديم الدعم المالي والسياسي للحكومة الفلسطينية.ويلتقي الزهار في القاهرة اليوم السبت الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.. وبعد مصر سيزور الزهار السعودية والأردن وسوريا ودول الخليج. واضطرت الأزمة المالية الخانقة الحكومة إلى اللجوء لحملة جمع تبرعات من الشارع العربي عبر حملات على الإنترنت والقنوات الفضائية لـ"إفشال المخططات الصهيونية"، كما ورد في الموقع الإلكتروني لحركة المقاومة الإسلامية حماس.وقد حذر وزير المالية الفلسطينية عمر عبد الرازق من أن الوضع الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية قد ينهار خلال ثلاثة أو أربعة أشهر ما لم تتدخل الدول العربية, قائلا إن المشكلة ليست في حجم الدين -الذي بلغ 1.3 مليار دولار- بل في العجز عن الاقتراض والاعتماد على موردي القطاع الخاص.وتواجه حكومة إسماعيل هنية مشكلة دفع رواتب شهرية لموظفيها تقارب 118 مليون دولار أميركي.