سطور
رحل عن دنيانا بصمت مطبق في العاصمة ( صنعاء ) بشهر يونيو يوم السابع منه عام 2004م ( صنعاء عاصمة الثقافة العربية ).. فهل شاء له القدر سبحانه أن يودعنا في صنعاء وهي عروس أعراس العرب ؟!! ونظراً لانشغال الإعلام والثقافة بمثل هذا الحدث الكبير نال فقيدنا ما ناله من النسيان وإلى اللحظة رغم أنه علم ترك لنا إرثاً فنياً وموسيقياً بأن علم ( ردفان) نجل الفن والموسيقي وظل ردفان أحمد محمد عباد ( الربش) باحثاً عن وظيفية رسمية عليها تقية صروف وتقلبات الزمن . فالأستاذ / أحمد محمد عباد عمل مع عمالقة الفن والطرب والشعر والأدب منذ الخمسينيات في لحج وشجعه بداء الهرم فضل محمد اللحجي وهو المتأثر به ومحمد الصنعاني وكذا الرباشي ومحمد سعد عبد الله وعلمه العزف على آله العود مسعود أحمد عباد وهو من أبناء الشيخ الدويل حاضرة الشيخ عثمان في عدن وأجاد العزف على آلة الكلمات من معلمة الأستاذ عبده سالم النجار في زمن ندوة الجنوب الموسيقية اللحجية . كان قبل رحيله منذ ما يقارب الخمس سنوات يطمح بتوظيف ردفان إبنه مستقبلاً حدث صنعاء عاصمة الثقافية العربية ولكن القدر شاء أن ترحل روحه قبل أن يتمكن من تأمين الوظيفة لأبنه ويرفع من معاشه التقاعدي بعد خدمته بالقوات المسلحة سابقاً ) حتى يضمن لبناته الأربع ولو معاشاً تقاعدياً كي يفتخرن به كفنان مبدع فهذا بن عباد عاش صامتاً محباً لفنه مخلصاً لوطنه مجلاً لأساتذته حتى لحظة رحيله ولأنه جبل بهره الصفات الحميدة لم يجرؤ على مد يده لأي كان حتى من لحن لهم وغنوا له للحج المنبت لعدن البندر الشهرة ولليمن السعيد يمن الـ22 من مايو بأوبريت ( الفلاح اليمني القديم كان أخر أعماله الذي وثق في العام 2003 بقناة يمانية بتلفزيون عدن وهو من الكلمات / علي صالح باحبيب . رحل الفقيد الفنان أحمد محمد عباد (مسيهل ) عن دنيانا عن عمر ناهز الـ (71) عاماً تاركاً لنا هماً ثقافيا بحاجة إلى البحث والتنقيب والإنصاف له ولأقرانه من المبدعين وكذا خلف لنا المبدع الذي بحاجة إلى من يسهل عنه ويكتشف ما لديه من أرث فني موسيقي لينال ما يستحقه من الشرف والتقدير .