صافرة قلم
عندما أعلنت الصحف الرسمية وغير الرسمية عن استقالة إدارة نادي التلال الرياضي بعدن قبل عدة أسابيع , استبشرنا خيرا بعهد جديد لهذا النادي المغلوب على أمره , والتي دأبت إدارته على إطلاق تصريحات رنانة مفادها أن النادي مستهدف من الجميع , غير أن هذا الأمر تغير تماما بعد أن كشفت هذه الإدارة عن قناعها المزيف وادعت أنها لم تتقدم بالاستقالة التي تحدثت وسائل الإعلام عنها , وكأن الأمر كان بالنسبة لها مجرد “ كلام عيال ولعب جهال “ ليس إلا , فهي تستقيل في الليل وترجع عن الاستقالة في النهار وكلام الليل يمحوه النهار , فهذه ظاهرة مرضية خطيرة في الإدارة التلالية التي قيل أنها منتخبة وشرعية ويجب علاجها بعد أن استفحل داءها . - بكل بساطة أعلنت الصحف اليمنية خبر استقالة الإدارة التلالية بعد اجتماع رسمي برئاسة نائب رئيس النادي حسن سعيد قاسم , وكان ذلك تحت تأثير الضغط الجماهيري والإعلامي والنتيجة الثقيلة التي خسرها أمام شعب صنعاء ( 5 / 1 ) في منافسات الدوري الذي لم يحقق فيه الفريق في الجولات الخمس الأولى سوى فوز واحد , وحسب علمي فقد وصلت الصحف اليمنية رسالة تلالية موقعة ومختومة بختم إدارة نادي التلال تفيد باستقالة الإدارة , وهو ما يعني أن التلال بات في فراغ إداري , الأمر الذي جعل مكتب الشباب والرياضة يبادر إلى البحث عن تشكيلة إدارية جديدة وفقا لصلاحياته في إدارة مؤقتة حتى الانتخابات الرياضية المقبلة , - وبعدها سارع عدد من أعضاء الإدارة التلالية الذين تسببوا في شق وحدة التلال وخلق الأزمات داخل القلعة الحمراء إلى نكران هذه الاستقالة وتبرؤوا منها جميعا باعتبار أن الاستقالة التي عممت على الصحف ووجهت لجهات الاختصاص لم تكن تحمل توقيع أعضاء الهيئة الإدارية . - هذا يوحي بخطورة الوضع التلالي والأزمة الكبيرة التي تعيشها إدارة التلال “ المنتخبة “ على وصفهم , عندما نتساءل عن السر في خروج وثيقة الاستقالة الجماعية موقعة ومختومة بختم النادي , وعقب اجتماع رسمي للإدارة دون علم إدارة التلال المذكورة تعتبر إدارة فاشلة ولا يمكنها التحكم في شيء , ولا تخدم النادي في شيء , فكيف تؤتمن على ناد كبير بحجم التلال , ويمكن القول أن من حق الإدارة المنتخبة التي أعلن عن تقديم استقالتها في الصحف الرسمية اللجوء إلى القضاء للفصل في الأمر وكل سيقدم ما لديه من الأدلة وأنا واثق أن القضاء في هذه الحالة سينتصر للتلال بعد أن يثبت له فشل الإدارة المنتخبة وأضرارها على النادي.- عموما التلال ليس بحاجة لشخصيات وأسماء معينة على حد تعبير بعض الزملاء , إنما يحتاج إلى وقفة جادة من مثل هذه الأسماء لمعرفة مدى فائدة وجودهم للنادي من عدمه , وبالتالي إن لم يكن لهم فائدة بحجم عراقة هذا النادي فليتركوا المجال لغيرهم وهم كثير ممن يستطيعوا أن يقدموا الشيء المناسب لهذا النادي , فالتلال ليس ملكية خاصة للذين يطلقون التصريحات الكبيرة وبيانات إعلان الحرب بعض الأعضاء الذين يتشدقوا دوما بحبهم للتلال وهم في قتله مستميتون , يا ناس عيب عليكم , اتقوا الله في هذا النادي المغلوب على أمره واتركوا له المجال لينطلق بصورة صحيحة تمكنه من استعادة أمجاده التي نعرفها جميعا , فمن العيب أن يندفع البعض حاليا إلى ارتكاب أفعال فيها الكثير من الحماقة كأن يتصدى في ملعب التدريب لرئيس وأعضاء الإدارة المؤقتة بصورة توحي كثيرا بأحد أسباب فشل الإدارة المنتخبة ولا توحي بأي لباقة أو تصرف إداري حسن , وهو أمر مؤسف أن يلجأ البعض لارتكاب مثل هذه الأفعال دون الاحتكام للعقل والمنطق والنظم واللوائح . - ولو أن المدرب الوطني الرائع سامي نعاش وجد في إدارة النادي الحالية خيرا لكان أولى له أن يقود الفريق التلالي باعتباره أحد أبناء التلال العظماء , ولكن هذه الإدارة تتنكر دائما لأبنائها المخلصين وتجحد جهودهم حتى لا يظل في الساحة غير أعضاء هذه الإدارة وحدهم المنقذون والمسيطرون على كل صغيرة وكبيرة , فكيف يلوم البعض اتجاه النعاش للهلال حيث الاستقرار الإداري الذي منحه كل ما يساعده على النجاح والانطلاق .[c1]صافرة أخيرة[/c]- أنا شخصيا لست مع شخص ضد آخر , أنا مع الإدارة الواعية والفاهمة والمقدرة لتاريخ التلال قبل أن تصدر للآخرين قدر نفسها , ولست ضد إدارة التلال المنتخبة , وإنما ضد عجز هذه الإدارة وتخاذلها وانقسامها وأفعالها التي تأتي دائما ردود أفعال وتصفية حسابات شخصية ولم تنفع النادي في شيء , بل تسببت له بالكثير من الأضرار , وإن كانت الهيئة الإدارية المعينة للتلال حاليا برئاسة الأخ عاتق أحمد علي محسن ستقدم نفسها بقوة في خدمة التلال بغض النظر عن الاعتبارات الشخصية أو تصفية الحسابات كما يروج البعض من خارج النادي فأعتقد أن النجاح سيكون حليفا للتلال وإدارته , أما إذا كان عملها خاضع للرغبات الشخصية ولردود الأفعال الشخصية فالوضع قد يكون أسوأ من سابقه , ولنا في ما يحدث في أحد أكبر القلاع الرياضية العربية “الزمالك المصري” عبرة لمن اعتبر , والمطلوب دائما نوع من التنازل الذي يقرب وجهات النظر ويؤدي إلى الاستقرار الإداري والفني بالنادي في كل الاتجاهات.[c1] [email protected][/c]