ونحن نكتب للمرة الثانية عن القات الذي تكوينا أسعاره بنارها يومياً.. وحتى لو سلمنا مبدئياً أن(البرْد)هو سبب ارتفاع أسعار القات،إلا أنه لا يمكن أن يكون(البردُ)أو(الصقيع)هو المسبب أولاً وأخيراً،فقد أدى نشر أخبار مفادها أن الحكومة تزمع باستيراد القات الهرري من(أثيوبيا)خاصة وأن الأخبار هذه نشرت بعد زيارة رئيس وزراء أثيوبيا لليمن، أدى إلى أن ينتقم منا أصحاب القات من مصادره،مروراً بالضرائب،والبائعين بالتجزئة..إلخ.لكن تظل مسألة البائعين بالتجزئة أو بالمفرق(شكل - حبة- نص حبة).. مبررة نوعاً ما..إذ يتم فتح(البقشة)وفيها عشر أو عشرون حبة قات(ربطة)ومسجل في ورقة صغيرة من(الحائط نفسه)السعر الكلي،وهنا يكون المبرر مقبولاً كما أسلفنا،لكن مع الشكوك في أن إتفاقاً أو(سيناريو)قد تم الاتفاق عليه من الطرفين..وهي المصيبة!نحن لا (لا نبخس الناس أشياءهم كما لا يمكن تحميل الطقس كل شيء إذ أن(الحبة السمين)وصل سعر الممتاز منها(5-4) آلاف ريال،يالطيف! أما الرخيص الذي يُسمى(سِيلْ)بالكسر والفتح نسبة إلى السوائل وهي الوديان وغيرها..أو(المدعس)أي ذلك الذي لا قيمة له،وكم في الدنيا من(مُدعس)ليس في القات فقط..ولكن(الحبة بألفين)ويزيد!لذلك لا نريد من الحكومة أن تترك الأمر على ما هو عليه،بمثلما يرتفع سعر الدولار(الأخضر أيضاً)ما يعني أن معظم الموالعة والمخزنين اليوم لن يقدروا على شراء حتى(ربع حبة)سمين أو(قطل)..وهذا سيجر الناس إلى ماهو سيئ ومقيت،سيدخل المجتمع في أشياء قد حمدنا الله سبحانه وتعالى على نسيانها والتبرؤ منها..لكن على ما يبدو أننا قد نسيناها لفترة طويلة،ومن ثم فالعودة إليها سوف تكون مأساوية وكارثية على مجتمع قوامه( 22مليون نسمة)أو أكثر،ربما يكون نصفهم أو ثلثهم من متعاطي القات،الذي هو أهون الشرور بالنسبة إلى ما يقارن به من ( أمور الكيف الأخرى)..والعياذ بالله!نحن اليوم نطالب بوضع حد للغلاء الفاحش،وليعذرني الذين لا يخزنون فهم لهم رؤيتهم التي نحترمها،لكن البديل للقات في مجتمع يعتبره من الأمور الاجتماعية،والبيئية،مع ماله من آثار مرضية قاتلة بعد أن تركنا المزارع يفعل ما يشاء،ومن دون ضمير(للبعض)أو إشراف حكومي زراعي،فيستخدم السموم الفتاكة..وهلم جرا..والقات الهرري لن يقضي على(البلدي/المحلي)،لكنه سينافسه وسيخلق تعادلاً مهماً،إذ ما كانت الجهة المستوردة حكومية،أو مشرفة على موردين وفق برنامج تعاون بين البلدين في استيراد وتصدير السلع..وغيرها..أما التمادي في السكوت وترك(الحبل على الغارب)ففيه مخاطر جمة،وصدقوني إن(بعض الشر أهون من بعض..)(ورب ضارة نافعة)إذا كانت الرؤى تحكم بمنطق سليم..إن شاء الله تعالى!من هنا فإن(مليونين من أثنين وعشرين مليوناً)،ربما يكونون مقاطعين..والمهم أن يسود العقل..حتى لا يأتي يوم نندم على ما قصرنا فيه..فابدؤوا في الاستيراد،حتى لا يصبح الإنسان أسير سلوك غير معتاد الآن والمعذرة سلفاً لمن يعارض..وأهلاً بالبدائل،أياً كانت المهم تكون للصالح العام في مجمله..ومن دون تصديرأو حسابات يراها(البعض)مواتية لإفراغ جهلهم وسموم أفكارهم..التي نأمل أن لا يكون لهم فيها أي أثر أبداً.
ارتفاع جنوني لأسعار القات!
أخبار متعلقة