فلسطين المحتلة/ وكالات:استشهد قياديا بارزا في لجان المقاومة الشعبية في انفجار سيارة كان يستقلها في مدينة غزة ظهر امس.وأضافت الانباء أن الشهيد هو خليل القوقا الملقب بأبي يوسف (42 عاما)، ونقلت عن شهود عيان قولهم إن قذيفة واحدة على الأقل أصابت سيارة الشهيد بمنطقة الناصرة أمام جامعة القدس المفتوحة بمدينة غزة. وقد تجمع المئات من الفلسطينيين حول السيارة التي احترقت ودمرت بالكامل.وانفجرت السيارة إثر قذيفة صاروخية أطلقتها طائرة حربية تابعة للاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن شهود عيان قالوا إنهم سمعوا أصوات طائرات تحلق وقت الهجوم.وكان رئيس الوزراء المؤقت إيهود أولمرت توعد باتخاذ إجراءات قاسية ضد المسلحين الفلسطينيين, عقب وقوع عملية كدوميم بالضفة الغربية.كما أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز عقب اجتماع له مع قادة الجيش أوامره بتصعيد عمليات قواته لاغتيال ناشطي حركة الجهاد الإسلامي عقب إطلاق الحركة لصواريخ كاتيوشا على إسرائيل مطلع الأسبوع. وقد ارتفع عدد القتلى الاسرائيليين في عملية كدوميم إلى أربعة عندما فجر فدائي فلسطيني نفسه قرب مستوطنة كدوميم في الضفة الغربية الليلة قبل الماضية. وتوقعت مصادر إسرائيلية أن يصعد جيش الاحتلال عملياته ضد ناشطي حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عقب عملية كدوميم الفدائية التي تبنتها كتائب شهداء الأقصى التابعة لها والتي أدت أيضا إلى استشهاد منفذها. وكان رئيس الوزراء المؤقت إيهود أولمرت توعد باتخاذ إجراءات قاسية ضد المسلحين الفلسطينيين، وفي صباح أمس شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي قيودها على التنقل بين الأجزاء الشمالية والجنوبية في الضفة الغربية. ولم تسمح للشباب بين 15 و32 بالتنقل على الحواجز الكثيرة المنتشرة بين مدن الضفة الغربية. وبعد ساعات قليلة من عملية كدوميم شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارة على قطاع غزة, قصفت خلالها طرقا وجسرا, دون أن تسفر عن وقوع ضحايا.وقالت مصادر في حركة حماس إن الطائرات الإسرائيلية أطلقت صاروخا على معسكر تدريب تابع للحركة في وسط قطاع غزة, ملحقة به أضرارا مادية، بيد أن المعسكر كان خاليا لحظة الهجوم. وجاءت الغارة بعد يوم شهد تحركات أمنية واسعة من الجانب الإسرائيلي وبخاصة في شمال القطاع، بدعوى منع المسلحين الفلسطينيين من إطلاق صواريخ باتجاهها. من جهة أخرى اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي ثمانية فلسطينيين في وقت مبكر من صباح أمس عقب وقوع العملية, أحدهم هو شقيق منفذها الذي أعلنت كتائب شهداء الأقصى أن اسمه محمود مشارقة (24 عاما) وهو من مواطني مدينة الخليل بالضفة. وتقول الشرطة الإسرائيلية إن الشهيد الفلسطيني فجر نفسه في سيارة إسرائيلية كانت تقله بعد أن انتحل شخصية جندي إٍسرائيلي، وقد انفجرت السيارة قرب محطة للتزود بالوقود على مدخل مستوطنة كدوميم شرق مدينة قلقيلية. وبينما أدانت الرئاسة الفلسطينية العملية الفدائية, ودعت إلى ضرورة الالتزام بالهدنة, امتنع وزير الإعلام الفلسطيني يوسف رزقة أحد مسؤولي حماس عن الإدانة أو الدعم. وقال رزقة إن ما "حدث ننظر إليه على أن زوال الاحتلال يزيل مثل هذه العمليات، وأن بقاء الاحتلال هو الذي يسبب مثل هذه العمليات الاستشهادية التي من أهدافها الأساسية مقاومة الاحتلال". كما دافعت حماس على لسان نائبها في المجلس التشريعي مشير المصري عن العملية, معتبرا أنها "رد طبيعي على الجرائم الإسرائيلية والغارات الإسرائيلية المتواصلة والاعتقالات". ووقعت العملية بينما كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة رسمية لجنوب أفريقيا, وقد أجرى محادثات مع الرئيس ثابو موبيكي, حيث من المتوقع أن تسهم جوهانسبرغ في تقديم مساعدات للسلطة.وكانت اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) حذرت في بيان لها من بروكسل من أن المساعدات المباشرة للوزارات الفلسطينية ستتأثر إذا لم تلتزم الحكومة بالشروط التي سبق أن أعلنتها اللجنة، وهي الاعتراف بإسرائيل والاعتراف بالاتفاقات السابقة معها والتخلي عن سلاح المقاومة. وفي هذا السياق انضمت هولندا للولايات المتحدة وكندا بإعلان عدم إجراء أي اتصال بالحكومة الفلسطينية الجديدة التي شكلتها حماس، مع تأكيدها استمرار اللقاءات مع الرئيس عباس ومساعديه المباشرين. وكان عشرات الآلاف من فلسطينيي 1948 قد احيوا في المدن والقرى داخل الخط الأرض الذكرى الثلاثين ليوم الأرض. ففي مثل يوم أمس سقط فيه ستة من الشهداء الفلسطينيين بقريتي كفر كنا وعرابة بالجليل عام 1976 في احتجاجات على السياسة الإسرائيلية بمصادرة أراضيهم.التظاهرة الرئيسية جرت في مدينة اللد قرب تل أبيب وتزامن معها مسيرات وفعاليات شعبية لتأكيد رفض السياسة العنصرية الإسرائيلية ضد عرب الداخل. ورفض المحتجون سياسية هدم البيوت ومصادرة الأراضي التي تتم في سياق خطط تهويد القرى والبلدات خاصة في النقب والجليل.يشار إلى أن اللد شهدت عام 1948 تنفيذ خطة قادها وزير الدفاع الأسبق موشي دايان، وهجر خلالها معظم سكان المدينة العرب وكان من بينهم مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش.وإضافة إلى مهرجان اللد جرت فعاليات ومسيرات في مدينتي الرملة وسخنين وقريتي كفركنا وعرابة.وفي القدس الشرقية استخدمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي القنابل الصوتية والهري لتفريق المحتجين بمناسبة يوم الأرض. كما امتدت المسيرات إلى بعض مناطق الضفة الغربية وتحولت لمواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
إسرائيل تتوعد فتح بعد عملية كدوميم
أخبار متعلقة