في حفل إعلان نتائج المسح الوطني لمؤشرات الملاريا في الجمهورية اليمنية .. رئيس الوزراء:
د. مجور في حفل إعلان نتائج المسح الوطني للملاريا
صنعاء/ بشير الحزمي: أكد الدكتور علي محمد مجور - رئيس مجلس الوزراء أن حرص القيادة السياسية على تقديم مزيد من الدعم لمكافحة مرض الملاريا والوقاية منه كان له الأثر البالغ في تحقيق السيطرة على انتشاره في بلادنا من خلال العناية الخاصة التي يوليها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي وجه الحكومة بتوفير الإمكانيات الأساسية اللازمة لمكافحة الملاريا وزيادة المخصصات المالية اللازمة لذلك بما يضمن تغطية كافة المديريات الموبوءة في عموم مناطق الجمهورية وهو ما ترجمته الحكومة خلال السنوات الأخيرة بتوفير الدعم المادي والفني والبشري واللوجستي لبرنامج مكافحة الملاريا لتمكينه من القيام بالدور المطلوب.وقال في حفل إعلان نتائج المسح الوطني لمؤشرات الملاريا في الجمهورية اليمنية الذي نظمته وزارة الصحة العامة والسكان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية أمس بالعاصمة صنعاء إن الحكومة قد وضعت مكافحة الملاريا ضمن الأولويات التنموية التي خصصت لها برامج الدعم من الجهات المانحة لسد الفجوات التمويلية التي ليس بمقدور الحكومة تمويلها، وعززت النجاحات التي تحققت في مجال المكافحة من علاقات الشراكة والتعاون مع الدول المانحة الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية خاصة الصندوق العالمي لمكافحة السل والإيدز والملاريا والأشقاء في دول مجلس التعاون ومنظمة الصحة العالمية الشريك والداعم الفني لوزارة الصحة في مجال مكافحة الملاريا.
جانب من الحضور في الحفل
وأوضح أن مكافحة الملاريا أحد أهم تدخلات القطاع الصحي ، وأن بلادنا قد شهدت منذ عقدين من الزمن تسجل موجات وبائية عارمة لمرض الملاريا خصوصاً في نهاية التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، وشهدت تلك الفترة تسجيل مئات الآلاف من حالات الإصابة ما جعل الملاريا بين الأسباب الخمسة لوفيات الأطفال في بلادنا وبالتالي أعاق تقدمنا نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة خاصة الرابع والخامس والسادس منها.. مشيراً إلى أن عقد هذا الاجتماع لإعلان نتائج المسح الوطني لمؤشرات الملاريا يأتي لتقييم الأداء وجني الثمار بعد مرحلة من العمل الجاد في مكافحة الأمراض السارية ومنها الملاريا، ويؤكد أهمية التعامل مع الصحة وفق منطق الاستثمار الجاد الرامي إلى رفد التنمية بالقدرات البشرية التي تتمتع بالقدرة على تقديم الخدمات وفق المعايير المرجعية المعتمدة وقراءة المؤشرات بأسلوب علمي. وقال إن هذا هو ما اتبعته الحكومة ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان من خلال عملها مع منظمة الصحة العالمية على إنجاز مسح مؤشرات الملاريا للعام 2009م والذي بينت نتائجه نجاح بلادنا في السيطرة على هذا المرض لما من شأنه رفع معاناة المواطنين وتأمين احتياجاتهم الوقائية والعلاجية وتعزيز أنماطهم الحياتية نحو استئصال مرض الملاريا تماماً بإذن الله. وأوضح أن انخفاض معدلات انتشار الملاريا بحسب ما أشارت إليه نتائج المسح يضع اليمن في الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافه الوطنية في مجال مكافحة الملاريا. ودعا إلى عدم إغفال متغيرات عديدة يعيشها العالم ومنها التغيرات المتسارعة في المناخ العالمي وما تنذر به من مخاطر جمة قد تؤدي لا سمح الله إلى تراجع المؤشرات ما لم تتواصل الجهود للحفاظ على ما تحقق ، مطالباً وزارة الصحة مع شركائها التنمويين برصد كافة الإمكانيات المطلوبة للحفاظ على النظم المعلوماتية والتقنية الإجرائية القائمة وتطويرها وتوفير كافة وسائل الحماية والوقاية للمواطنين في مناطق التعرض لخطر الإصابة وكذا وسائل التشخيص والمعالجة للحالات المرضية بحسب ما تنص عليه إستراتيجية البرنامج تماشياً مع التوجيهات الوطنية والخطة الخمسية والبرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية.وقال إن على الوزارة بالتعاون مع شركائها تطوير البرامج الموجهة لرفع مستوى الوعي نحو تغيير السلوك إيجابياً بما يمكن المواطنين من تجنيب أنفسهم وأفراد أسرهم خطر الإصابة بالملاريا بالعمل مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وكافة القطاعات الأخرى المعنية.. معرباً عن الشكر والتقدير للدول المانحة الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية لما قدمته لبلادنا.وأكد أهمية استمرار هذه الجهود نحو إعلان خلو اليمن وشبه الجزيرة العربية من هذا المرض.من جانبه أكد أ.د. عبدالكريم يحيى راصع وزير الصحة العامة والسكان أن الملاريا ضمن أخطر الأمراض تسبباً في الوفيات خاصة بين فئتي النساء والأطفال اللتين تعتبران الأكثر تعرضاً للإصابة بالأمراض ومنها الملاريا وتداعياتها. وقال إن نتائج المسح الوطني لمؤشرات الملاريا في العام 2009م الذي نفذ بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية بتمويل من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا بهدف تحديد الوضع الراهن للملاريا في الجمهورية وبناء قاعدة المعلومات الأساسية اللازمة لتحديث السياسات والإستراتيجيات المستقبلية واستخدامها لأنشطة المكافحة المختلفة وتسهيل مراقبتها وتقييمها قد بينت حدوث انخفاض كبير في معدل انتشار مرض الملاريا على المستوى الوطني عام 2009م حيث بلغت نسبة الإصابة 1.5 % فقط. وأضاف أنه باستخدام نتائج مؤشرات المسح في تقدير العبء المرضي للملاريا وبحسب المعدلات الوبائية لمنظمة الصحة العالمية تشير النتائج إلى أن إجمالي حالات الملاريا في الجمهورية وصل في العام 2009م إلى 265074 حالة فقط مقارنة مع التقديرات السابقة المحتسبة في العام 2006م التي أشارت إلى أن عدد الحالات تتراوح بين (800) ألف إلى (900) ألف حالة ملاريا.وأشار إلى أن قراءة الوضع الراهن تتطلب الوقوف على بعض المؤشرات المرتبطة بتدخلات مكافحة الملاريا خلال السنوات السابقة. وأوضح أن ما تحقق من نتائج إيجابية إنما تم بفضل الله ثم بالإرادة السياسية التي مثلها اهتمام فخامة الأخ رئيس الجمهورية ومتابعة دولة رئيس الوزراء لكل البرامج الصحية. وقال إن رؤية الوزارة في تفعيل إجراءات الوقاية والمعالجة قد اعتمدت على توسيع نطاق المكافحة المتكاملة للنواقل، واعتماد إستراتيجية استخدام الناموسيات المشبعة بالمبيد طويل الأمد وتوزيعها على الفئات الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالملاريا، وتحديث السياسة الوطنية للأدوية المضادة للملاريا في مطلع العام 2009م. وأكد أن الوصول إلى الاستئصال يتطلب مزيداً من الدعم والجهد وحشد موارد مالية أكبر لتنفيذ تدخلات أوسع نطاقاً بجودة وتركيز عاليين وفي إطار دور تشاركي متكامل بين كافة القطاعات بالتعاون مع المانحين للوصول إلى يمن خال من الملاريا بحلول عام 2020م في إطار المبادرة الإقليمية لجعل شبه الجزيرة العربية خالية من الملاريا. وكانت قد ألقيت في الحفل كلمتان من قبل الدكتور يوسف عبدالجليل المدير الإقليمي للصندوق العالمي لمكافحة السل والإيدز والملاريا لشرق المتوسط، والدكتور حسين عبدالرزاق الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أشادا فيهما بمستوى النجاحات المحققة في مكافحة الملاريا في اليمن، متطرقين إلى أهمية الشراكة والتعاون على الصعيد الإقليمي في المجال الصحي ومكافحة الأمراض بما فيها الملاريا. وأعربا عن أملهما في أن تحقق الجمهورية اليمنية الأهداف الإنمائية للألفية واستئصال وباء الملاريا من اليمن بصورة نهائية. إلى ذلك قام الدكتور ماجد الجنيد وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية الأولية بتقديم عرض موجز عن البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا ووضع الملاريا في اليمن والجهود المبذولة لمكافحته. حضر الحفل الأستاذ الدكتور عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم والدكتورة أمة الرزاق علي محمد وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووكلاء وزارة الصحة العامة والسكان وعدد من القيادات الصحية وممثلو المنظمات الدولية والجهات المانحة.